لم تكن المصادفة هى التى جعلت الإرهابيين يختارون هذه المنطقة من سيناء دوناً عن أى مكان آخر فى مصر، ليتخندقوا فيها ويعيشوا فى أوهام أنها صارت منصتهم الراسخة الآمنة للانطلاق إلى طول البلاد وعرضها! وكانت أسبابهم بسيطة، ولم تدرك عقولهم الأكثر بساطة أن مستجدات الحياة غير المحسوبة قد تقلب الأوضاع إلى النقيض.
وكان أهم عوامل ترجيحهم لهذه المنطقة أن الاتفاقية بين مصر وإسرائيل، السارية منذ عهد الرئيس السادات، تضع قيوداً على انتشار الجيش المصرى هناك، كما أنها تُحِد من أعداد الشرطة ومن نوعية وكمية أسلحتهم، كما تلزم الاتفاقية طرفيها بإجراء تنسيقات أمنية فيما بينهما، للتثبت من هذه الأوضاع ومراجعة المستجدات. وقد بدأت هذه التنسيقات واستمرت منذ أيام السادات وطوال عهد مبارك، كما التزم بها الإخوان فى حكمهم، بل تدعمت وترعرعت فى أيامهم فى سياق روح الحب والتعاون التى عبّر عنها مرسى صراحة فى خطابه الشهير إلى بيريز يتمنى فيه الازدهار لإسرائيل..إلخ!.
هذه التنسيقات بتفاصيلها ليست سراً، لأنها واضحة فى نصوص الاتفاقات المعلنة، كما أن صحف الداخل والخارج تابعت تطوراتها طوال السنوات الماضية. وأما خطأ حسابات الإرهابيين الذى دمَّر مؤامرتهم أنهم توهموا أنها أوضاع خالدة، ثم رتَّبوا على هذا أن تفوقهم دائم على القوات المصرية إذا حاولت التصدى لهم!
وكما ترى، فإن هؤلاء الإرهابيين يتعاملون مع الواقع المُعقَّد دائم التغير وكأنه صورة فوتوغرافية ثابتة، فلم يضعوا احتمال أن القيادة المصرية يمكن أن تنجح فى تخفيف شروط الاتفاقية. لذلك فوجئوا بالطائرات المقاتلة المصرية تُوقِع بهم خسائر فادحة، فإذا بهم من هول الصدمة يصرخون ضد التنسيقات الأمنية، التى كان الإخوان أكثر من التزم بها! بل أفتى أحد بروفيسيراتهم على إحدى فضائياتهم بأنه لا يجوز أن تُستَخدَم هذه التنسيقات حتى لضرب الإرهابيين! لأنهم، فى رأيه، مواطنون مصريون لا يمكن التنسيق مع الأعداء ضدهم! ولكنه لم يفسر: هل حصل الإرهابيون على أسلحتهم من أصدقاء البلاد؟ وكيف يكون التصدى لمن يُرهِبون بلادهم ومواطنيهم بأسوأ مما فعل الأعداء!!.
هذه التنسيقات بتفاصيلها ليست سراً، لأنها واضحة فى نصوص الاتفاقات المعلنة، كما أن صحف الداخل والخارج تابعت تطوراتها طوال السنوات الماضية. وأما خطأ حسابات الإرهابيين الذى دمَّر مؤامرتهم أنهم توهموا أنها أوضاع خالدة، ثم رتَّبوا على هذا أن تفوقهم دائم على القوات المصرية إذا حاولت التصدى لهم!
وكما ترى، فإن هؤلاء الإرهابيين يتعاملون مع الواقع المُعقَّد دائم التغير وكأنه صورة فوتوغرافية ثابتة، فلم يضعوا احتمال أن القيادة المصرية يمكن أن تنجح فى تخفيف شروط الاتفاقية. لذلك فوجئوا بالطائرات المقاتلة المصرية تُوقِع بهم خسائر فادحة، فإذا بهم من هول الصدمة يصرخون ضد التنسيقات الأمنية، التى كان الإخوان أكثر من التزم بها! بل أفتى أحد بروفيسيراتهم على إحدى فضائياتهم بأنه لا يجوز أن تُستَخدَم هذه التنسيقات حتى لضرب الإرهابيين! لأنهم، فى رأيه، مواطنون مصريون لا يمكن التنسيق مع الأعداء ضدهم! ولكنه لم يفسر: هل حصل الإرهابيون على أسلحتهم من أصدقاء البلاد؟ وكيف يكون التصدى لمن يُرهِبون بلادهم ومواطنيهم بأسوأ مما فعل الأعداء!!.
0 تعليق على موضوع : الإرهابيون يدخلون المصيدة بأنفسهم! // بقلم : أحمد عبد التواب
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات