قبل عدة سنوات تلقيت دعوة للذهاب إلى المملكة السعودية للتعرف عن الاحوال وخاصة التعليمية هناك، لم تكن هذه هى الدعوة الأولى لى الذهاب إلى للمملكة التى اعتذر عنها بإصرار رغم ولعى بالسفر إلى بلاد العالم كله، للتعرف على الحضارات والبشر واكتساب معارف جديدة من التعرف على حضارات البلدان المختلفة لاسيما ذات التاريخ، سواء كان ذلك فى الماضى أو حتى الحاضر.
ولكن رفض الذهاب الى هناك كان لسبب بسيط وإنسانى هو انهم يفرضون العزلة على النساء حتى فى المؤاتمرات داخل جدران أربعة ولايسمح لهن بالتجول والسؤال المباشر الذى احتاجه فى عملى، ولكن الأهم بالنسبة لى فى الرفض كان هو فرض زى محدد على المرأة أن ترتديه حتى لو كانت أجنبية وفى زيارة سريعة.
نعم لكل مجتمع تقاليده ولكن فرض الأمر بالإكراه حتى لغير المواطنات وأهل البلد أمر لا يقبله عقل أو منطق.
بمعنى اخر لابد وان تختبئ المرأة وتختفى وراء رداء من قمة رأسها حتى قدميها، هذا الزى الذى اشعر معه انه مثل الكفن أي حالة موات انسانى وانا على قيد الحياة لان الكفن هو رداء الموت فكيف تستوى الحياة والموت فى أي مكان فى العالم، وللحقيقة هذا الزى الذى تختفى فيه النساء ليس له شبيه إلا لدى طائفة من اسرائيل، وبما اننى ارفض الذهاب الى اسرائيل حتى لوكان هذا الزى اقصد الكفن لا يمثل هناك إلا الأقلية ولايفرض على الزائرين وجدتني اتخذ الموقف واكثر منه فى الرفض لتلبية الدعوة حتى لو اعطونى كنوز الدنيا وليس مليار ريال حتى أتنازل وأزور.
هم وحتى البعض منهن الان حاولن اقناعى ان حدث تطور بسيط فى فرض الزى وان هناك تساهل مجتمعى لكنى أصررت على الرفض لان من تكشف وجهها فقط تماشيا مع الموضة والتطور من مفهوم الكفن الى مفهوم العورة لا يناسب انسانيتى التى رغم مصاعب بلدى مصر مازالت نحتفظ فيها بحرية اللبس والخروج، بل قيادة السيارة وأحيانا قليلة المناصب ايضا وأستطيع ان أمارس حريتى حتى فى الرفض والمعارضة التى سأحاسب عليها. لذلك قررت مقاطعة مثل هذه البلاد لانى لا اقبل على نفسًى ان أكون مزدوجة الشخصية أغطى وجهى او حتى راسى ارضاء لأحد او أشخاص ولا ارتدى إلا ما يحترم انسانيتى واقتنع به وامارسه فى بلدى تماما مثلما اكتب ما أراه ولا أغيره بأشياء اخرى خارج وطنى لاأستطيع البوح بها علنا وليس سرا داخل وطنى
ولانى امرأة تحترم تاريخ وطنها مصر وهى اقدم دولة فى التاريخ الإنساني واغلب دول العالم تدرسه فى مناهجها لذلك احترمت تاريخ وطنى الموجود منذ الازل واحترمت تاريخ نساء مصر الذى لا يعتبر المرأة عورة يجب دفنها او حجبها عن العيون وتشهد به جدران المعابد المصرية على مر العصور بل وكرمها الله بان جعل بير زمزم ينفجر فى الصحراء لتروى هاجر المصرية ابنها اسماعيل والتكايا المصرية التى تم تمويلها باموال المصريات لمساعدة الحجيج والآن مازالت المصرىات يذهبن بالالآف سنويا لأداء العمرة ويدفعن ويمولن من اموالهم الخاصة بيوت التجار واصحاب المحال هناك والمعروف ان المصريات الاكثر سخاءا وشراءا من كل الجنسيات، وتمويل المصريين للعمرة والحج يعد بالمليارات سنويا الان مقارنة بالبلاد الاخرى
هذا التاريخ يتغلغل فى جينات المصريين
قد يصيب الوهن والضعف احيانا جينات المصريين ولكنه سريعا ما يتعاف من المرض، لان مرض المصريين لم يَصْب العقل والوجدان فجينناتهم اصلية منذ فجر الضمير والتاريخ وحتى اخر شهيد على ارضها فى البر والبحر هكذا تعلمنا نحن المصريين من تاريخنا بقديمه وحديثه ان نترفع عن الصغائر
0 تعليق على موضوع : إيمان رسلان تكتب: جينات المصريات
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات