شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

متي يكتب تاريخ أكبر ثورة شعبية.. اغزاحت الحكم الفاشي للاخوان




متي يكتب تاريخ أكبر ثورة شعبية.. وهكذا كان الموقف النبيل للملك عبدالله بن 
عبدالعزيز؟!* 

مع تجدد ذكري 30 يونيو تتجدد معها الآمال والأسئلة المحورية فماذا لو أخفقت ثورة الملايين من أبناء الشعب في بلوغ غايتها بإزاحة الحكم الفاشي للإخوان.. ماذا لو تخلي الجيش عن دعم الجماهير الهادرة الغاضبة في الشوارع ..ماذا لو آثر قادته السلامة وتركوا الناس لمصائرهم في صراع ظهرت إرهاصاته في الشوارع فيما رأيناه من صراعات واشتباكات ودماء بين المتظاهرين من ناحية وميليشيا الإخوان وأعوانهم من ناحية أخري؟!
تصوري أن رحمة الله بشعبنا كانت ولا تزال كبيرة» ولولاها لكنا في عداد الدول الفاشلة. ضحية الفوضي والصراع والاحتراب الأهلي كما هو الحال في سوريا وليبيا واليمن ومن ثم فإنه حري بنا أن نسجل هذا اليوم» يوم الثلاثين من يونيو 2013 بأحرف من نور لكونه كان تحولاً فارقاً لوجه الحياة ليس في مصر فحسب بل في المنطقة والعالم أجمع وإذا كانت ثورة يوليو 1952 قد نهض بها ضباط أحرار ساندهم الشعب فإن 30 يونيو كانت إرادة شعب استجاب لها الجيش وكلتاهما تركت أثرها واضحا في مجري التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمصر. وأنقذت الأخيرة مصر من السقوط والفوضي وأزاحت حكم الإخوان الذين روجوا في الأوساط والدوائر المحيطة بهم أنه باقون في الحكم 500 عام وقد اتخذوا من الديمقراطية سلماً للوصول للسلطة حتي إذا دانت لهم تخلصوا منها والتفوا عليها فجاءت 30 يونيو لتكون بمثابة الثورة المكتملة التي قضت علي ما نتج عن أحداث يناير وما صاحبها من انفلات وتآمر وانهيار وأحبطت المخطط الخارجي لتدمير مصر وتقسيم المنطقة لصالح المشروع الصهيوأمريكي.. ألا يستحق ذلك أن يكتب تاريخ هذه الثورة الآن.. وألا ننتظر سنوات أخري حتي نسجل ما جري فيها من نجاحات وبطولات.. وكيف تصدي أبطال المشهد للغول الإخواني في شجاعة وإقدام..كيف كانت مصر بعد أحداث يناير وإلام صارت وماذا كان يراد لها ويُدَبَّر ضدها من يتحمل أوزار وخطايا ما بعد يناير من يتحمل الخسارة الاقتصادية الهائلة التي ندفع ثمنها الآن غالياً من يتحمل مسئولية الدماء التي سفكها الإرهابيون بلا ذنب والتي لا يزال أبطالنا في الجيش والشرطة يقدمون الشهداء قربانا لهذا الوطن واستقراره وحمايته من مؤامرات الغدر والخيانة والتطرف كما أن شعبنا لا يزال هو الآخر يقدم تضحيات أخري جراء الإصلاحات الاقتصادية التي لا مفر منها إنقاذا لمصر.
* في 30 يونيو قال شعبنا كلمته مدوية بلا وصاية ولا توجيه من أحد. منتصراً لقيم الحرية والعدالة وحب الوطن الذي استشعر المصريون خطراً داهماً عليه فهبوا لنصرته والذود عنه..أفلا يستحق انتصار الإرادة الشعبية أن تكون ذكراه عيدا سنويا نتذكر فيه ما حققناه من إنجازات. ونتدارس فيه دروس التاريخ وعبره حتي تستفيد الأجيال التي لم تعش تلك اللحظة الفارقة من تلك التجربة المريرة التي تسبب فيها الإخوان والأمريكان بمخطط كان يرمي لهدم أركان الدولة وكسر جيشها وإضعاف الروح المعنوية للشعب..والعبث بمنظومتي القضاء والإعلام» ضماناً لتفوق إسرائيل علي العرب مجتمعين.
لقد خرج الشعب بدافع من حسه الوطني في 30 يونيو. واستجاب الجيش والشرطة لإرادته. ومنعا اندلاع حرب أهلية طاحنة كانت ستجعل مصير مصر أكثر بؤساً وشقاء مما حصل في سوريا والعراق واليمن فسارعا لإنقاذ الدولة من السقوط في براثن الفوضي ولن ننسي ما قاله الرئيس السيسي يوم أن كان وزيراً للدفاع بأن شرف حماية إرادة الشعب أعز علينا من حكم مصر وأن ملايين المصريين الذين خرجوا بمحض إرادتهم الحرة يجب أن تُحترم رغبتهم الحقيقية في التغيير.
حتماً هناك أسرار كثيرة لثورة 30 يونيو لم يكشف النقاب عنها بعد.. وقد آن الأوان أن يروي من شاركوا في إنجاحها تفاصيل وكواليس ما جري وألا ننتظر كعادتنا كتابتها بعد فوات الأوان..فهناك من وضع روحه علي كفه مفتدياً بلده دون انتظار مقابل ولا جزاء ولا شكور من أحد اللهم إلا تلبية نداء الوطن..ولنا أن نتصور ماذا كان يمكن أن يحدث لمصر والمصريين لو استمر حكم الإخوان عاماً آخر» بعد كل المرارات التي عاناها شعبنا في عامهم الذي حكمونا فيه ..وماذا لو دانت لهم مصر 500 عام كما كانوا يخططون..هل كان سيبقي من أركان الدولة الوطنية شيء ..وماذا عن التنازل عن الأرض الذي خططوا له برعاية أمريكية في سيناء لحساب مشروع إسرائيل الكبري..وهو المشروع الذي رفضته مصر ولا تزال رفضاً باتا؟!
80 عاماً وأكثر وجماعة الإخوان تسعي بكل ما أوتيت من قوة لنشر الشائعات وبث الفتن في المجتمع المصري رغبة في تغيير هويته وهدم حضارته وتشويه جوهر ثقافته والسيطرة عليه حتي إخفاق منتخبنا في كأس العالم لم يسلم هو الآخر من محاولات التشويه والتوظيف السياسي فكيف نأمن لهم إذا عاشوا بيننا مرة أخري بينما تقول تجارب التاريخ إنه لا عهد للخونة ولا ذمة وقد رأينا كم تنصل الإخوان من عهودهم ونقضوا مواثيقهم وتآمروا تارة لحساب بريطانيا .وتارة أخري لحساب أمريكا وهو ما ينبغي كشفه بالوثائق والمستندات والوقائع الثابتة» استنادا لما جري من تحقيقات نيابية وما صدر من أحكام قضائية أكدت حيثياتها بما لا يدع مجالاً للشك أنهم تآمروا وخانوا وتخابروا لصالح الغير ضد أوطانهم.
* يجب ألا ننسي ما أسداه إلينا خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإعلانه التاريخي وقوف المملكة السعودية شعباً وقيادة إلي جوار مصر وشعبها في ثورة 30 يونيو ثم دعمها في معركة الإرهاب. معتبراً أن مصر تخوض تلك المعركة حماية لتراث حضاري يخص الإنسانية كلها لقد استشعر بوصفه رجل دولة من طراز سياسي رفيع وزعيماً يملك رؤية مستقبلية أن المنطقة في منعطف خطير يهدد هويتها ومستقبلها واستقرارها كما أدرك بحاسته السياسية وخبرته التاريخية ودرايته الجغرافية أن الأقدار اختارت مصر لتحمل عبء إنقاذ هوية منطقتها العربية ورقاب أهلها من سيوف الغزاة في عين جالوت لتوقف زحف التتار.. وعند فارسكور لتكسر حملة لويس التاسع وتوقعه في الأسر ومن بعده العلمين التي اجتمعت علي صعيدها أكثر من 60 جنسية تحت قيادة النازي الذي أراد غزو شمال أفريقيا ..كل ذلك تحطم علي صخرة مقاومة المصريين للغزاة الذين قدر لمصر أن تقف لهم بالمرصاد دفاعا عن الإسلام والعروبة حتي أنها استعصت عليهم رافضة أن تتحول لقاعدة للفاشية ينشب فيها الإرهاب مخالبه عبر تنظيمات التطرف وميليشيات العنف.
* لقد نسي الإخوان أن لمصر شخصيتها الحضارية التي تستعصي علي التذويب والهضم» بحسبانها أقدم دولة في التاريخ. وظنوا أن بإمكانهم أن يحكموها 500 عام كما قالوا حتي لقنتهم درساً لن ينسوه كما لا يمكننا أن ننسي ما فعلته الإمارات دعماً لمصر حيث سارعت أبوظبي ومن بعدها الكويت والبحرين إلي جانب المملكة لتشكل محوراً قوياً قاده خادم الحرمين الشريفين وقتها لمساندة القاهرة التي كان مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي يتأهبان لفرض عقوبات كبيرة عليها لكن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وقتها أقدم وزير خارجية في العالم وأكثرهم احتراما وشهرة في المجتمع الدولي أحبط هذا المسعي الخبيث وقابل الرئيس الفرنسي في الإليزيه محذراً العواصم الغربية بدبلوماسية لبقة ولغة موجهة بأن مجرد التفكير في فرض عقوبات علي مصر وقطع الدعم عنها وانتقادها يبعث برسائل خاطئة لقوي التطرف والعنف التي تهدد بحرق مصر. مؤكداً أنه لا المملكة ولا دول الخليج بوسعها أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الإضرار بمصر» بل إن المصالح المشتركة لتلك الدول مع العرب سوف تتضرر هي الأخري..وهذا موقف نبيل لن ينساه المصريون للملك عبدالله تماماً كما لم ينسوا للملك فيصل موقفه أثناء حرب أكتوبر التي قطع خلالها إمدادات البترول عن الغرب مما كان له أثر بالغ في المعركة الدبلوماسية لصالح مصر.
* في 30 يونيو مواقف وأحداث لا تنسي.. وينبغي تسجيلها حتي نعطي لكل ذي حق حقه.. من ساند وناصر وأيد ومن حارب وخذل وتخلي..فما كان لثورة الشعب أن تنجح داخلياً وخارجيا لولا مساندة الشرفاء المخلصين من العرب والأصدقاء هنا وهناك ويبقي أن نعيد التأكيد علي ما سبق أن طرحته من قبل في هذا المكان من ضرورة إطلاق اسم 30 يونيو علي العاصمة الإدارية الجديدة عرفانا بفضلها في تحويل مجري التاريخ واستنقاذ مصر من براثن الإرهاب والتآمر وتخليدا لانتصار إرادة شعب رفض حكم الإخون ومشروعات التقسيم ومخططات الخيانة فتجسيد مثل هذا الحدث وتخليده في الذاكرة الوطنية يجعل إرادة الشعب ماثلة في أذهان الأجيال الجديدة فلا تهادن ولا تستسلم لدعاوي الإفك والبهتان .. بل تبقي الجبهة الداخلية محصنة ضد محاولات الاستهداف المنظمة التي لا يكف أهل الشر عن بذل أقصي ما في وسعهم لضربها وتبقي تضحيات رجال الجيش والشرطة وعلي رأسهم الرئيس السيسي الذي انحاز بلا تردد لإرادة الشعب ولولاه لوقعنا في احتراب أهلي يأكل الأخضر واليابس مدينة 30 يونيو إذا ما استجابت الدولة لإطلاقها علي العاصمة الجديدة ستبقي تجسيدا لكفاح شعبنا وصلابة جيشه ووطنيته التي عز أن تجد لها مثيلاً في دول العالم أجمع.
E: alyhashem51253@gmail.com

كاتب الموضوع

فوزية النورس

0 تعليق على موضوع : متي يكتب تاريخ أكبر ثورة شعبية.. اغزاحت الحكم الفاشي للاخوان

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017