نشأة الدولة الحديثة
لقد تكوّنت الدولة الحديثة، عبر طرق مُتباينة، على غرار تكوين باقي الدول- الأمم، في التاريخ والعامل المركزي في تحديد طبيعة الدولة هو نمط الانتاج الاقتصادي فيها .
وبالتالي فان نشوء الدولة الحديثة كان نتيجة الخروج من عصر الاقطاع والاقتصاد الا قطاعي الى عصر الر اسمالية والانتاج الصناعي . وكان ذلك في القرن السابع عشر، و بدأ في شمال أوربا وغربها، وتُبرِزُ إيطاليا، في القرن التاسع عشر النموذج نفسه، ثم بعد ذلك ألمانيا.
ونجد أنّ تكوين الدولة "في أوروبا الوسطى" قد تمّ في إطار الوجود المسبق لوعي وطني، وأدت صيرورة جلاء الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية إلى نشأة دول- أمم جديدة، وكانت هذه النشأة ناقصة بالنظر إلى كون الحدود الموروثة عن الفترة الاستعمارية نادرًا ما تتطابق والوقائع الوطنية، واستمرّت عملية تعدد الدول ونشأتها في الساحة الدولية بعد انزياح الإمبراطورية السوفياتية الذي أدى، عن طريق الانفصال، إلى تكوين دول/أمم مستقلة. ومن المفارقات أنّ الدولة/الأمة ـ وفي أوجِها باعتبارها شكلاً سياسيًّا، حيث تتعدد الضغوط على القمة والقاعدة ـ تستدعي إجراء تغيير عميق.
الدولة المدنية
الدولة المدنية هي الدولة المعاصرة الحديثة .. هي الدولة المتطورة التي يتوافر فيها درجة لابأس بها من الديمقراطية والمساواة امام القانون والخدمات والرعاية الاجتماعية الراقية
ان تأسيس الكيانات المدنية، والدخول في السلم وإرساء قواعد المجتمع المدني السليم. يتطلب قوى وطنية شرعية ناتجة عن الارادة الجماهيرية .. وتتم عبر النضال السلمي المتلازم مع التنمية المستدامة التي تؤدي الى تطوير نمط الانتاج الاقتصادي من انتاج بدائي الى نمط انتاجي حديثهذا النضال وحده هو الذي يعيد الاعتبار للإنسان ويصنع كرامته ويوفر له حقوقه .
الاقتصاد وليس الفكر
الدولة المدنية
الدولة المدنية هي الدولة المعاصرة الحديثة .. هي الدولة المتطورة التي يتوافر فيها درجة لابأس بها من الديمقراطية والمساواة امام القانون والخدمات والرعاية الاجتماعية الراقية
ان تأسيس الكيانات المدنية، والدخول في السلم وإرساء قواعد المجتمع المدني السليم. يتطلب قوى وطنية شرعية ناتجة عن الارادة الجماهيرية .. وتتم عبر النضال السلمي المتلازم مع التنمية المستدامة التي تؤدي الى تطوير نمط الانتاج الاقتصادي من انتاج بدائي الى نمط انتاجي حديثهذا النضال وحده هو الذي يعيد الاعتبار للإنسان ويصنع كرامته ويوفر له حقوقه .
الاقتصاد وليس الفكر
كثيرون ومن بينهم مفكرون كبارا ومثقفين يظنوا ان الفكر السياسي والاجتماعي هو الذي اقام الدولة المدنية الحديثة .. ومنهم كثيرون بالاضافة طبعا الى العامة يعتقدوا ان الدوافع كانت سياسية واخلاقية وقانونية ..
فالفكر السياسي والاجتماعي أقام نموذج الدولة الحديثة على مشروعية سياسية وأخلاقية وقانونية، بالاضافة الى العقلانية والنقاء والتجرد عن المصالح الخاصة .
وكل ذلك هراء واوهام .. وانتشاره ورواجه ساهم بشكل كبير في تأخر بلادنا باللحاق باوروبا .. وساهم باستمرار ثقافة العصر العباسي وعبودية العصر العثماني
فالفكر بكل انواعه ومسمياته وتوصيفاته هو نتاج للتطور الاقتصادي في المجتمع ..
فلا يمكن اطلاقا اقامة مجتمع مدني في قرية زراعية .. ولا يمكن اطلاقا اقامة دولة مدنية في دولة من دول العالم الثالث ..
فلا الاخلاق ولا العقل ولا الوعي السياسي ولا الفكر الاجتماعي ولا الثقافة القانونية بقادرة على احداث التغيير من دولة دكتاتورية او شبه دكتاتورية الى دولة مدنية ديمقراطية .
ضرورة الدولة المدنية
تأسيس”الدولة المدنية” هو الكفيل بسيادة الروح المدنية التى تمنع الناس من الإعتداء على بعضهم البعض،وذلك من خلال تأسيس أجهزة سياسية وقانونية خارجة عن تأثير القوى والنزاعات الفردية أو المذهبية، تستطيع أن تنظم الحياة العامة وتحمى الملكية الخاصة وتنظم شئون التعاقد وتطبق القانون على جميع الناس بصرف النظر عن مكانتهم وإنتماءاتهم فالدولة المدنية هى اتخاذ من أفراد يعيشون فى مجتمع يخضع لنظام من القوانين مع وجود قضاء طبق هذه القوانين بإرساء مبادئ العدل.
خصائص الدولة المدنية :-
في الدولة المدنية السيادة للقانون ويخضع المجتمع للنظم والقوانين المتفق عليها وتتوافر في تلك النظم مفاهيم العدالة وصيانة الحقوق لكل الأفراد وأيضاً احترام واجبات كل منهم تجاه مجتمعه ، وتخضع السلطة باكملها لتطبيق القانون .
وفي الدولة المدنية تحترم المواطنة ويكون الفرد في المجتمع بشكله القانوني خاضع للقانون العام للمجتمع بما يضمن أن يسود مفهوم العدالة والسلام الاجتماعي ، حيث أن الأفراد ككل في المجتمع لهم الحق في اختيار من سيحكمهم ويرعى مصالحهم ويمثلهم مع المجتمعات أو الكيانات الأخرى ، عبر الانتخابات العامة لعضوية البرلمان
ومن خصائص وصفات الدولة المدنية حرية التفكير والتنافس الحر بين الأفكار السياسية المختلفة، حيث يكون الهدف من الخلاف والاختلاف هو اختيار الأفضل للدولة ومن هو الاقدرعلى تحقيق مصالح المجتمع واهدافى الدولة العليا وتحقيق سياساتها العامة
وذلك وفق الفصل التام بين السلطات الثلاث التشريعية ( البرلمان) والقضائية والتنفيذية (الحكومة)
في الدولة المدنية تكون المشاركة المجتمعية من الأفراد في نظام حكمهم ورؤية حكامهم وسياسات دولتهم وأهدافها ومنع استخدام أدوات تأثيرية للتأثير على الأفراد وقرارهم في المجتمع مثل الدين للوصول إلى السلطة أو الحكم حيث أن تعريف مفهوم المدنية للدولة يرى في الدولة المدنية لغة السياسة وتحقيق المصلحة الشاملة بعيدا عن أي ارتباطات دينية حيث يكون هدف الدولة المدنية هو إرساء قواعد المواطنة وحب الوطن وترسيخ مبادئ الأخلاق وحب العمل والانتماء الوطني للمجتمع .
وظائف الدولة المدنية الحديثة
يمكن القول إنّ الدولة الحديثة اضطلعت وتضطلع بأدوار مهمة فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان وضمان الحريات، وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وحماية الأفراد والمؤسسات، فضلاً عن الأدوار التاريخية المنوطة بها عمومًا،
الحرية
إنّ أهم ما يُقرِّه الفكر السياسي للدولة باعتبارها وظيفة، هو ما يتعلق بضمان حقوق الإنسان وبالأخص ضمان الحرية، فبقدر ما أصبحت "السياسة آلية لتوليد الحرية، والضامن لها، أعطت للدولة ـ التي هي مركز هذه السياسة ـ موقعها المتميز والأول في المجتمع، وجعلتها المُصَرِّف الأكبر للقيم المدنية. وتحولها هذا هو أصل استقرار السياسة في الدولة وتماهيها معها في العصر الحديث، ودفع الدولة ذاتها في اتجاه الديمقراطية. لقد أصبحت الدولة نفسها مبدأً أخلاقيًّا بعد أن كانت مبدأً قهريًّا".
حرية الفكر
وإذا كان ضمان الحرية بشكل عام هو أهم انشغالات الدولة المدنية الحديثة، فإنّ "مبدأ حرية الفكر يفرض الامتناع عن الموافقة على أي عقوبة لمجرد استنادها إلى مبادئ دينية، وما يقودنا إلى هذا الاستنتاج هو أنّ الدين لا يقبل البرهان، وبالتالي، يستحيل فرض مبادئه من دون الإخلال بمبدأ حرية الفكر".
الا قتصادية
اما وظائف الدولة من الزاوية الاقتصادية، فإنّ العالم الاقتصادي «فريدريك هايك» يرى أنّه لا توجد أيّ أسباب تجعل الدولة لا تحمي الأفراد ضد الأخطار المحيطة بهم من اي نوع كان ومنها الاخطار الا قتصادية .
أمّا من وجهة النظر الماركسية، فإنّ اقتصار الدولة على بعض المجالات التي يراها الاقتصاد الرأسمالي غير ريعية، هو أمر مرفوض، لأنّ تحديد ما هو ريعي وما هو ليس كذلك ينبغي ألا يوكَل للرأسمال. لأنّ هذا مرتبط بنظرة نتجت عن تطورات تاريخية
الحرية
إنّ أهم ما يُقرِّه الفكر السياسي للدولة باعتبارها وظيفة، هو ما يتعلق بضمان حقوق الإنسان وبالأخص ضمان الحرية، فبقدر ما أصبحت "السياسة آلية لتوليد الحرية، والضامن لها، أعطت للدولة ـ التي هي مركز هذه السياسة ـ موقعها المتميز والأول في المجتمع، وجعلتها المُصَرِّف الأكبر للقيم المدنية. وتحولها هذا هو أصل استقرار السياسة في الدولة وتماهيها معها في العصر الحديث، ودفع الدولة ذاتها في اتجاه الديمقراطية. لقد أصبحت الدولة نفسها مبدأً أخلاقيًّا بعد أن كانت مبدأً قهريًّا".
حرية الفكر
وإذا كان ضمان الحرية بشكل عام هو أهم انشغالات الدولة المدنية الحديثة، فإنّ "مبدأ حرية الفكر يفرض الامتناع عن الموافقة على أي عقوبة لمجرد استنادها إلى مبادئ دينية، وما يقودنا إلى هذا الاستنتاج هو أنّ الدين لا يقبل البرهان، وبالتالي، يستحيل فرض مبادئه من دون الإخلال بمبدأ حرية الفكر".
الا قتصادية
اما وظائف الدولة من الزاوية الاقتصادية، فإنّ العالم الاقتصادي «فريدريك هايك» يرى أنّه لا توجد أيّ أسباب تجعل الدولة لا تحمي الأفراد ضد الأخطار المحيطة بهم من اي نوع كان ومنها الاخطار الا قتصادية .
أمّا من وجهة النظر الماركسية، فإنّ اقتصار الدولة على بعض المجالات التي يراها الاقتصاد الرأسمالي غير ريعية، هو أمر مرفوض، لأنّ تحديد ما هو ريعي وما هو ليس كذلك ينبغي ألا يوكَل للرأسمال. لأنّ هذا مرتبط بنظرة نتجت عن تطورات تاريخية
0 تعليق على موضوع : كيف نبني الدولة المدنية // بقلم : خلود العبد الله
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات