مشيخة الأزهر لم تعلن موقفها من أن يشارك أحد المنتسبين لها مع مثل هؤلاء الدجالين فى التغطية على أعمالهم المنافية للقانون بل والمتصادمة مع الدعوات الأزهر نفسه المناهضة للدجل.
بقلم: أحمد عبد التواب
يبدو أن الدجّالين والنصابين والمحتالين والمشعوذين، الذين يمارسون نشاطاتهم علناً على شاشات التليفزيون ويحققون أرباحاً هائلة، من نشر إعلاناتهم المكثفة على أكثر الفضائيات مشاهدة، قرّروا أن يطوّروا من أدائهم وأن يُزيدوا من أرباحهم فى ظل الاطمئنان الذى ينعمون به مع عجز أى من أجهزة الدولة عن التصدى لهم! فبعد أن كانت إعلاناتهم كلها تتحدى القانون بشكل سافر بادعاء قدرتهم على فك الأعمال السفلية والرقية من السحر ورد المطلقة واستعادة الحبيبة..إلخ.
فقد أضافوا فى الفترة الأخيرة بنداً جديداً لا تشوبه شائبة شرعية أو قانونية عن دخولهم مجال خدمات الحج وفتح باب الحجز للراغبين فى أداء الفريضة، بل ذكر الإعلان صراحة أن المشرف على رحلات الحج واحد من كبار باحثى الأزهر الشريف! وهكذا زجّوا باسم المؤسسة العريقة فى إعلانهم الذى هو وسط سيل من إعلاناتهم الأساسية التى لم تتوقف عبر سنوات عمن يقولون إنهم شيوخ آخرون من المغرب ومن السودان وغيرهما ويُقال إنهم حصلوا على أعلى شهادات فى العالم فى أعمال السحر! وكأن هناك شهادات معتمدة بالسحر!
وحتى الآن لم تعلن مشيخة الأزهر الشريف موقفها من أن يشارك أحد المنتسبين لها مع مثل هؤلاء الدجالين فى التغطية على أعمالهم المنافية للقانون، بل والمتصادمة مع دعوات الأزهر التاريخية المناهضة للدجل، كما لم تتحرك وزارة الداخلية، ولا مؤسسات الإعلام ونقاباته ونواديه، ولا الجهات مانحة التصاريح لهذه القنوات والمفترض أن تتابعها وتحاسبها على عدم الالتزام بالقواعد والشروط، ولا أى لجنة من لجان مجلس النواب.
لم تصدر بيانات من أى جمعية من جمعيات نشر الدعوة ولا من نوادى البحث العلمي، ولا من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، ولم ير أحد من الغيورين على الإسلام أى شبهة فى ازدراء الإسلام من هذه الإعلانات برغم أنهم أول من ينتفضون برفع دعاوى ضد أى اجتهاد يعتبرونه إساءة إلى الإسلام والمسلمين!
الموقف غريب، من استمرار تدفق هذه الإعلانات عبر سنوات على مدى 24 ساعة، وهى جريمة نصب ودجل مكتملة الأركان، وأما الأكثر غرابة فهو هذا الصمت من كل أجهزة الدولة ومن كل الجهات المعنية!
أحمد عبد التواب
نشر في الأهرام المصرية
0 تعليق على موضوع : الدجّالون.. يتمحكون فى الأزهر! بقلم: أحمد عبد التواب
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات