الحركة تستعمل لغة التهديد والوعيد، كورقة ضغط وابتزاز لمختلف الفاعلين السياسيين.
الأربعاء 2019/01/16استنجاد بالشارع يُسقط قناع مدنية الحركة
بدأ التصعيد السياسي الذي دخلته حركة النهضة الإسلامية برئاسة راشد الغنوشي، يقترب من المناطق المحظورة، من خلال جملة الرسائل المُتناقضة، التي دفعت بها في اتجاهات مُختلفة، تضمنت الكثير من عبارات التهديد، ومفردات الوعيد التي ضاعفت من حجم القلق والهواجس المُحيط بالمشهد العام في البلاد الذي يتأرجح منذ مدة على وقع التوتر والاحتقان.
تونس - كشف التصعيد الذي عكسته عملية استعراض مكشوفة للعضلات، بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، الذي شهد عودة الرايات السوداء عبر تجمع لأنصار حزب التحرير الإسلامي، والشعارات التي تدعو إلى دولة الخلافة، عن استمرار حركة النهضة في مناوراتها التكتيكية التي تدفع إلى حدود الانعطافة التي تجعل البلاد على حافة الهاوية.
واختارت هذه الحركة التي لم تتخلص بعد من ازدواجية الخطاب، في معرض تناولها للقضايا الخلافية، والسجالات السياسية المفتوحة، التي تنوعت، وتشابكت مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، المرور بسرعة إلى لغة التهديد والوعيد، كورقة ضغط وابتزاز لمختلف الفاعلين السياسيين.
وعبّر عن ذلك بوضوح، عبدالكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة النهضة في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة يناير 2011، عندما قال “لا أحد يُهددنا بالشارع، نحن الأقوى، وليعلم الجميع أن النهضة ليست من أحزاب القنوات، بل هي من أحزاب الساحات والثورة”.
أ
يمن العلوي: تحرك أنصار النهضة الممنهج يفتح الباب أمام كل الاحتمالات
وتابع الهاروني كلمته بمفردات وسط شعارات استفزازية منها “الشعب يريد النهضة من حديد”، جعلت المتابعين للمشهد السياسي يستحضرون تلك الأجواء التي سادت في عام 2013، عندما هددت النهضة على لسان الصحبي عتيق، ومن وسط شارع الحبيب بورقيبة بـ”سحل” معارضيها.
ويأخذ استحضار تلك الأجواء التي خفتت بعد عمليتي اغتيال استهدفت الأولى المعارض الشرس للنهضة وسياستها، شكري بالعيد، والثانية المُعارض القومي العروبي، محمد البراهمي، بعدا إضافيا، لأنها جاءت في الوقت الذي كانت فيه الرايات السوداء تُرفع أمام وزارة الداخلية، في تحدّ واضح لقيم الجمهورية، ومدنية الدولة، وللأمن والشعب.
وأثار هذا المشهد قلق الأوساط السياسية، وفئات واسعة من الرأي العام في البلاد، عكسته التصريحات المُنددة، والتدوينات التي ازدحمت بها مواقع التواصل الاجتماعي، التي أجمعت على أن حركة النهضة أرادت من خلال استعراض عضلاتها، واستنفار روافدها من التنظيمات المُتشددة، “إرهاب كل من ينتقدها أو يُحاول الاقتراب من ملفاتها السرية، ويُطالب بإخضاعها للقانون”.
ويُشاطر هذا الرأي الذي لم تهدأ وتيرته في سجال مفتوح يفيض بالكثير من التحذيرات، النائب البرلماني، أيمن العلوي، الذي قال لـ”العرب”، إن “كل الدلائل تؤكد أن حركة النهضة اقتربت كثيرا من دائرة العزلة، حتى أصبحت في وضع لا يُحسد عليه”.
واعتبر أن “الانكشاف المتتالي لعوراتها، وخاصة منها تلك المُرتبطة بملف الجهاز السري، بمُعطياته الإجرامية التي تقود مباشرة إلى راشد الغنوشي، أدخلها في حالة ارتباك غير مسبوقة على مستوى مؤسسات الدولة، وأجهزة الحكم، وكذلك أيضا على صعيد علاقاتها الإقليمية والدولية”.
ولفت إلى أن هذا الارتباك، “يبدو جليا من خلال تصريحات قادتها التي تراوحت بين الاستجداء والاستعطاف والمغازلات التي تعكسها تصريحات راشد الغنوشي الأخيرة، وبين العودة إلى لغة التهديد والوعيد التي عبّر بها عبدالكريم الهاروني، ما يعني أن هذه الحركة باتت تشعر بتزايد عزلتها وسط مخاوف جدية على تماسكها”.
ولم يتردد النائب أيمن العلوي، في التحذير من أن “لجوء حركة النهضة الإسلامية إلى استحضار أجواء العام 2013 وسط تحرك مُمنهج من التحشيد والتعبئة قاتمة السواد، يفتح الباب على مصراعيه أمام كل الاحتمالات، بما فيها المحظورة، الأمر الذي يستدعي المزيد من الحذر واليقظة”.
وتجد هذه التحذيرات صدى لها لدى مختلف الفاعلين السياسيين الذين لا يخفون خشيتهم من انزلاق الوضع في البلاد نحو تطورات خطيرة، ولا سيما في هذه الفترة التي يستعد فيها الاتحاد العام التونسي للشغل لتنفيذ إضراب عام، مازال يستحوذ على المساحة الأكبر من الاهتمام وسط تعدد الافتراضات والاحتمالات.
ولا أحد بإمكانه التكهن بالتداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية لهذا الإضراب المُقرر تنفيذه الخميس المُقبل، ما لم يطرأ أي جديد على سير المفاوضات الجارية، ومع ذلك ألقت هذه التطورات ظلالا من الريبة حول استهدافات حركة النهضة من
وراء هذا التصعيد، وتعمدها خلط الأوراق في محاولة جديدة لرسم قواعد الاشتباك السياسي مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية.
الجمعي قاسمي
صحافي تونسي
وتابع الهاروني كلمته بمفردات وسط شعارات استفزازية منها “الشعب يريد النهضة من حديد”، جعلت المتابعين للمشهد السياسي يستحضرون تلك الأجواء التي سادت في عام 2013، عندما هددت النهضة على لسان الصحبي عتيق، ومن وسط شارع الحبيب بورقيبة بـ”سحل” معارضيها.
ويأخذ استحضار تلك الأجواء التي خفتت بعد عمليتي اغتيال استهدفت الأولى المعارض الشرس للنهضة وسياستها، شكري بالعيد، والثانية المُعارض القومي العروبي، محمد البراهمي، بعدا إضافيا، لأنها جاءت في الوقت الذي كانت فيه الرايات السوداء تُرفع أمام وزارة الداخلية، في تحدّ واضح لقيم الجمهورية، ومدنية الدولة، وللأمن والشعب.
وأثار هذا المشهد قلق الأوساط السياسية، وفئات واسعة من الرأي العام في البلاد، عكسته التصريحات المُنددة، والتدوينات التي ازدحمت بها مواقع التواصل الاجتماعي، التي أجمعت على أن حركة النهضة أرادت من خلال استعراض عضلاتها، واستنفار روافدها من التنظيمات المُتشددة، “إرهاب كل من ينتقدها أو يُحاول الاقتراب من ملفاتها السرية، ويُطالب بإخضاعها للقانون”.
ويُشاطر هذا الرأي الذي لم تهدأ وتيرته في سجال مفتوح يفيض بالكثير من التحذيرات، النائب البرلماني، أيمن العلوي، الذي قال لـ”العرب”، إن “كل الدلائل تؤكد أن حركة النهضة اقتربت كثيرا من دائرة العزلة، حتى أصبحت في وضع لا يُحسد عليه”.
واعتبر أن “الانكشاف المتتالي لعوراتها، وخاصة منها تلك المُرتبطة بملف الجهاز السري، بمُعطياته الإجرامية التي تقود مباشرة إلى راشد الغنوشي، أدخلها في حالة ارتباك غير مسبوقة على مستوى مؤسسات الدولة، وأجهزة الحكم، وكذلك أيضا على صعيد علاقاتها الإقليمية والدولية”.
ولفت إلى أن هذا الارتباك، “يبدو جليا من خلال تصريحات قادتها التي تراوحت بين الاستجداء والاستعطاف والمغازلات التي تعكسها تصريحات راشد الغنوشي الأخيرة، وبين العودة إلى لغة التهديد والوعيد التي عبّر بها عبدالكريم الهاروني، ما يعني أن هذه الحركة باتت تشعر بتزايد عزلتها وسط مخاوف جدية على تماسكها”.
ولم يتردد النائب أيمن العلوي، في التحذير من أن “لجوء حركة النهضة الإسلامية إلى استحضار أجواء العام 2013 وسط تحرك مُمنهج من التحشيد والتعبئة قاتمة السواد، يفتح الباب على مصراعيه أمام كل الاحتمالات، بما فيها المحظورة، الأمر الذي يستدعي المزيد من الحذر واليقظة”.
وتجد هذه التحذيرات صدى لها لدى مختلف الفاعلين السياسيين الذين لا يخفون خشيتهم من انزلاق الوضع في البلاد نحو تطورات خطيرة، ولا سيما في هذه الفترة التي يستعد فيها الاتحاد العام التونسي للشغل لتنفيذ إضراب عام، مازال يستحوذ على المساحة الأكبر من الاهتمام وسط تعدد الافتراضات والاحتمالات.
ولا أحد بإمكانه التكهن بالتداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية لهذا الإضراب المُقرر تنفيذه الخميس المُقبل، ما لم يطرأ أي جديد على سير المفاوضات الجارية، ومع ذلك ألقت هذه التطورات ظلالا من الريبة حول استهدافات حركة النهضة من
وراء هذا التصعيد، وتعمدها خلط الأوراق في محاولة جديدة لرسم قواعد الاشتباك السياسي مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية.
الجمعي قاسمي
صحافي تونسي
0 تعليق على موضوع : النهضة تناور باستعراض يستحضر خطاباتها عام 2013
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات