تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بأنّ الحزب سيردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، التي تمّ تنفيذها ضدّ منشأة للحزب في عقربا، جنوب دمشق، بالتزامن مع إسقاط طائرتين إسرائيليتين مسيَّرتين، تمكّنتا من الوصول إلى عقر دار حزب الله ومواقعه المحصنة في الضاحية الجنوبية ببيروت، الأسبوع الماضي، كانت موضوعاً لجدالات في أوساط اللبنانيين والإسرائيليين، وفي أوساط إقليمية ودولية، تستند إلى مقولات إنّ الحزب وإسرائيل ليسا بوارد خوض معركة كبيرة في هذه المرحلة، لحسابات خاصّة بالحزب، وبالنسبة إلى إسرائيل أيضاً، وقد أكّد نصر الله ذلك في أول خطاب له ردّاً على العمليتين، إلا أنّه، وفي خطابه الثاني؛ أكّد أنّ حزب الله سيردّ على الضربات الإسرائيلية ومن لبنان.
طبيعة العملية وحدودها وحجم الأسلحة المستخدمة فيها ألقت ظلالاً عميقة من الشكوك حولها والتسريبات التي تقول إنّها منسقة
أمس، نفّذ الحزب تهديده بعملية لا ترقى لوصفها بأنّها معركة، ولا تؤسس لحرب شاملة، وكانت مؤشرات عديدة قد أكّدت أنّها ستكون محدودة، توازي الضربة الإسرائيلية فقط، تمثلت بإطلاق عدد محدود جداً من الصواريخ التقليدية ضدّ آلية عسكرية إسرائيلية، سرعان ما أعلنت إسرائيلاعترافها بذلك، مؤكّدة عدم وجود إصابات في جنودها، فيما أعلن الحزب قتل وإصابة من فيها، وبالمقابل ردّت إسرائيل بإطلاق 100 قذيفة صاروخية على الجنوب اللبناني، أثارت موجة من الهلع، والهجرة إلى الشمال، دون الإعلان عن إصابات في أوساط اللبنانيين.
اقرأ أيضاً: اشتباك بين حزب الله وإسرائيل: تصعيد عسكري أم ردٌّ لحفظ ماء الوجه؟
طبيعة العملية وحدودها وحجم الأسلحة المستخدمة فيها، والمدّة الزمنية التي استغرقتها "أقلّ من ساعة"، ألقت ظلالاً عميقة من الشكوك حولها، والتسريبات التي تقول إنّها "منسقة" و"متَّفق" على تفاصيلها بين الجانبين تبدو واقعية؛ فقد أكّد نصر الله تفاصيل العملية، وأهمّها أنّها لن تكون من مزارع "شبعا"؛ بل من جنوب لبنان، وأنّ قرار الردّ تمّ اتّخاذه، وأنّه بيد التنفيذيين الآن، وسيكون محدوداً يوازي الهجوم الإسرائيلي، وهو ما مكّن إسرائيل من اتخاذ كافة الإجراءات العسكرية والأمنية الاحتياطية، للتعامل مع تلك الضربة واستيعابها، فيما كانت حالة الذعر في إسرائيل محدودة جداً، عبّرت عنها "لغة الجسد" لنتنياهو في مؤتمره الصحفي بعد العملية، وما أعقبه من إعلان إنهاء حالة الطوارئ، في القرى والبلدات المتاخمة للحدود مع لبنان.
يبدو أنّ العملية المحدودة التي جرت أمس، ارتبطت بمرجعيَّتين أساسيَّتين: الأولى: مرتبطة بالبعد الداخلي لكلّ من حزب الله ونتنياهو، والثانية: وهي الأهم، مرتبطة بسياقات التطورات الإقليمية، وتحديداً النزاع الإيراني –الأمريكي في منطقة الخليج، وتطوّرات الملف الإيراني.
طبيعة العملية وحدودها وحجم الأسلحة المستخدمة فيها، والمدّة الزمنية التي استغرقتها "أقلّ من ساعة"، ألقت ظلالاً عميقة من الشكوك حولها، والتسريبات التي تقول إنّها "منسقة" و"متَّفق" على تفاصيلها بين الجانبين تبدو واقعية؛ فقد أكّد نصر الله تفاصيل العملية، وأهمّها أنّها لن تكون من مزارع "شبعا"؛ بل من جنوب لبنان، وأنّ قرار الردّ تمّ اتّخاذه، وأنّه بيد التنفيذيين الآن، وسيكون محدوداً يوازي الهجوم الإسرائيلي، وهو ما مكّن إسرائيل من اتخاذ كافة الإجراءات العسكرية والأمنية الاحتياطية، للتعامل مع تلك الضربة واستيعابها، فيما كانت حالة الذعر في إسرائيل محدودة جداً، عبّرت عنها "لغة الجسد" لنتنياهو في مؤتمره الصحفي بعد العملية، وما أعقبه من إعلان إنهاء حالة الطوارئ، في القرى والبلدات المتاخمة للحدود مع لبنان.
يبدو أنّ العملية المحدودة التي جرت أمس، ارتبطت بمرجعيَّتين أساسيَّتين: الأولى: مرتبطة بالبعد الداخلي لكلّ من حزب الله ونتنياهو، والثانية: وهي الأهم، مرتبطة بسياقات التطورات الإقليمية، وتحديداً النزاع الإيراني –الأمريكي في منطقة الخليج، وتطوّرات الملف الإيراني.
اقرأ أيضاً: تفاصيل ما حدث أمس بين حزب الله وإسرائيل
فعلى صعيد المرجعية الأولى؛ يبدو أنّ حزب الله في حاجة إلى مثل هذه العملية في الداخل اللبناني، بعد خساراته وعزلته، وعودته من الحرب في سوريا، والتي شارك فيها بأوامر إيرانية، وعلى أسس طائفية، أفقدته شعبيته التي تحققت في حرب تموز، عام 2006 ، والتي يواجه نصر الله بسببها معضلة في الإجابة عن أسئلة ذوي قتلى الحزب في سوريا، إضافة لتفاقم خلافاته مع الطيف السياسياللبناني، وقد تعامل الحزب مع رفض الرئاسات اللبنانية الثلاث للاستهداف الإسرائيلي لـ"لبنان"، بوصفه نصراً تحقق للحزب، فيما يبدو أنّ نتنياهو استدعى تلك الضربة لحسابات "حزبية ضيقة"، معتقداً أنّها ستسهم في زيادة عوامل نجاحه في الانتخابات الإسرائيلية هذا الشهر، بعد مؤشرات عديدة تدلّ مخرجاتها على أنّ فرص "العسكر" أصبحت أقوى من فرصته بالفوز بهذه الانتخابات.
فعلى صعيد المرجعية الأولى؛ يبدو أنّ حزب الله في حاجة إلى مثل هذه العملية في الداخل اللبناني، بعد خساراته وعزلته، وعودته من الحرب في سوريا، والتي شارك فيها بأوامر إيرانية، وعلى أسس طائفية، أفقدته شعبيته التي تحققت في حرب تموز، عام 2006 ، والتي يواجه نصر الله بسببها معضلة في الإجابة عن أسئلة ذوي قتلى الحزب في سوريا، إضافة لتفاقم خلافاته مع الطيف السياسياللبناني، وقد تعامل الحزب مع رفض الرئاسات اللبنانية الثلاث للاستهداف الإسرائيلي لـ"لبنان"، بوصفه نصراً تحقق للحزب، فيما يبدو أنّ نتنياهو استدعى تلك الضربة لحسابات "حزبية ضيقة"، معتقداً أنّها ستسهم في زيادة عوامل نجاحه في الانتخابات الإسرائيلية هذا الشهر، بعد مؤشرات عديدة تدلّ مخرجاتها على أنّ فرص "العسكر" أصبحت أقوى من فرصته بالفوز بهذه الانتخابات.
العملية جاءت لتؤكد أنّ حزب الله ليس أداة إيرانية فقط بل وسيتم استخدامه بالوقت المناسب بما يحقق أهداف طهران
أمّا المرجعية الثانية، المرتبطة بالسياقات الإقليمية وتطورات "النزاع" الإيراني-الأمريكي؛ فمن غير الممكن فصل عملية حزب الله عن المفاوضات الإيرانية- الأمريكية، والمراحل المتقدمة التي وصلت إليها، عبر الوساطة الفرنسية؛ فالعملية جاءت لتؤكد أنّ حزب الله ليس أداة إيرانية فقط، بل وسيتم استخدامه بالوقت المناسب بما يحقق الأهداف الإيرانية، تلك المفاوضات التي يبدو أنّها قطعت أشواطاً طويلة، أنجزت اتفاقاً حول الملفين النووي والصاروخي الإيرانيين، ودخلت بعمق في القضية الثالثة، وهي الأهم، ممثلة بالدور الإقليمي لإيران، ودعم وكلائها، وهو ما يفسّر الضربات التي يتعرض لها الحشد الشعبي بالعراق، وحزب الله في لبنان وسوريا، والتطورات في اليمن، والتي تؤشر كلها لحلول، يتمّ الترتيب لها، تسبق اللقاء المرتقَب بين الرئيسَين ترامب وحسن روحاني، الذي تمّ التمهيد له بالزيارة "المفاجئة" لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على هامش قمة السبع في فرنسا.
من غير المرجَّح أن تتجاوز عملية حزب الله الحدود التي تمّت بها، بأن تتطور إلى حرب شاملة، على غرار حرب تموز؛ فلا يتطلع حزب الله، ولا نتنياهو، لأن تكون أكثر من ذلك، ولعلّ ما فات حزب الله ونتنياهو، أنّ هناك رسالة أمريكية- إيرانية، بأنّ قرار الحرب والسلم ليس في الضاحية الجنوبية، ولا في تل أبيب، بل بين طهران وواشنطن.
من غير المرجَّح أن تتجاوز عملية حزب الله الحدود التي تمّت بها، بأن تتطور إلى حرب شاملة، على غرار حرب تموز؛ فلا يتطلع حزب الله، ولا نتنياهو، لأن تكون أكثر من ذلك، ولعلّ ما فات حزب الله ونتنياهو، أنّ هناك رسالة أمريكية- إيرانية، بأنّ قرار الحرب والسلم ليس في الضاحية الجنوبية، ولا في تل أبيب، بل بين طهران وواشنطن.
0 تعليق على موضوع : حزب الله.. ضربة محسوبة نُسجت خيوطها في طهران وواشنطن
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات