مصر والعاصفة الاقتصادية القادمة! بقلم : طارق الشيخ

نشعر بالحماس والتفاؤل كلما تقدم الإقتصاد المصرى. لقد تناولت الكثير من المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية الأداء المتميز لاقتصادنا خلال السنوات القليلة الماضية بالكثير من المتابعة والتفاؤل، وهو ما انعكس على توقعات خبراء الاقتصاد فى أنحاء العالم بكافة مستوياتهم. وباختصار ينتظر اقتصاد مصر مستقبل باهر. 

ولكن ما أثار الانتباه أنه بعد أيام من إعلان الاستقالة المفاجئة لرئيس البنك الدولى (جيم يونج كيم)، نشر البنك الدولى أول تقرير له عن الحالة المتوقعة للاقتصاد العالمى خلال عام 2019 وقد جاء التقرير بغلاف أحمر قاتم اللون حاملا عنوان أكثر قتامة: "سماوات قاتمة" أى أن هناك عاصفة فى الطريق.

وعلقت كريستالينا جورجييفا المديرة الإدارية العامة للبنك الدولى، والتى تتولى رئاسة البنك حتى يتم اختيار رئيس جديد له، بأن الاقتصاد العالمى كان يعمل بأقصى طاقة ممكنة، لكنه فقد سرعته، ومن الممكن أن يواجه مصاعب أكثر فى 2019. وقد تتزايد المصاعب الاقتصادية والمالية أمام دول الاقتصادات الصاعدة والنامية.

الرسالة واضحة.. هناك قلق على الساحة الاقتصادية والتجارية الدولية، فالتجارة والاستثمار يشهدان تراجعًا على الصعيد العالمى، ومازالت التوترات التجارية مرتفعة، وتعرضت العديد من الأسواق الناشئة الضخمة لضغوط مالية شديدة فى العام الماضى.

وتشير التوقعات أيضًا إلى أن وتيرة الانتعاش، الذى شهدته الدول التى تعتمد إلى حد كبير على صادرات السلع الأولية ستزداد تراجعا عن المستوى المنشود، ومن المرتقب أن يتراجع معدل النمو فى العديد من الدول.

وفى ذات الوقت تم التحذير من أن البنوك المركزية فى الدول المتقدمة ستواصل إلغاء السياسات التيسيرية التى ساندت الانتعاش الممتد من الأزمة المالية العالمية قبل عشر سنوات (وهو ما يبرر احتجاجات باريس وغيرها)، بالإضافة إلى ذلك، قد تتصاعد الخلافات التجارية التى "تغلى" تحت السطح.



وأمام ما سبق من عواصف متوقع هبوبها على الاقتصاد العالمى تقف مصر الشامخة الصامدة وشعبها العظيم المكافح آملين فى غد أفضل بحلول منتصف عام 2020، وعلى الرغم من التفاؤل والثقة فى رحمة الله ونعمته وقوة المصريين فإن الأمر يتطلب الكثير من الحيطة والحذر والتدبر وإعداد العدة "لعاصفة" يتوقع أن تهب على الاقتصاد العالمى، وهكذا علينا أن ندرك أن العمل يجب أن يستمر وأن يتقدم إلى الأفضل، والاستثمارات يجب أن يزداد معدل تدفقها، والتوسع فى الإنتاج والتصدير يجب أن يحقق المستويات المستهدفة لتكون مصر بأسرها على أهبة الاستعداد لمواجهة أى عاصفة قادمة