ما فعلته الضغوط الاميركية منذ بداية عهد ترامب وبعد الانسحاب من الاتفاق النووي وتنفيذ الوجبة الاولى من العقوبات الاميركية، في كفة، وما ستفعله الوجبة الثانية من العقوبات الجديدة، في كفة ثانية.
منذ إسدال الستار على عهد الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما والشروع في عهد الرئيس الحالي ترامب، إنتقل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من عصر يمكن اعتباره الذهبي في علاقاته مع الولايات المتحدة، الى عصر يمكن إعتباره الأسوأ في مجال هذه العلاقات، وإن ما جرى لهذا النظام منذ دخول ترامب للبيت الابيض وحتى يومنا هذا، أشبه ما تكون بسلسلة كوابيس تتجه من السيئ الى الاسوأ فصاعدا.
الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة 5+1 مع طهران وما أعقبه من فرض العقوبات الاميركية التي تم تفعيل الوجبة الاولى منها في بدايات أغسطس/آب المنصرم، ومن المزمع تطبيق الوجبة الثانية في 4 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، والتي هي الاقوى والاكثر تأثيرا سلبيا على إيران، والذي نود أن نقوله هنا، إن ما فعلته الضغوط الاميركية منذ بداية عهد ترامب وبعد الانسحاب من الاتفاق النووي وتنفيذ الوجبة الاولى من العقوبات الاميركية، كلها في كفة، وما ستفعله الوجبة الثانية من العقوبات بعد تنفيذها في 15 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، في كفة ثانية، خصوصا وإن كل ما قد بذلته طهران من أجل أن تفرغ أو تخفف من تأثير الوجبة الثانية من العقوبات، لا يبدو إنها قد نفعت بشيء لحد الان، وهو ما يرفع من درجة قلق وخوف النظام.
الضغوط الداخلية القوية التي تعرض ويتعرض لها النظام في إيران منذ بدايات عام 2017، والتي توجت بإنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول الماضي، وما أعقبتها من إحتجاجات لا زالت مستمرة لحد الان والتي لا يتمكن من السيطرة عليها رغم إستخدامه مختلف الطرق والاساليب، من الممكن جدا أن تتضاعف كثيرا وتذهب بعيدا جدا، خصوصا وإن النظام قد أعلن بصريح العبارة من إنه ليس مستعدا لدعم معاناة الشعب بما يملك من إحتياطي من العملة الصعبة، ولا ريب من إن ذلك لن يمر على النظام بسلام ولاسيما وإن الشعب قد أعلن خلال تحركاته الاحتجاجية المختلفة من إن المواجهة القائمة مع الولايات المتحدة شأن لا يعنيه، بل وحتى إنه قد أعلن خلال شعاره المشهور الذي تم ترديده بصورة ملفتة للنظر "عدونا هنا أمامنا وليس في أميركا"، أي إنه يقول بأن عدوه هو النظام دون غيره، ولهذا فإن الذي يجب توقعه وإنتظاره من بعد تفعيل الوجبة الثانية من العقوبات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، حدوث أحداث وتطورات داخلية قد تكون غير مسبوقة وحتى لا تخطر على بال النظام، إذ أن الشعب غير مستعد لكي يبقى واقفا ومكتوف الايدي وهو يرى النظام إحتياطيه من العملة الصعبة لخدمة أهدافه الخاصة وإن الذي لا شك فيه هو أن هناك أيام صعبة جدا تنتظر طهران بعد التأريخ أعلاه!
0 تعليق على موضوع : 4 نوفمبر / بقلم : منى سالم الجبوري
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات