ضحكت واستمتعت بما قرأت؛ لأني وجدت فيه حقيقة فئة ليست بسيطة في مجتمعاتنا للاسف، مجتمعاتنا المحافظة التي ينتشر فيها العيب بشكل غير طبيعي، في كثير من الامور والتصرفات والعادات والتقاليد وبعض الموروثات. يتحدث كثيرون بلغة دينية عن الحلال والحرام، الذي لم يعد ضميرا ذاتيا بقدر ما هو حلال وحرام اجتماعيا، اي أن نفعل كذا وكذا في وجود الناس ونفعل عكسه في غيابهم. لم يعد البعض يخشى مراقبة الله قدر ما يخاف من مراقبة بعضهم. اعجب من كثيرين تبدو عليهم ملامح التقوى والالتزام داخل مجتمعهم وما ان يستقلوا الطائرة في رحلة عمل او استجمام حتى تبدأ مغامرات اللهو والملذات بحجج كثيرة يتفنون بإقناع أنفسهم بها.
البعض عندنا يتشدق بالأمانة ومحاربة الفساد ونظافة اليد، وهو الذي يعمل من وراء الستار لتسيير معاملات واجراءات، إما لتمريرها رغم عدم قانونيتها، او لتسريعها متجاوزاً الآخرين الملتزمين بدورهم.
هذا النوع من البشر هم سبب الكارثة التي نعيشها في الكويت؛ لأنهم وللاسف انتشروا في مواقع مهمة تتيح لهم حق الموافقة او الرفض. وبالتأكيد جزء منهم يقبض مقابل هذه الخدمات.
فئة اشطر ما تكون في وعظ الناس وحثهم على السلوك المستقيم وهي من ورائهم العكس إن لم يكن كليا فجزئيا.
حتى الأب او الأم يطلبان ويحثان الابناء على الصدق، ثم يطلبان منهم ابلاغ من اتصل يطلب الحديث مع أحدهما أنه غير موجود او مشغول او نائم، هذه الفئة هي نوع من هؤلاء كأبسط مثال.
المبادئ والقيم ليست ادوات تستخدم عند الحاجة فقط ولغرض معين ثم تظهر الحقيقة التي هي ابعد ما تكون عن الغلاف. حلال أن احتقر الناس واذلهم بالكلمة وحرام عليهم أن يمارسوا نفس هذا الاسلوب في التعامل معي واعتبر ذلك قلة ادب ويعارض مبادئ ديننا الحنيف الذي يدعو للتسامح والادب والاخلاق.
حرام على غيري أن ينتقدني ويظهر عيوبي اذا دعت الحاجة، وحلال علي أن افضح كل عيب فيهم لمجرد أن موقفا معينا او سلوكا بدر منهم لم يعجبني.
اسمح لنفسي أن اراقب هفوات الآخرين وافضحهم بها، وحرام عليهم فعل ذلك ضدي. مراقبة الناس ليست شأننا بل هي شأن من خلقهم، ومحاسبتهم ليست دورنا بل هي شأن الخالق العظيم.
كثير من الحلال والحرام في مجتمعاتنا وللاسف اصبح ظواهر اجتماعية وعادات وتقاليد اكثر منه امورا دينية، التي اصبحت تقحم باسم الدين بغرض تأكيد الرفض وعدم القبول. ضميرنا يجب أن يراقب ذاتنا قبل أن يراقب غيرنا، وقبل أن نحلل او نحرم على الغير، لنرفع رؤوسنا الى الخالق الاعلى ونطلب من الله سبحانه أن يغفر ويسامح، فهو ارحم الراحمين.
إقبال الأحمد \ الكويت - القبس
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com
0 تعليق على موضوع : حلال وحرام اجتماعياً - اقبال الاحمد
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات