لا فرق بين أميركي ديمقراطي أو أميركي جمهوري إلا بمدى الافصاح عن نوايا متشابهة. حال العراق هو المثال الحاضر دائما.
وددت مشاركة هذه المقابلة مع ترامب في هذا الرابط لكي يعرف العراقيون كيف أصبح العالم ينظر إليهم، ليس فقط من خلال تصريحات ترامب، بل أيضا من خلال تصفيق الجمهور له، فهو يقول "لا يوجد شيء اسمه العراق وهم عبارة عن مجتمع فاسد يقتل بعضه بعضا وينهب المسؤولون خيراته وولاؤهم للخارج وليس للعراق وعلينا أن نأخذ نفطهم، فالعراق ثاني بلد في العالم من حيث الثروة النفطية، ونحن الذين حررناهم والغنائم تؤول للمنتصر. "ربما يكون العراقيون معذورين لأنهم لم يتلقوا التدريب الكافي على كيفية اتخاذ القرارات المؤسسية وتنفيذها ومراقبة القائمين على التنفيذ ومحاسبتهم، وعندما يتسلم شخص المنصب، يبدأ بالنهب دون عقل أو ضمير، على الرغم من أن بناء الشعب Nation building هي أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الحاكم أو رئيس وزرائه، لأن ثقافة الشعب هي التي تصنفه في فئة المتحضرين أو المتخلفين، وهذا يعني تكليف المسؤولين باتخاذ القرارات عن طريق المناظرة ومن ثم التصويت والالتزام بنتائج التصويت ومعاقبة الخارجين عن هذه القرارات. وهي عملية شاقة للغاية وتحتاج إلى صبر ومثابرة وخروج الحاكم من قصره إلى المؤسسات للاطلاع على كيفية اتخاذ القرارات وتنفيها والمحاسبة على التنفيذ، وتشجيع الناس على الإبلاغ عن حالات الفساد وتقوية القضاء ليقول حكمه دون خوف. وإذا ترك الأمر على حاله، فإن الشعوب العربية جميعها ستبقى في فئة "الزعران" الذين ينهبون كلما لاحت لهم الفرصة وكلما تولى شخص منصبا، والذين يسهل غسل أدمغتهم وتجييشهم ضد بعضهم البعض من باب العرق والدين والطائفة والعشيرة. إن العتب كله على العراقيين الذين غيروا الصورة المشرقة عنهم بأنهم شعب عريق في الحضارة والتاريخ، ليصبح ليس أكثر من عصابات متحاربة، بعد أن كانوا لا يعرفون الطائفة أو المذهب، ويعملون كخلايا النحل، وحازوا على احترام الجميع.
المشكلة في العالم العربي هي أنه إذا قيل للحاكم "أترك الحكم" فإنه يقول "سيخرب البلد من بعدي"، وفي هذا القول إدانة لنفسه لأنه مقصر ولم يقم ببناء الشعب، ولم يقم بتدريبهم على الإدارة المدنية بعيدا عن العرق والدين والطائفة والمذهب، ففي النهاية، الحاكم هو مدير والحكومة هي إدارة، وهذه هي التسمية المستخدمة في الولايات المتحدة لنظام الحكم فهم يستخدمون عبارة إدارة ترامب وإدارة أوباما لأن هناك نظام لإدارة الدولة مثبت في الدستور ولا يجوز لأحد الخروج عنه.
على أية حال، لا يجوز الحقد على ترامب لأنه لا فرق بين جمهوري وديمقراطي إلا في الأسلوب، فالجمهوري يصرح، والديمقراطي يحيك الدسائس دون تصريح. فهذا ترامب الجمهوري يريد الاستيلاء على نفط العراق، وأوباما الديمقراطي أبرم اتفاقية مع ايران لكي تتحرك بحرية وتفرض هيمنتها على المنطقة.
اليوم، تقوم إدارة ترامب بجولات في الدول العربية بهدف تشكيل حلف استراتيجي في مواجهة ايران، وهذا هو الهدف المعلن، أما الهدف غير المعلن فهو تنفيذ صفقة القرن وإشعال حرب بين العرب وايران حتى يتم تدمير المنطقة والعرب يدفعون حتى لا يبقى لديهم شربة ماء، والعرب يدركون ذلك، ولكنهم ينسون القول المأثور "من تخادعت له ونال منك مأربه فقد خدعك"! (معاوية بن أبي سفيان).
0 تعليق على موضوع : لا فرق بين أميركي ديمقراطي أو أميركي جمهوري // بقلم : سهى الجندي
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات