1ــ أظن أنه يتحتم علينا أن نتوقف بالتأمل والتحليل لفهم محاولات الغواية وجرائم الترهيب التى تعرضنا لها فى السنوات العجاف حيث بلغت حروب الجيل الرابع ذروتها ولكن مصر – على خلاف ما جرى لعديد من دول الجوار – قدمت نموذجا نادرا واستطاعت أن تخرج من هذه المواجهة الشرسة أقوى مما كانت فلم تستسلم لأجندات الفوضى الهدامة التى كانت عنوانا شبيها بما جرى لأشقائنا فى العراق وسوريا واليمن وليبيا حيث حل الفقر والخراب فى الديار العامرة وتعرض الأطفال والشيوخ والنساء لمهانة الجوع وذل المرض وعار التهجير.
إن علينا أن نسجد لله شكرا بأن وهبنا القدرة لكى نحول هذه المحنة إلى منحة تستثير فى أعماقنا غريزة الحياة فإذا اقتصادنا يعاد تصويب مساره بالتوازى مع الحركة الدءوب لأضخم ورشة عمل تنموى على طول البلاد وعرضها تبنى المصانع وتنشيء المدن الجديدة وتشق الطرق وتحفر الأنفاق وتتجه إلى رمال الصحراء سعيا لنشر الخضرة والنماء. إن ما تعرضنا له كان صعبا وخطيرا ومريرا ولكن تعاملنا معه كان تعاملا عبقريا وفذا يعبر عن عراقة هذا الشعب العظيم الذى لابد له أن يقف وقفة موضوعية مع ما جرى لا لكى يحكى تفاصيلها من أجل أن تبقى رواية مشرفة تتوارثها الأجيال القادمة، وإنما أتحدث عن وقفة سياسية واجتماعية للمراجعة والتأمل واستخلاص الدروس المستفادة التى تساعد على تجنيب هذا الوطن مخاطر التعرض للخداع والزيف والتضليل الذى دهم البلاد قبل 8 سنوات بشعارات رنانة ظاهرها الحق وفى جوفها كل الباطل وكل البهتان. ولعل أهم الدروس المستفادة – من وجهة نظرى – هو الدرس المتعلق بتثمين وتقوية جدار الجبهة الداخلية بعد أن تغيرت النظريات والاستراتيجيات ولم تعد الغزوات العسكرية هى السبيل الأمثل فى هذا العصر لغزو الدول وإخضاعها، وإنما أمام استراتيجية جديدة اسمها الغزو من الداخل بأسلحة التحريض وبث الشائعات ونشر الأكاذيب وإثارة الفتن.
إن قوة الأوطان تصبح فى مهب الريح إذا تخلخلت جبهتها الداخلية بطغيان المطامع والأنانيات السياسية التى تستبيح التحريض وتحكمها شهوات الهدم والتدمير.. وهذا هو المعنى الكبير لروح الخروج العظيم فى 30 يونيو والذى استوعبه المصريون جيدا وجرى التأكيد عليه فى ثنايا كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل يومين خلال الاحتفال بيوم الشهيد والتى لم تكن سوى تذكير للمصريين بوصايا شهداء الوطن .. وغدا نستكمل الحديث!.
خير الكلام:
<< الويل لمن لم يتعظ من المصائب ليتجنب تكرارها!
0 تعليق على موضوع : وصايا الشهداء وروح 30 يونيو!
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات