في الانتظار... أعينونا بالصمت! - بقلم: مراد علالة
في غياب الانجازات التي تغير احوال البلاد والعباد نحو الأفضل ينصرف عديد الوزراء من هواة الظهور الاعلامي والحريصين على تسجيل النقاط لتعزيز الرصيد تحسبا لتحوير جزئي أو كلي قد يطرأ على القصبة الى العناد والاتيان نتيجة لذلك بزلات أشد فداحة من يوم لآخر لدرجة صرنا فيها نشفق على بعضهم ممن يضع نفسه في وضع لا يحسد عليه مثلما حصل مع وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان مهدي بن غربية في مسقط رأسه بالذات.
الوزير المعروف باستماتته في الدفاع عن حكومته لم يكن مرحبا به في جنازة شهيد الوطن حمزة الدلالي ابن المؤسسة الأمنية الذي طالته أيادي الجماعات الارهابية ورفع في وجهه شعار «ديقاج» وهي حركة رمزية تتجاوز شخص الوزير لتطال منظومة الحكم التي يطرح أكثر من سؤال حول حصاد حربها على الارهاب.
في نفس السياق تقريبا، تعرض وزير الفلاحة سمير الطيب لجملة من التعليقات والانتقادات الشديدة الحادة والساخرة بسبب تصريح مجانب للموضوع والصواب أراد من خلاله تسجيل الحضور فارتكب خطأ فادحا نأمل أنه لا تكون تداعياته خطيرة.
«معالي» الوزير صرّح «ان حراس الغابات يمدون قوات الأمن بالمعلومات» ، تصريح خطير يعرض حياة حراس الغابات للخطر مثلما قال الكثيرون ويدفعنا الى طرح السؤال حول مدى ادراك سمير الطيب لواجب التحفظ ولهيبة الدولة وأمنها القومي، فتعامل حراس الغابات مع الأمن ان وجد ودفاعهم عن مناعة الوطن بوصفهم حراسا له يفرض على الجميع حمايتهم واضعف الايمان قيام كل طرف بوظيفته، فوزير الفلاحة مطالب بدل المزايدة بعمل غيره بمدنا بكشف حول انجازاته على رأس وزارة الفلاحة وتحديدا في ملفات حراس الغابات والتعيينات التي رافقها لغو كبير زمن حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة واشراف القيادي فيها محمد بن سالم على هذه الحقيبة.
والغريب أيضا في تصريحات وزرائنا اليوم هو أننا لا نجد أثرا لكلماتهم في واقعنا وكأنهم يتحدثون عن بلد آخر لا نعرفه ولا نعيش فيه. فوزير تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي أنور معروف يتحدث اليوم عن «الثورة الرقمية منقطعة النظير» في الوقت الذي يكابد فيه المواطنون العاديون ولا نتحدث عن المستثمرين صعوبات الولوج الى الانترنات والاستفادة من الخدمات الرقمية.
ونتذكر قبل أيام كيف أساء الناطق الرسمي باسم الحكومة اياد الدهماني لنفسه ولحكومته ولشعبه ولدولته حين اتى بتصريح لم يقدر على مجاراة سفيرة بريطانيا ببلادنا في الدفاع عنه. فقد بادر بنفي ما أثير حول قيام الحكومة البريطانية بتمويل حملة اعلامية لمواجهة الاحتجاجات لصالح الحكومة التونسية واكد ان حكومته لم تتعاقد اطلاقا مع اي شركة في ظل ما عرفته البلاد من احتجاجات اجتماعية مطلع العام الجاري غير ان سعادة السفيرة كذبت معالي الوزير وأكدت لوسائل الاعلام المحلية ان حكومة بلدها اتفقت مع شركة مختصة من اجل القيام بحملة لفائدة حكومة يوسف الشاهد حول الاصلاحات الاقتصادية وبطلب منها. وكما هو معلوم فقد فاحت رائحة هذا «الانجاز» الحكومي للطريق الراهن في القصبة في الصحافة البريطانية ويبدو ان اتفاقا حصل حول «تحقيق» أو «لجنة» حول هذا الانجاز لن تخرج بطبيعة الحال عن غيرها من اللجان والتحقيقات التي فتحت لقبر الحقائق.
والمؤسف ان الحقائق التي يريد بعض الوزراء حجبها او تصويرها على طريقتهم كثيرة فهذا وزير الشؤون الاجتماعية بعد فضيحة اعتصام المتقاعدين يتحدث عن المفاوضات الاجتماعية وكأن شيئا لم يكن ونفس الشيء مع وزير الصحة الذي يصر على وجود دواء لم يكتشف اثره أهل الصحة في الصيدليات ومخازن الدواء ولا احد يعلم اليوم حقيقة مخزون الادوية ببلادنا اما في التربية والتعليم العالي فحدث ولا حرج، تصريحات وردية حول النتائج النهائية للامتحانات في الوقت الذي يجمع فيه الكل على فشل السنة الدراسية وتمددها وتمططها خطلبة الكثير من الجامعات لا يزالون اليوم على كراسي الاختبار نتيجة فشل الوزير في ادارة أزمة مع المدرسين وهياكلهم.
وحتى في الرياضة منّى التونسيون انفسهم بمشاهدة فريق وطني لكرة القدم في نهائيات كأس العالم ففوجئوا بأشباح يؤمهم ناخب لا نعلم ان كان ابرم مع سلطة الاشراف عقدا في التدريب ام في اشياء اخرى.
ولم يبتعد وزير الثقافة كثيرا عن خبط زملائه وكان اضعف ايمانه بعد العملية الارهابية الاخيرة ان اعلن حدادا ثقافيا في الوقت الذي بشرنا فيه رئيس الحكومة شخصيا بالثأر لشهدائنا في اقرب وقت والثأر اصطلاح ديني فبلي يبدو وان نسمات الاسلام السياسي حملته الى القصبة.
0 تعليق على موضوع : في الانتظار... أعينونا بالصمت! - بقلم: مراد علالة
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات