حياة كل واحد منا مليئة بالأمنيات والرغبات والطموح الذي لا ينتهي، فكل واحد منا له زاويته الخاصة يخطط لها ويرغب في تنفيذها على عجل.
ومن لا يرغب في تحقيق ما يتمنى؟! الكل يرغب في أن يحقق ما يريد. بعضُنَا يستطيع أن يصل إلى كل ما يرغب فيه بسهولة، وبعضنا يصل بصعوبة، وبعضنا لا يصل أبداً، هناك أسباب واضحة وأسباب غير واضحة.. وتبقى مشيئة الله فوق كل شيء، لكن لا بد من العمل بالأسباب، ومنها:
أولاً: الرغبة، أو الهدف، إذ لا بد أن تكون واضحة ومحددة، لكي نستطيع أن نعمل من أجلها في التخطيط والتنفيذ والوقت، نجد الغالبية محتارين بين هذا وذاك، فتصبح هذه الرغبة، أو هذا الهدف في محل عدم التركيز عليه، ويصبح الإيمان في تحقيقية ضعيفاً ومشتتاً، بعكس من حدد الرغبة والهدف، إذ سيُصبِح عازماً ومركزاً عليه، والقاعدة الأساسية «كل ما تركز عليه ستحصل عليه».
ثانياً: لا بد أن يكون التركيز على الرغبة التي نريد بإيجابية وإيمان بذلك، مع تفعيل دور الخيال في وضع الصور الذهنية الإيجابية، وأن نشاهد أنفسنا نحن فعلاً نحقق هذه الرغبة بمثابة حقيقة، لأن العقل الباطن لا يدرك ما بين الخيال والحقيقة، هو ينفذ ما نركز عليه، الصور الذهنية جداً مهمة في تجلي هذه الرغبات في حياتنا، بل ستكون هناك علامات وإشارات نشاهدها أينما سرنا في الطريق! مثال على ذلك عندما نضع النية والرغبة في شراء سيارة حمراء؛ سنشاهد ونلاحظ بعد ذلك كم يصادفنا من سيارات حمراء أمامنا أينما ذهبنا! أليس هذا ما يحدث؟ ونقول سبحان الله! كيف نشاهدها في كل مكان، وهذا يعني أننا فعلاً مركزون على ما نرغب فيه، ما يزيد الإدراك والانتباه.
ماذا لو طبقنا هذا على هدف معين، سندرك حينها كل الإشارات والعلامات والعوامل التي تساعدنا في تحقيقه، إما من طريق شخص وإما معلومة وإما مساندة معينة في الوقت المناسب، وأيضاً سنقول سبحان الله! ما إن فكرنا في هذا حتى بدأت المعلومات تأتي إلينا، وأحياناً لا، والسبب هو تركيزنا على ما لا نرغب فيه بصورة سلبية، إذ يضيع التركيز والجهد على عدم الرغبة وليس العكس على ما نرغب فيه، وهنا فرق بين التركيز على الرغبة أو التركيز على عدم الرغبة.
ثالثاً: أكثر ما يعوق تحقيق الرغبة أو الهدف هو التعلق الشديد بما نرغب فيه، ما يجعلنا نفقد الهدف والرغبة، يصبح التعلق هنا مرضاً، ما يتسبب لنا في الحزن واليأس، وهذا ما يدمرنا أكثر ويبعدنا عن الهدف، لا بد أن نخطط ونركز، ثم نتوكل على الله - سبحانه وتعالى - مع التسليم والعمل لتحقيق الرغبة أو الهدف، لكن من دون التعلق المرضي، الذي ينتج الصراع والتوتر والضيق والسلبية، وكلها أدوات هادمة، وهنا التعلق يختلف عن التركيز، التركيز دائماً يصاحبه التفاؤل والايجابية والعزيمة، إن حصل فرحنا وشكرنا، وإذا لم نحصل عليه أيضاً شكرنا وبحثنا عن جديد يناسبنا، مع رضا تام، بعكس التعلق الذي يصاحبه التذمر والشكوى والألم.
خامساً: لكي نحصل على ما نرغب فيه علينا أن نتخلى عن المخزون القديم، سواء أكان عادة فكرية لنمط معين اعتدنا التفكر فيها بالأفكار والطريقة نفسهما، لأنه سيعطينا النتيجة نفسها، لذا مهم تغيير نمط التفكير إلى تفكير مدرك وواع وإيجابي وجديد عن الفكرة القديمة، وأيضاً نحرص على أن يكون هذا التحول بالفكرة أو الأفكار بأسلوب وطريقة هادئة، لكي لا نصنع مقاومة داخلية، التي يمكن أن تجعلنا نتمسك بالفكرة السلبية، على رغم قناعتنا بالتخلي عنها، كما لا بد من التخلي عن التراكمات السلبية التي تعوق هذا التحول والتغيير، سواء أكانت مشاعر أم أفراداً، لكي نتحرر من كل عائق، هذا سيفتح لنا باباً لرؤية جديدة لم تخطر في بالنا، لماذا؟ لأن العقل يصبح متكدساً فيه القديم ويأخذ مساحة هي التي تجعلنا في حال من التشويش، لذا فالتنظيف والتخلي عن كل المعوقات والتراكمات يعطياننا فرصاً ومساحات جديدة.
سادساً: ترتفع درجة الوعي لدينا من طريق رفع الذبذبات الخاصة بنا، فنحن ندرك أننا كائنات ذبذبية لها ترددات في الكون، فإن كانت الذبذبات مرتفعة زادت الطاقة والعزيمة اللتين من خلالهما سنكون أصحاب همم وطاقات عالية جداً في تحقيق ما نرغب، والعكس صحيح، إذا كانت هذه الذبذبات منخفضة فستكون الطاقة منخفضة تتأثر سريعاً بحال القلق أو التوتر من كل شيء حولنا، ترتفع هذه الذبذبات من طريق الفكر الإيجابي والاعتقادات الإيجابية المتفائلة، وأيضاً من طريق الرياضة والحركة ومن طريق التأملات والهدوء والسكون ومخالطة كل الإيجابيين.
Haifasafouq@
0 تعليق على موضوع : مهارة التخلي والتركيز- بقلم : هيفاء صفوق
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات