مى إسماعيل; |
لم أكُن أتوقع أن تكون باقة الحب والتقدير اليوم علي روح فنانة فلسطين الجميلة وصوت العرب الحر ريم بنا التي قاومت طوال حياتها بكل قوة وأمل سرطانين الاحتلال والجسد إلي أن رحلت عن عالمنا السبت الماضي بعد صراع طويل مع مرض سرطان الثدي تاركه لنا صوتها الغالي الحاضن لكلمات المقاومة المنسوجة بمزيج من ألحان الأمل وآهات الألم.. وداعاً ريم.
"لكم مني حديقة ورد مُحمّلة بعطر البلاد .. لكم مني كل الحُب والفرح وحلم بغدٍ أجمل .. لكم من قلبي الصامد الذي ينبض بلهفتكم وحبكم الكبير .. انحناءات للهفتكم علي .. لكم مني قُبلة وتحية وحضن كبير.." هكذا تركتنا صاحبه القلب الصامد بعد أن علمتنا معني وقيمة حضنها الكبير الذي أحتضن المقاومة بكافة وسائلها وأشكالها ليكون صوت العرب الباحث عن الحرية. ريم مطربة وملحنة فلسطينية وناشطة من أجل العدالة والحرية، هي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ ولدت عام 1966 بمدينة الناصرة بالجليل، تزوجت عام 1991 من الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو وأنجبا ثلاثة أبناء وانفصلا عام 2010.
ميزت لغة المقاومة أغاني وألحان ريم فمنحتها أسلوب موسيقي وغنائي خاص بها؛ موسيقى من أجل فلسطين، من أجل الحريّة .. ولمساندة ودعم الشعوب العربية في ثوراتهم من أجل العدالة، والكرامة. اشتهرت ريم بأغانيها الوطنية التي حاولت فيها تقديم التراث الفلسطيني للعالم؛ حيث عرفت بمساهمتها الكبيرة في الحفاظ على الكثير من الأغاني التراثية ولا سيما أغاني الأطفال. من بين أعمالها ألبوم "مرايا الروح" الذي أهدته إلى الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية؛ و تميز هذا الألبوم عن سابقيه بموسيقى أغانيه التي مزجت بين نمط البوب وبين الأسلوب الشرقي، كما أصدرت ألبوم "لم تكن تلك حياتي" وأهدته إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني. طوال مسيرتها الفنية لم تكتف ريم بالغناء في المهرجانات المقامة داخل فلسطين، بل أقامت العديد من الحفلات الغنائية في العديد من البلاد العربية والأجنبية حتي يصل صوتها المقاوم لكافة أرجاء العالم.
قد تُغير لنا الحياة مَصير و تفاصيل الطريق الذي حلمنا به دوماً لكن ربما يكون هذا الانحراف ما هو إلا نقطة تحول تعانق الحياة من جديد لمنحها مذاق خاص؛ فبالرغم من أن مسيرة ريم الفنية تأثرت كثيراً بعد أن أصيبت بسرطان الثدي للمرة الأولى عام 2009، و أعلنت توقفها عن الغناء نهائياً بعد أن عاود المرض في الانتشار مرة أخري بعدها بستة أعوام، إلا أن مقاومتها للمرض منحتها سبيل جديد للحياة وعلمتنا جميعاً "إن السبيل إلى الحياة هو الحياة.. والسبيل لا يكتمل بلا ابتسامة.. وإن غابت كل أسباب الفرح ..ابتسامة تتفتّح في حديقة الخدّين.. تكفي أن تنثر عبق الورد والحياة في الكوْن.." وداعاً صوت العرب الحر.
mayismaiel@ahram.org.eg
0 تعليق على موضوع : وداعاً ريم.. بقلم : مى إسماعيل;
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات