شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

مفوضية القضاء على التمييز.. يوم عظيم فى مسيرة الرئيس




فى حواراتى مع ابنتى نهى تردد دائما أن من أعظم الإنجازات التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى هو ازاحة الإخوان من كرسى الحكم. قلت لها أرى أن يوم 6 يناير 2019 سينضم الى الأعظم بين إنجازات الرئيس. 

 ترد نهى بأن التعليم هو الوسيلة لضمان النتيجة. فقد حمل الرئيس على عاتقه استعادة الهوية المصرية منذ اللحظة الاولى التى عرفه المصريون مسئولا، سمعوه يردد تحيا مصر ليس مرة واحدة ولكن ثلاثا.

واحتضن المصريون هذا الهتاف بعد ان فقدوه فى خضم التسميات التى أطلقت على بلادنا فى حقب سياسية مختلفة، وتاهت منها كلمة مصر التى نحن لها جميعا. واستعاد المصريون الهتاف بحب الوطن. ومن أجل مصر لم يكل الرئيس من الدعوة الى تحديث الفكر الدينى. وكان حرصه واضحا على العدالة العمياء التى لا تميز بين المصريين بسبب الدين أو أى سبب آخر.

 وظل الرئيس على عهده، لم يترك أى مناسبة دون ان يشدد على أهمية تجديد الفكر الدينى. وكأن السماء أرادت أن تكافئه. فجاء افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح يحمل رمزية شديدة الأهمية غلفها البرد القارس فى صحراء مصر بأسطورية فريدة يوم ميلاد المسيح عيسى ابن مريم. وفى غمرة الفرح والسعادة والانبهار بالإنجاز العظيم، لم يفت الرئيس أن ينبه الجميع الى أن: شجرة المحبة التى غرسناها مع بعض النهارده لسه عايزين نحافظ عليها لان الفتن لاتنتهى. 

وباختصار شديد لا يمكن ان نترك الرئيس يناضل بمفرده. ذلك ان كل مؤسسات الدولة ومجتمعها المدنى وكل مصرى ومصرية مطالب بالقيام بدوره لاستثمار هذه اللحظة التاريخية الفريدة التى تذكرنا بثورة 1919، التى نحتفل بمئويتها. اللحظة التى دخل فيها البابا تواضروس مسجد الفتاح العليم ليلة ميلاد المسيح، ليلقى كلمة رائعة جامعة، قوتها فى ايجازها، صدقها وبلاغتها فى ارتجالها. جاءت بليغة، منطقية، وعميقة المغزى.

قال البابا: اننا نسجل اليوم صفحة جديدة فى كتاب الحضارة المصرية العريقة، نشاهد أن المآذن فى مسجد الفتاح العليم تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد المسيح، وتابع البابا: نرى فى رمزية الافتتاح ان مصر تهتم بقوتها الناعمة، وان المسجد والكاتدرائية بنيا فى آن واحد فى وقت قياسى بأموال وبتبرعات المصريين، وكان الرئيس السيسى أول المتبرعين وبجهود وابداع المصريين، وأضاف وأنا كمواطن مصرى اقف فى المسجد وأفرح بهذه المناسبة السعيدة التى تسجل فى تاريخ مصر. 

وكى تكتمل الصورة ومن كنيسة ميلاد المسيح وجه فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، كلمة للمصريين قال فيها: هذا الحدث استثنائى وربما لم يحدث من قبل على مر تاريخ المسيحية والإسلام. وان مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح سيتصدران لكل محاولات العبث باستقرار الوطن وإثارة الفتن الطائفية، وأضاف: إن دولة الإسلام ضامنة شرعا لكنائس المسيحيين ولمعابد اليهود، وهذا حكم شرعى قائم على آية فى القرآن الكريم تكلف المسلمين بالقتال من اجل الدفاع عن دور العبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين.

إن علينا مسئولية البناء على تلك اللحظة التاريخية وتلبية دعوة الرئيس بكل الصدق والأمانة وبعيدا عن المظهرية والعبارات الرنانة. نريد أن نحمى الكنائس والجوامع بالحب والاحترام وليس بالأسوار. أتمنى أن تبدأ كل مصلحة حكومية ومؤسسة علمية وتعليمية وأهلية وآلة إعلامية أن تضع خطة واضحة المعالم محددة الأهداف وترصد لتنفيذها الموارد المالية والبشرية اللازمة، وفق جدول زمنى محدد. وان تتم المراجعة الموضوعية وفق الأسس العلمية للمناهج الدراسية فى جميع المراحل التعليمية لإزالة أى شكل من أشكال التمييز أو الاستعلاء او التعصب أو الحض على الكراهية. 

أتمنى أن يتم تدريس منهج وأنشطة حقيقية لتعليم مدنى صادق وغيور على أمن ووحدة مصر يترجم الحق فى المواطنة إلى واقع نعيشه. وتحية لشيخ الأزهر الذى بدأ مراجعة المناهج الدراسية، يحدونى الأمل ان يجد العون الصادق كى ينهض بالتعليم فى المعاهد الأزهرية بما يخدم احتياج الانسان والوطن. لانريد حماية المسلمين للكنائس فقط كواجب تكليف، ولكن نريد حمايتها بالتعليم والاحترام والحب ولأنها بيوت الله يركن اليها المسيحى والمسلم واليهودى.. ما نحتاجه هو استعادة الثقافة المصرية الأصيلة القائمة على احترام التعددية والاحتفاء بها.

وعلينا أيضا أن نتذكر أن التعليم لا يقف عند أسوار المدارس بل يجب أن يمتد لكل مؤسسات الدولة ومقدمى الخدمة لمختلف فئات المجتمع. ويجب أن يتحمل الاعلام القومى، الخاص والحكومى، مسئوليته كشريك أصيل فى تنفيذ الخطة القومية للقضاء على جميع أشكال التمييز. ومن المهم الالتزام بنهج علمى موضوعى يركز على الجوهر يضع مصلحة الوطن نصب عينيه ونبعد عن العبارات الرنانة والشكليات.

علينا تلبية دعوة الرئيس باتخاذ خطوة جادة طال انتظارها وأجد أننا نحتاجها الآن للحفاظ على هذا التقدم والبناء عليه؛ ألا وهى انشاء المفوضية المستقلة للقضاء على جميع أشكال التمييز تنفيذا للمادة رقم 53 من الدستور التى تنص على أن: المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات, لا تمييز بينهم بسبب الدين، او العقيدة، او الجنس، أو لأى سبب آخر. ونريد سن القوانين لتنفيذ الفقرة الثانية من المادة التى تنص على أن التمييز والحض على الكراهية جريمة يعاقب عليها القانون. 

ويسند لهذه المفوضية ضمن مهامها وضع الخطة القومية للقضاء على جميع أشكال التمييز وتنسيق جهود الجهات الوطنية لتنفيذ الخطة ورفع الوعى بأهمية القضاء على جميع أشكال التمييز فى تمتع المصريات والمصريين بحقوق المواطنة. ومن أهم الأدوار المناطة بالمفوضية، تنسيق الجهود الوطنية لاستعادة الاحتفاء بجوانب التعددية الدينية والثقافية التى أثرت الشخصية المصرية وأعطتها القوة والصلابة على مدى العصور. وسيكون أيضا من مهام المفوضية رصد التقدم المحرز وتذليل العقبات التى تعترض التنفيذ.

نريد أن تتحقق أمنيات الرئيس كما صاغها البابا تواضروس بأن يديم الله علينا محبته. نريد أن نرى عناق المآذن والمنارات فى كل ربوع مصر وأن يكون احتفالنا هذا العام بميلاد المسيح عليه السلام هو القدوة لما هو آت. وتحيا مصر.

كاتب الموضوع

شبكة الدانة الاعلامية

0 تعليق على موضوع : مفوضية القضاء على التمييز.. يوم عظيم فى مسيرة الرئيس

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017