شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

قراءة في الحياة الحزبية الاردنية أين العلّة ؟ (١) - اسامة احمد الازايدة





اسامة احمد الازايدة
28-03-2018
من المنصف أن نقِفَ على أسباب انحدار الحياة الحزبية الاردنية بكل موضوعية ، و مع تمسكي بعدم وجود إرادة حقيقية للإصلاح السياسي لدى ادارة الدولة و لدى المشرّعين إِلَّا ان الحقَّ يقتضي منا أن نبحث عن الأسباب لدى طرفي المعادلة ( إرادة الدولة و تشريعاتها ، و بنية الأحزاب و حساباتها).
الاردن كنظام سياسي هو في حجم بعض الورد حجماً و عمراً ، و ليس من المنطق مقارنته زمنيا بالديمقراطيات الغربية العتيقة ، لكن التجربة الاردنية اثبتت في خمسينيات القرن الماضي ان الشعب قادر على إفراز قادة رأي و ممثلين شعبيين الا ان التجربة الحزبية آنذاك لم تكن محلية حرة بل تأثرت بعوامل و تيارات خارجية متعددة و ذلك ما استدعى ( تجميدها)بعد حكومة المرحوم سليمان النابلسي ، بالرغم ان دستور ١٩٥٢ كان سابقا للذهنية العربية آنذاك و نتج عنه اول قانون للأحزاب عام ١٩٥٥، في وقت كانت الدول المجاورة تكرّس مفهوم الحزب الواحد ، و عليه فان الشاهد في ذلك ان الشعب كان مؤهلا آنذاك لإنتاج تمثيل شعبي و حزبي .
ثم دخلت المرحلة الذهبية - نسبياً - عام ١٩٨٩ ، و لا ننكر أن قانون الانتخاب وقتها كان له الأثر في تلك النهضة القصيرة ، الا ان الأثر الأكبر بنجاحها كان بفضل نوعية النخب السياسية و التعددية الفاعلة و التشاركية الحزبية و قبول الاخر و احترام القيادات لبعضها بالرغم من الخلاف الفكري و السياسي بينهم ، فلنا ان نقول ان بُنية الأحزاب و القوى السياسية كانت اكثر صحيةً من اليوم بالرغم من كل المحدِّدات و بالرغم من حرمان الحزبيين من الوظائف الحكومية آنذاك.
أما اليوم ؛ فلا حاجة لشرح واقع حال بُنية الأحزاب و تركيبتها و آلية قيادتها حتى ان بعضها اصبح يسمّى حزب( فلان) فتشعر أن الحزب هو أحد أعضاء جسم( فلان) ، فجميعنا شاهدو عيانٍ على الحالة .
ما أرغب بذكره في هذا السياق أن إصلاح الحياة الحزبية يتطلب ثلاث أركان : يبدأ من الشعب أولاً بفرز قادة رأي و فكر حقيقيين يمثلون التعددية الفكرية الشعبية و ليس فكرهم الشخصي ، و تحقيق هذا المتطلب هو من واجب الشعب شريطة ضمان حياد الدولة بذلك ، ثم سيتحقق الركن الثاني تلقائيا فستتصحح بُنية الأحزاب بناء على تحقّق الركن الاول، اما الركن الثالث سيتحقق أيضاً لا محالة بإجراء إصلاحات تشريعية لقانوني الأحزاب و الانتخاب ، فحينها ستمتثل الدولة جبراً لذلك.
إذن ،، فالمربّع الأول الذي لا زلنا نحيدُ عنه هو إفراز قادة الرأي غير المزيفين ، و بخلاف ذلك سيبقى سابقا لأوانه ان نطالب باصلاح الحياة الحزبية .

كاتب الموضوع

شبكة الدانة الاعلامية

0 تعليق على موضوع : قراءة في الحياة الحزبية الاردنية أين العلّة ؟ (١) - اسامة احمد الازايدة

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017