منع الاختلاط تكسُّب شعبوي .. ولغط يتجدَّد // بقلم : جواهر بنت الامير

منع الاختلاط تكسُّب شعبوي .. ولغط يتجدَّد AA أميرة بن طرف - مع بداية كل عام جامعي يتجدد الحديث عن قانون منع الاختلاط في الصروح الأكاديمية، وخلال اليومين الماضيين برزت مطالبات من قبل بعض النواب بضرورة الفصل بين الذكور والإناث في المباني الجامعية، مهددين بالمساءلة، لكن هذه المطالبات وصفتها مصادر مسؤول بأنها مستهلكة ومكررة وتصب في خانة «دغدغة المشاعر» من أجل التكسب الشعبي والانتخابي على حساب جودة التعلمي والميزانيات.

رغم ان المحكمة الدستورية قالت كلمتها، ورغم تأكيدات المسؤولين بسريان «فصل التعليم المشترك» فلا يزال «منع الاختلاط» ملفا يثير شهية الراغبين في الحديث عن قضايا شعبية تثير الرأي العام، ليطفو على السطح بين الحين والآخر، فخرجت في الآونة الاخيرة اصوات مطالبة بتطبيق القانون في جامعة الكويت، رغم انه مطبّق بالفعل.. لتثير هذه المطالبة المزيد من الاستغراب وعلامات الاستفهام حول جدوى هذا الحديث المكرر، في دولة كانت ـــ ولا تزال ـــ منارة في الانفتاح والتنوير.

يقي»، فلا يزال ساري المفعول، وفق ما أعلنه وزير التربية وزير التعليم العالي د.حامد العازمي صراحة بعدم الغاء قانون منع الاختلاط بعد صدور قانون الجامعات الحكومية في يوليو الماضي، بل ان ديباجة القانون الجديد نصت عليه، ورغم تأكيد الجداول الدراسية في جامعة الكويت على الالتزام بنص القانون، فهناك اصوات تشكك بتطبيقه. واكدت مصادر في الادارة الجامعية ان جامعة الكويت ملتزمة بتطبيق منع الاختلاط، سواء بمبانيها الحالية او في حرمها الج

 ديد في مدينة صباح السالم الجامعية، وفق ما نص عليه قانون 24 لسنة 1996 بشأن تنظيم التعليم العالي في الجامعة، ووفق حكم المحكمة الدستورية الصادر في 2015، الذي اكد انه يكفي لتطبيق قانون منع الاختلاط وضع أماكن خاصة للطالبات في قاعات الدرس نفسها، ونص كذلك ان القانون لم يشترط ان يكون «احتجابا تاما للطالبات عن الطلاب».

واكدت المصادر انه وبرغم نص القانون وحكم المحكمة الدستورية بوضع اماكن منفصلة للطلاب والطالبات بقاعة الدرس ذاتها، الا ان الجامعة تطرح مقرراتها في الشعب الدراسية منفصلة بعضها للذكور واخرى للاناث، الا في حالات نادرة تضطر لطرح شعب للجنسين في حال كانت الشعب الدراسية لمقررات تخرج، وعددها بسيط للغاية، مضيفة انه حتى في الشعب المنفصلة تلتزم الجامعة بنص القانون بتوفير اماكن منفصلة للطلاب والطالبات.
جامعة الشدادية 

واشارت المصادر الى ان ما جرى تشغيله في مباني الجامعة في حرم الشدادية هي المباني الجنوبية فقط، وهناك مبان شمالية منفصلة، متى ما جرى تشغيلها وفق الخطة الزمنية سيكون هناك توسع اكبر للجامعة في طرح المقررات، وقد يسهم الامر بانتقال شعب الذكور الى المباني الشمالية، وفقا لنسب الطلاب والطالبات في كل كلية، مشددة على ان الادارة الجامعية حريصة على تطبيق القانون ومراعاة العادات والتقاليد وما نصت عليه الشريعة السمحاء. إلى ذلك، استغربت المصادر افتعال هذه الأزمة مع انطلاقة كل عام جامعي، مشيرة إلى أنه كان من الأولى بحث الأولويات ومناقشة ما هو أهم مثل رفع مستوى التعليم الجامعي، وتحسين تصنيف جامعة الكويت في التقييمات العالمية، وتعزيز ميزانية البحث العلمي، بدلا من إثارة اللغط حول هذه القضايا الهامشية والفرعية، التي لا تعود بالنفع على مستقبل الأجيال. واستنكرت مصادر مسؤولة استمرار أعداء الانفتاح في إثارة المشكلات واللغط وافتعال الأزمات وعدم تطرقهم إلى المشكلات الحقيقية والأولويات والمقترحات الهادفة إلى التنمية والتطوير

مقترحات نيابية جديدة 

برلمانياً، يبدو دور الانعقاد المقبل، محملا بمزيد من النقاشات بشأن قانون منع الاختلاط، فما ان صدر قانون الجامعات الحكومية في يوليو الماضي، حتى تقدمت مجموعتان من النواب بمقترحين منفصلين، لتكييف قانون منع الاختلاط الحالي مع الوضع التعليمي الجديد الذي سيوفره قانون الجامعات الحكومية، انطلاقا من كون القانون الحالي يسري على جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب فقط. فقد نص المقترح الاول على وضع مبان وقاعات دراسة منفصلة ومستقلة للطالبات ومنع الاختلاط في المختبرات والمكتبات والانشطة والخدمات التربوية والادارية والمرافق الاخرى، بينما نص الآخر على وضع اماكن خاصة للطالبات في المباني وقاعات الدراسة والمختبرات والمكتبات والانشطة والخدمات التربوية والادارية وجميع المرافق.

طلبة جامعيون: لتشكيك في أخلاقنا مرفوض

 رفضت مجموعة من الطلبة تكرار الحديث عن منع الاختلاط، مؤكدين أن هذا الأمر يشوبه العديد من التشكيك في طبيعة العلاقة بين الطلاب والطالبات في الحرم الجامعي، مؤكدين ان الحرم مكان مقدّس والطلبة يحترمون حدود وطبيعة علاقاتهم مع بعضهم. حيث بينت الطالبة بكلية العلوم الادارية سارة الناصر ان الهدف من ارتياد الجامعة هو تحصيل العلم، ولا يعنيها ان كانت تدرس بقاعة منفصلة عن الذكور ام لا، حيث ان العلاقة التي تربط الطلاب بالطالبات علاقة زمالة مبنية على الاحترام المتبادل، مؤكدة رفضها للتشكيك بأخلاقيات الطلبة عبر تكرار الحديث عن ضرورة فصلهم بمبان مختلفة وكأن وجودهم في مبنى واحد يثير أزمة. 

بدوره بين الطالب بكلية الاداب احمد حسن، ان القاعات الدراسية منفصلة بالفعل بين الطلاب والطالبات، مؤكدا ان بعض العبارات التي تأتي مرفوقة بمطالبات منع الاختلاط بالجامعة تحمل تشكيكا بأخلاقيات الطلبة، مؤكدا ان الجامعة مكان علم، فضلا عن وجود اعضاء هيئة التدريس والاداريين وافراد الامن بكل المرافق الجامعية، ما يضمن خلو المباني من اي ممارسات تضر العملية التعليمية. من جانبها رفضت الطالبة مريم عبدالله ما يثار من تشكيك بأخلاقيات الطلبة، لافتة الى ان طلبة الجامعة هم نخبة الشباب الكويتي الواعي والمؤهل للتحصيل العلمي. وتساءلت: ما جدوى الحديث عن منع الاختلاط؟ فجهات الدولة يعمل فيها الموظفون بجانب الموظفات بلا أدنى مشكلات أو حساسية، كما أن كل قطاعات الأعمال يتجاور فيها الرجال مع النساء، وكذا الحال لدى مراجعة الجهات الحكومية.

للمزيد: https://alqabas.com/article/5707585