مهرجان أسوان للمرأة.. نجاحات وتحديات

أسوان..المرأة.. الأفلام ذلك الثالوث المدهش الذى يحمل كل منه بريقه وتأثيره وبصمته المتفردة على صفحات التاريخ المصرى واستطاع بقوة ناعمة أن يجمعهم جميعا مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة والذى أكمل هذا العام ثلاث سنوات مما يعنى أنه أصبح ناجحا ويحقق أهدافه باستمراره كأول مهرجان متخصص واكتسب أهمية أكبر بإقامته فى بنت النيل مدينة أسوان الساحرة، وأهله الطيبون يعرفونه وينتظرونه فسائق التاكسى بمجرد أن ذكرت له اسم الفندق الذى تقام به الفعاليات قال لى تريدين المهرجان وأكمل: جميعنا أصبحنا ننتظره لأن به حركة السياحة تزدهر من كثرة الضيوف، أجانب ومصريين.

ورغم المشكلات المتشابهة التى تعانى منها المصريات بحرى وقبلى تكتشف المرأة الأسوانية أن همومها تتقاسمها أيضا مع المرأة العربية فالزواج المبكر والختان ومصاعب حياة المرأة المعيلة تتشابه فيها القصص والحكايات التى شاهدتها من خلال فعاليات منتدى نوت الذى أصبح حدثا ثابتا على أجندة المهرجان واختار هذا العام عنوان قضايا أمن وسلم المرأة وعرض نماذج من خلال الضيوف العربية من لبنان واليمن وليبيا والأفلام التى تدعم هذه القضايا وأظهرت هذه الفعاليات إما تجسيد مشكلات المرأة أو اختيار أفلام شاركت فى صنعها امرأة وهنا يؤكد المهرجان من خلال المنتدى أهمية المرأة بأدوارها المتعددة، وكان دور السفيرة ميرفت تلاوى رئيسة مجلس أمناء المهرجان ود.مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة ود.عزة كامل رئيسة المنتدى وتركز عملها على التوعية لمناهضة قضايا العنف ضد المرأة كبيرا فى التواصل مع المرأة الأسوانية وأبرزت مناقشات المنتدى الذى استمر لمدة أربعة أيام وعى المرأة الأسوانية التى شاركت بأعداد كبيرة ومن أماكن متعددة ومقابلتها وجها لوجه مع ممثلات لجمعيات أهلية من دول عربية وممثلين عن الإعلام والفن من ناقدين ومخرجين وأساتذة أكاديميين فى السينما وغيرهم وأوضحت النقاشات ملاحظتين:

الأولى: أن الصعيد يحمل بين طياته رجلا مساندا وآخر معاندا وليس أكثر من رواياتهن لواحدة لديها إعاقة ويحملها زوجها على ظهره بسعادة إلى كل مكان تذهب إليه يتطلب صعود السلالم وأخرى حاولت من خلال جمعيتها الأهلية البسيطة أن تحقق مفهوم المساواة من خلال مفهوم الجندر وهنا قام رجال القرية عليها وأرسلوا شيخ القرية إليها ليثنيها عن أعمال الكفر لأنها تريد أن تتساوى بنات قريتها بالرجل فى أبسط حقوقهن مثل التعليم أو اختيار الزوج أو العمل وغيره وهذا يلزمه المزيد من جهود الدولة ومساندتها الجمعيات الأهلية التى تعرف جيدا خريطة مشكلات النساء والأطفال طبقا لطبيعة كل قرية.

والثانية: أن كل التجارب السينمائية التى تدعم قضايا النساء قليلة رغم محاولات المهرجان الدءوب من السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان والكاتب الصحفى حسن أبو العلا مدير المهرجان إحضار وعرض تجارب سينمائية للمرأة إلا أنها قليلة تنوع الأفكار وخصوصيتها رغم فوز فيلم بين بحرين بجائزة أحسن فيلم وأفضل سيناريست لمريم ناعوم وأحسن إخراج لأنس طلبة فى مسابقة الفيلم المصرى فى ختام المهرجان وهو يحكى عن امرأة من ريف مصر تتعرض لحادث مأساوى هى وابنتها وتصر على استعادة حق ابنتها واستكمال تعليمها.

إلا أن فيلم الافتتاح كان غير موفق حيث يعرض قصة حقيقية عن علاقة الفنانة فريدا كاهلو بصديقتها التى أصبحت ممرضتها بعد ذلك من كثرة تلازمهما معا لسنوات وفريدا طريحة الفراش وتظهر الصداقة علاقتهما المثلية ورغم أن الفيلم حقق إبهارا فى الإخراج والتصوير والديكور والملابس وتميزه لأن العنصر النسائى يغلب عليه سواء بالمخرجة عشتار ياسين أو البطلتين وتمثيله من قبل فى مهرجان أفلام تاليين الليالى السوداء الـ 22 بأستونيا العام الماضى لكنه لا يحمل رسالة تناسب قضايا النساء الحقيقية فى مهرجان متخصص عن المرأة يدافع عن قضاياها بالبقاء فى مجتمع يساندها وخال من العنف وخصوصا ما تشهده المنطقة العربية من حروب ومنطقة الشرق الأوسط من إرهاب بشكل عام.

لذا يجب ألا نغفل أنه من الصعب الحصول فى السوق الدولى على أعمال تتعرض إلى قضايا النساء بعدالة واهتمام وتلعب التكلفة الإنتاجية أيضا دورا فى صعوبة تحقيقه لذلك أقترح أن يحمل المهرجان فى دورته القادمة فعالية جديدة وهى سينما الموبايل وتعلن قبلها بمدة قضايا بعينها حتى تفتح الباب للتشجيع على كثرة إنتاج أفكار تخص النساء وهمومهن والأهم النجاح فى تحديها وسيساعد ذلك أيضا على إفراز عناصر جديدة تدخل هذه الصناعة ويستعين بهم ضيوف المهرجان المتخصصون بعد ذلك حيث ينقلونهم من مرحلة الهواة إلى المنتمين الجدد فى صناعة السينما المصرية والعربية ويصدرون رسائل النساء إلى السينما العالمية.