واجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية العديد من الظروف والاوضاع السيئة وحدقت به أخطار كاد البعض منها أن يجعلها في خبر كان فيما لو إستمرت تلك الظروف والاوضاع تسير بنفس سياقها ووتيرتها المعهودة، لكن والحق يقال لم تكن هناك ظروف وأوضاع دفعت بالقادة والمسولين الى الحديث والتحذير بصراحة لالبس عليها من سقوط النظام كما هو الحال في الفترة الحالية التي باتت وسائل تتناقل تقارير تتضمن معلومات صادمة عن الاوضاع المتردية في إيران.
قبل فترة وجيزة حذر الرئيس الايراني، حسن روحاني من إن الجميع في سفينة واحدة وإن النظام إذا سقط فإن الجميع مهددون ولذلك فقد دعا الى التعاون والتنسيق بين الجناحين من أجل إجتياز وعبور هذه المرحلة العويصة. من جانب آخر فإن محمد جواد ظريف، وزير الخارجية بدوره فقد حذر;ضمنيا ;المجتمع الدولي والشعب الايراني من إن سقوط النظام سيقود الى فوضى ويتكرر السيناريو السوري في إيران. أما الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، الذي يتزعم مايسمى بالتيار الإصلاحي في إيران، فقد حذر هو الاخر أيضا من;سقوط النظام;، قائلا إن البلاد عادت 100 عام إلى الوراء بالنسبة لقضايا الديمقراطية والعدالة;. منتقدا انتقد استشراء الفساد والفقر والتمييز، ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، محذرا بأن;الفساد يهدد كيان إيران والثورة معا كالسيل الجارف
ليس هناك دخان من دون نار، وإن إطلاق هكذا تصريحات غير مسبوقة تركز على قضية حساسة جدا وبالغة الخطورة وهي سقوت النظام، تدل على إن هناك قد باتت فعلا تهديدات وأخطار جدية تحدق بالنظام وتجعله مهددا للسقوط أكثر من أي وقت مضى، لكن الذي يجب أن ننتبه إليه جيدا ونأخذه بنظر الاعتبار هو إن هكذا تصريحات تركز على قضية سقوط النظام لو سعينا لتحديد فترتها الزمنية تحديدا، فإنها قد جاء بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، والاحتجاجات الشعبية المتواصلة التي أعقبتها والتي حصرت النظام في زاوية صارت تضيق الخناق عليه أكثر فأكثر بعد الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي وماأعقبه من إنسحاب كبريات الشركات والمصارف الاوربية من إيران والحلقة المفرغة التي بدأ النظام يدور فيها
والذي زاد الطين بلة بالنسبة للنظام هو التغييرات التي طرأت على الاوضاع في سوريا وإحتمال أن تكون هناك مقايضة أمريكية ـ روسية تفرض على طهران الانسحاب من سوريا، كل هذا مضافا إليه التورط الاخير للمخابرات الايرانية من أجل تنفيذ عملية إرهابية ضد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس والذي صادف في 30 يونيو/حزيران المنصرم طبقا لما أعلنت عن المخابرات الالمانية والبلجيكية، وفي النتيجة فإن هناك صيف ساخن جدا بإنتظار طهران، صيف يتركز الحديث فيه في الاوساط السياسية في طهران في كيفية تلافي سقوط النظام الذي تعددت الاسباب ولكن السقوط واحد!
0 تعليق على موضوع : تعدد الاسباب والسقوط واحد - بقلم : سعاد عزيز
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات