شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

إعلام أميركا... من بيتر جينينغز إلى دان ليمون!






هذه الأيام، يبدو المشهد الإعلامي في أميركا غير حقيقي، حيث الانحياز، الذي تجاوز حدود المنطق، ولئن كنت في الماضي الجميل تتابع إعلاميين أميركيين كبارا، مثل باتريك بوكانن، وبيتر جينينغز، ودان راذرز، وماري مكارثي، وجين كريمر، وهوارد كوسيل، وغيرهم من الأسماء اللامعة، التي تميزت بعمق الطرح والمهنية، فأنت حتما ستصاب بالإحباط، أيا كانت توجهاتك الفكرية والأيديولوجية.

وأصدقكم القول إنني لا أصدق ما أشاهد هذه الأيام، لدرجة أنني أتفحص وجوه مذيعي قنوات سي إن إن، وإم إس إن بي سي، لأتأكد أن المذيع جادّ في ما يقول، إذ يصعب أحيانا تصديق أن ما يجري حقيقي، وتشعر أحيانا بأنه تم تدريب المذيعين الكبار كقوة ناعمة تقود الجماهير الثائرة في الشوارع والساحات، اذ يبدو المذيع أحيانا كممثل بارع، أكثر منه وجه تلفزيوني ينقل الأحداث ويتساءل عنها مع ضيوفه، إذ غالبا يوجّه دفة الحوار إلى ما يريد، وسط تعاون غريب ومريب من معظم الضيوف.

الإعلاميون في الزمن الجميل، الذين ذكرت أسماء بعضهم بداية المقال، استطاعوا التألق بدعم من المنصات الإعلامية التي يعملون فيها، والتي كانت موضوعية إلى حد كبير، إذ لا يوجد إعلام محايد في أي زمان ومكان، ومع الاعتراف بحقيقة أن منصات الإعلام ذاتها أصبحت منحازة حاليا، وهذا بدوره يؤثر في أداء الإعلامي المنتمي، الذي لا يريد أن يخسر وظيفته، إلا أن الواقع يقول إن معظم الإعلاميين حاليا مؤدلجون حتى النخاع.

وهنا أتحدث عن مشاهير كبار، مثل كريستينا أمانبور، وأندرسون كوبر، وكريس كومو ودان ليمون في قناة سي إن إن، وريشال مادو، وكريس هيز في قناة إم إس إن بي سي، والمؤدلج لا يمكن أن يكون موضوعيا أو منطقيا، إذ بدلا من أن يناقش الفكرة كطرف محايد ومن دون موقف مسبق، تجده يفعل العكس، فيبدو إما مناصرا أو معارضا، وهذا ينطبق على منصات الإعلام المنحازة ضد دونالد ترامب، وعلى المنصات المنحازة له، مثل قناة فوكس نيوز.

بعد أن تم ترميز قضية مقتل جورج فلويد كأيقونة للتظاهر ضد العنصرية، قرّرت منصات الإعلام أن تنبش في الماضي، فبدأت تنشر فيديوهات لمواجهات قديمة بين السود والشرطة البيض، وكان هذا مقبولا بداية الأمر، لكن أن يتطور لدرجة عرض قضايا قديمة جدا، وتم إغلاق ملفاتها في حينه، أمر يدعو للريبة.

وذات مرة، عرض المذيع كريس كيمو أحد هذه الفيديوهات، ومثَّل حزنا في غير موقعه، حتى بدا لي، وأنا من أشد متابعيه ومعجبيه، أنه في مشهد تمثيلي خالص، فالحادثة لا تستحق معشار ذلك الغضب والحزن المفتعل، إذ كانت مجرد مواجهة عادية بين مواطن أسود وشرطي أبيض، وانتهت تقريبا بسلام، وقلت لنفسي إنه لا يمكن أن ينحدر المذيع المتميز كومو لهذا المستوى، إلا إذا كانت هناك أجندة تتطلب منه أن يفعل ذلك.

والخلاصة، أن زمن الإعلام الحر المحترف لم يعد له وجود، منذ أن فاز ترامب برئاسة أميركا، لكنني آمل أن يكون ذلك أمرا مؤقتا، ويعود الإعلام الأميركي كما عهدناه، موضوعيا ومهنيّا ولو في أدنى درجات الموضوعية والمهنية.

كاتب الموضوع

yasmin alqasem

0 تعليق على موضوع : إعلام أميركا... من بيتر جينينغز إلى دان ليمون!

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017