شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

ترامب والإعلام: لا تُصَالح!


لا حديث حاليا إلا عن العلاقة المتوترة بين الرئيس ترامب والإعلام، خصوصا بعد أزمة كورونا التي تضرب أمريكا بقوة، والواقع هو أن هذه العلاقة لم تكن على ما يرام، منذ أن ترشح ترمب للرئاسة، وغني عن القول أن علاقة جميع رؤساء أمريكا قبل ترامب مع الإعلام كانت جيدة، خصوصا منذ أن بدأت ثورة الإعلام المسموع والمرئي، منذ منتصف القرن الماضي.  

، فالإعلام الأمريكي له سطوة تبلغ درجة التوحش، وبإمكانه أن يرفع أي سياسي أو يخسف به، فهو الذي صنع من باراك أوباما زعيما عظيما، وبالغ في ذلك، واستمر هذا الدلال لأوباما خلال فترة رئاسته، فلم يصعّد الإعلام حادثة بنغازي المؤلمة، أما الاتفاق النووي المجحف بحق أمريكا وحلفائها فهو إنجاز عظيم لرئيس استثنائي، كما لم يكلف هذا الإعلام نفسه للتحقيق في دعم أوباما وإدارته للثورات العربية، التي نشهد نتائجها الكارثية أمامنا اليوم، وهو ذات الإعلام، الذي أنهى مسيرة ساسة عيار ثقيل، مثل قاري هارت وهوارد دين وغيرهم.

هذه العلاقة الرومانسية بين كل رؤساء أمريكا قبل ترمب والإعلام، انتهت مع فوز ترامب المفاجئ برئاسة أمريكا، ولهذا قصة يجب أن تروى، فالإعلام لم يأخذ ترشح ترمب للرئاسة جدّيا، وبالتالي كان يغطّي حملته الانتخابية من باب الترفيه للمشاهد!، وكان معظم المعلقين على يقين بأن ترمب ذاته يعلم بأنه لن يفوز بالرئاسة، وقد ترشح من أجل تسويق شركاته وأعماله التجارية. هذا، ولكن ما أن جندل ترمب كبار الساسة الجمهوريين خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في عام ٢٠١٦، ومنهم سليل أسرة آل بوش العريقة، جيب بوش، والسيناتور تيد كروز ورفيقه ماركو روبيو، حتى استيقظ الإعلام من غفوته، وأدرك أنه ارتكب خطأ جسيما بتغطية حملات ترمب، فهو ليس مجرد رجل أعمال حالم، بل سياسي جديد، جذب شرائح واسعة من الشعب الأمريكي، وهي شرائح كانت قد سئمت من الساسة التقليديين وخدماتهم للوبيات المصالح وتنصلهم من تنفيذ وعودهم.

وفي محاولة للتكفير عن دعمه لترمب، حاول الإعلام كشف فضائح ترمب، ولكن الوقت كان قد فات، فقد أقلعت طائرة ترمب نحو البيت الأبيض، ولن تستطيع صواريخ الإعلام اعتراضها، وإن كانت تستطيع التشويش عليها، وهو ما يحدث حتى يومنا هذا، أما ترمب، فقد تيقّن أنه كسر كل القواعد والبروتوكولات الراسخة، التي تقول إنه لا يمكن لسياسي أن يفوز دون دعم الإعلام، كما أنه كان يتميز غيظا من جراء الهجوم الإعلامي الشنيع عليه، والذي كان يهدف إلى منعه من الفوز بالرئاسة، فاتخذ قراره بأن الإعلام هو ألد أعدائه، وهو إعلام كاذب،

وكانت أولى بوادر ذلك هي مقاطعته لحفل مراسلي البيت الأبيض لعام 2017، وهو تقليد عريق، يستضيف فيه الرئيس مراسلي وسائل الإعلام المعتمدين لتغطية نشاطات الرئيس، وهو ذات الحفل، الذي سبق أن تهجم من خلاله أوباما على ترمب وسخر منه وأضحك عليه الجمهور في عام ٢٠١١، كما أنه دأب على تقريع المراسلين، خصوصا مراسلي القنوات والصحف التي تتهجم عليه دوما، والخلاصة هي أن ترمب له أخطاء، مثله مثل أي سياسي آخر، ولكن ما يفعله الإعلام معه ليس نقدا في معظمه، بل حرب أيدولوجية موجّهة لعرقلة عمله والتشويش عليه، بعد أن فشل الديمقراطيين في عزله مرتين، وتظل مشكلة معظم المتابعين في أنهم يراقبون هجوم ترمب على الإعلام، دون أن ينظروا إلى الضفة الأخرى، أي حرب الإعلام عليه، منذ أن فاز بالرئاسة وحتى اليوم

كاتب الموضوع

فاطمة السروجي

0 تعليق على موضوع : ترامب والإعلام: لا تُصَالح!

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017