"لا يسأل عنك إلا من يرى يومه ناقصًا بدونك"، عبارة جميلة، إنها ليست من تأليفي، بل قرأتها مُصادفة، ولكنها أعجبتني، وراقت لي، فحقًا، هناك أشخاص تسأل عنك؛ لأنه واجب عليها تجاهك، وآخرين يسألون عنك؛ لأنهم يحتاجون منك شيئًا ما، وغيرهما يسأل عنك؛ لأنك تسأل عنهم، وهناك من يسأل عنك؛ لأنه يخشى من لومك وعتابك،، وربما تقريعك.
ولكن في وسط كل هذا الزخم والزحام، هناك شخص يسأل عنك؛ لأنه لا يتخيل يومه بدونك، فلو اختفيت من حياته، يظل يبحث عنك، ويذكرك، ويفتقدك، وكأن هناك شيئًا ضاع منه، وبدون لن يستقيم يومه، ولا حياته.
والفارق بين هذا الشخص وبين الآخرين، يظهر ويتجلى من إحساسك أنت فقط، فنبرة الصوت، وطريقة السؤال، وفتح الحوار، وكل شيء، يُثبت إن كان هناك أسباب منطقية لسؤاله عنك، أم أنه يسأل عنك؛ لأن حياته تفقد طعمها ومذاقها بدونك.
فما أجمل أن يشعر الإنسان بأنه ضروري ومُهم في حياة شخص ما، يحبه لشخصه، لا لمُقومات خاصة يملكها، يتفهم طبيعته ويحترمها، يشعر بأنه يُكمله، وفي ذات الوقت يتطابق معه.
فالمشاعر الصادقة النابعة من الإحساس النقي النبيل، هي أجمل ما يحصده الإنسان في حياته، فهي البقية الباقية، وهي المعنى المُقدس، وهي الشيء الطاهر، فهي تخلق بداخلنا أشياء قد نظن أنها قد ماتت من سنوات، وتُولد طاقة إيجابية، تقتل كل المشاعر السلبية، التي تعيش بداخلنا؛ بسبب مرارة المواقف والأيام.
فلو وجدت هذا الشخص تمسك به، ولا تتركه، فهو من سيبقى معك، مهما كانت ظُروفك، وهو من سيُخلص لك، حتى لو غدر بك كل من حولك، ألا يكفي أنه يُؤنس وحدتك، وفي ذات الوقت يكون في أمس الحاجة إليك، فهذا هو قمة النُّبل الإنساني.
0 تعليق على موضوع : إحساس أجمل من الخيال // بقلم .... د. داليا مجدي عبد الغني
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات