اليس مستغرباً أن يقول مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء مرتضى قرباني، الذي من المفترض أنه يتحدث بإسم الحكومة الإيرانية، "إنه في حال إرتكبت إسرائيل أصغر خطأ تجاه إيران فإننا سنسوي تل أبيب بالتراب..إنطلاقاً من لبنان" فأولاً لماذا الإنطلاق من لبنان..وثانياً إذا كانت إيران بالفعل قادرة على تسوية العاصمة الإسرائيلية بالتراب فلماذا يا ترى لا تبادر إلى هذا فوراً ومنذ الآن طالما أنها تعتبر أن دولة "العدو الصهيوني" التي تحتل القدس ومعظم فلسطين وهضبة الجولان أيضاً العدو الأكبر لها ولـ "أشقائها" العرب وللإسلام والمسلمين جميعهم وبلا إستثناء ولا دولة واحدة؟!.
ثم ولماذا يا ترى "الإنطلاق من لبنان" لـ"تسوية" تل أبيب بالتراب وليس من سوريا التي لها أرضاً محتلة والتي دأبت إسرائيل على إستهدافها بالغارات الجوية والقصف المدفعي وبدون أيِّ ردٍّ لا سوريٍّ ولا إيرانيٍّ وحتى ولا روسيٍّ وأيضاً ولا تركي على إعتبار أن رجب طيب أردوغان أصبح قائداً للتنظيم العالمي الإخواني وأنه بادر إلى ضم ليبيا إلى "إمبراطوريته" نظراً لأن فايز السراج من أصول عثمانية!!.
إن المعروف إن لبنان قد قام بواجبه وأكثر تجاه القضية الفلسطينية وأنه قد ذاق مرارة الإحتلال الإسرائيلي للجزء الجنوبي منه وأيضاً للعاصمة بيروت.. وقصر بعبدا الجمهوري نفسه وهذا بالإضافة للإستهدافات المتواصلة والغارات الجوية المتكررة وهكذا وفوق ذلك فإنه قد تحمل وزر المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وأشكالاتها ومشاكلها لإثنيْ عشر عاماً أي منذ عام 1970 وحتى عام 1982..وهذا يكفيه رغم أنه لا يزال يعتبر أن قضية فلسطين هي قضيته الرئيسية.
والسؤال الذي يجب توجيهه ليس إلى مستشار قائد الحرس الثوري اللواء مرتضى قرباني وإنما إلى "الولي الفقيه" علي خامنئي نفسه وأيضاً إلى الرئيس حسن روحاني:لماذا يا ترى تريد إيران "تسوية تل أبيب بالتراب إنطلاقاً من لبنان وليس سوريا"؟ فهل على أساس أن حسن نصر الله هو وكيلها في بلاد الأرز وإن ضاحية بيروت الجنوبية أصبحت "مستودعاً" لصواريخها التي تهدد الإسرائيليين.. بها وتسوية عاصمتهم بالتراب؟!.
أليس المفترض يا ترى أن تحرر إيران هضبة الجولان أولاًّ طالما أن لها كل هذه "الميليشيات" وكل هذه الجيوش الجرارة على الأراضي السورية وفي دمشق العاصمة نفسها، ثم تنطلق منها، أي من الهضبة السورية، وليس من لبنان لـ "تسوية تل أبيب بالتراب" وتحرر فلسطين السليبة ومن البحر وإلى النهر ..ألا يعرف علي خامنئي وحسن روحاني وقادة الحرس الثوري أن هذه الهضبة ذات الموقع الإستراتيجي الهام قد إحتلها الإسرائيليون في حرب عام 1967 ، وكان حافظ الأسد يومها وزيراً للدفاع، بدون أي قتال وأنهم قد إستكملوا إحتلال ما تبقى من أجزائها لاحقاً وأن هناك صمتاً مريباً تجاه إحتلالها وعلى مدى كل هذه السنوات الطويلة.. أي على مدى أكثر من نصف قرن بعامين!
0 تعليق على موضوع : وماذا عن "الجولان"؟ ! // صالح القلاب
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات