الجنوب الى اين ...؟ بقلم : م.مقبل ناجي مسعد
تزاد الامور في الجنوب تشابكاً وتعقيداً وتزداد الاوضاع سوءاً في كل المجالات واصبحت الحياه المعيشيه للناس لاتطاق ووصلت الامور الى ذروتها ،ماذا بعد كل هذا؟ ولماذا هذا العقاب الجماعي لكل ابناء الجنوب؟
لا أحد يستطيع ان ينكر دور المملكه العربيه السعوديه وتدخلها في الشمال والجنوب ،ففي ستينيات القرن الماضي تدخلت لمنع قيام الجمهوريه في اليمن ونجحت في ذلك وجعلتها جمهوريه بلباس إمامي ،وكذلك دعمت كل المناهضين للنظام في الجنوب في الجنوب وتوجت ذلك بحرب البلق والوديعه مع فرض حصار اقتصادي على الجنوب استمر لسنوات عديده،وفي عام 2011م تدخلت لمنع التغيير في صنعاء واحتوائه عبر المبادره الخليجيه ومانتج عنها من مخرجات كان الهدف من تلك المخرجات ان تصل بالاوضاع الى الحرب وليس إلى السلم.
وفي مارس 2015م تدخلت السعوديه بشكل مباشر تحت مسمى عاصفة الحزم واعلنت قيام التحالف العربي بقيادة السعوديه لدعم ،،الشرعيه،، وتنفيذ مخرجات الحوار بهدف قيام اليمن ،،الاتحادي،، بإقاليمه السته ،وعودة ،،الشرعيه،، وغير ذلك من الاهداف التي اعلنها وزير الخارجيه السعودي من واشنطن في اليوم الاول لبداية الحرب ،وكان الهدف من هذه الحرب هو ضرب القوى المانعه لقيام اليمن الاتحادي وهما قوتين اساسيتين :
*الحوثيين ومن تحالف معهم في الشمال والرافضين لقيام اليمن الاتحادي والذي تم ادخاله من ضمن مخرجات الحوار دون موافقة اغلب المشاركين في حوار صنعاء.
*الحراك الجنوبي في الجنوب والذي يطالب بإستعادة دولته المستقله.
وتنفيذا لذلك تم تهريب الرئيس هادي من صنعاء الى عدن بهدف احتواء الحراك وتغيير أولوياته وتوظيفه في نفس مشروع التحالف التي تقوده ،،الشرعيه،، وإلى جانب الرئيس هادي دولة الامارات العربيه المتحده ونجحا في ذلك وتمكنا من ،،تحرير ،،العاصمه عدن والعديد من المناطق الجنوبيه وعندما حاول الجنوبيين اقامة سلطتهم في المناطق ،،المحرره،، بعد تحريرها وفي ظل غياب تام لدولة الاحتلال بشقيها ،،الشرعي ،،و،،الانقلابي،، هدد التحالف بضربهم واعتبارهم متمردين مثلهم مثل الحوثيين معللين ذلك إن شيئاً كهذا سوف يؤثر على مسار الحرب وتحالفاتها وإن الأولوية هي ازاحة الانقلابيين وإستئصالهم ، بينما تولت السعوديه وبقية دول التحالف ضرب الطرف الاخر ولم يحققوا النجاح المطلوب
فالحرب لازالت مستمره حتى يومنا هذا ولم تحقق الاهداف التي قامت من اجلها وما كان مأمولاً منها وهذا هو السبب الرئيسي لفشل مشاورات جنيف بغض النظر عن من حضر او لم يحضر فالتحالف لازال مراهن على الحل العسكري وبالتالي فالحرب سوف تستمر وربما لسنوات قادمة كل هذا كان بتخطيط واشراف الراعي الامريكي صاحب المشروع الاصلي في المنطقه كلها والهادف لتفتيت المنطقه وتجزئتها واعادة رسم خرائطها بما يتناسب مع مصالحها واليمن يدخل ضمن هذا المخطط تحت مسمى الشروع بقيام اليمن،،الاتحادي،، او بحسب المفهوم الامريكي الانتقال من المركزيه الى اللامركزيه وتحت هذا العنوان يتم تمزيق الجنوب والشمال الى دويلات عديده متناحره وغير مستقره لعشرات السنين وربما اكثر يتم خلالها السيطره على الثروه ونهبها هي وحلفائها المحليين والاقليميين والثروه هي بيت القصيد في هذه الحرب المشتعله في المنطقه كلها ،وقد اشرنا لذلك في مناسبات عديده ومنذو اكثر من عامين.
اردنا من خلال استرسالنا هذا التذكير بإهم المحطات التي مررنا بها والى اين وصلنا؟
وماذا بعد؟ وماهي الدروس والعبر الذي استخلصناها وخرجنا بها ؟ وهل عودة الاحتجاجات والخروج الى الشارع من جديد قد عاد القضيه الجنوبيه الى المربع الاول؟ وماهي الخيارات المتاحه لدينا الان وفي هذا الظرف الدقيق؟
نحن اليوم في مأزق صعب ولا احد يستطيع التنبؤ او التكهن بما تسفر عنه التطورات والاحداث في الايام القادمه .
وامامنا ثلاثه خيارات لارابع لها بحسب تقديري وهي: #الخيار_الاول: ان يتم تشكيل سلطه انتقاليه في المراكز والمديريات والمحافظات وتشكيل حكومة وحده وطنيه والسيطره على الجنوب كاملاً وعلى جميع المنافذ البريه والبحريه والجويه وعلى جميع الموارد الاقتصاديه واختيار شخصيات نزيهه ونظيفة بقدر المستطاع ولديها الخبره والكفاءة في ادارة شؤون الناس والحفاظ على المصالح الخاصه وماتبقئ من المصالح العامه والاهم ومن ذلك الحفاظ على ارواح واعراض الناس مع مخاطبة شعب الجنوب اولاً واشعاره بشفافيه وصدق بكل الاحداث والتطورات اولاً بإول فبدون الالتفاف الشعبي حول هذا الهدف لايمكن تحقيق اي نجاح ،مع مخاطبة دول التحالف العربي وإبلاغهم اننا لازلنا معهم في نفس التحالف ونفس الخندق وما يضرهم يضرنا وامنهم من امننا ونحن رافداً جديداً لهم وعامل قوة لهم وللاقليم وجنوب اليوم ليس جنوب الامس ، كذلك يتم ابلاغ الدول الكبرى بشكل مباشر وليس عبر وكلائها في المنطقه ومخاطبتهم بلغة المصالح والارقام وليس بلغة المبادئ والسياده ،فلا توجد اليوم دوله ذات سياده في المنطقه كلها ، وتبديد مخاوفهم وطمأنتهم على مصالحهم والحفاظ عليها واننا شركاء لهم في مكافحة الارهاب وامن واستقرار المنطقه مع التزامنا في كل الاتفاقيات والمعاهدات وغير ذلك من الامور المتعارف عليها في العلاقات الدولية.
آخذين في الاعتبار أسوأ الاحتمالات عند تنفيذ ذلك ،بما في ذلك مواجهة الجميع بمافيها المواجهه المباشره مع دول التحالف العربي ،أما عبر ،،الشرعيه،، او ادواتها الاخرى التي اصبحت منتشره في كل مكان .
فإذا كان لدينا القدره على ذلك فلا يجب الانتظار ،فالذي يمكن تحقيقه اليوم يصعب الحصول عليه غداً ولايمكن تحقيق هذا الهدف بدون اي ثمن رغم كل ماقدم ابناء الجنوب من تضحيات جسام في سبيل ذلك. #الخيار_الثاني: ان نستمر مع التحالف وفقاً للوضع الحالي ونستمر في القتال في العمق اليمني الى جانب ،،شرعية علي محسن،، المغلفه بقناع جنوبي والمدعومه من التحالف والتي أولوياتها هزيمة واستئصال ،،الحوثيين وحلفائهم،، وبعدها ننتظر مايحدث ونحاور كل الاطراف لحل قضيتنا، علماً ان ،،الشرعيه،، تعتبر ان القضيه الجنوبيه قد تم حلها حلاً عادلاً بموجب مخرجات حوار صنعاء وارسلت رساله بهذا الخصوص للمبعوث الدولي الحالي الخاص باليمن مؤكده ذلك وجود ثلاثه اشخاص من الحراك الجنوبي ضمن وفدها المشارك في مشاورات جنيف كتأكيداً لذلك. #الخيار_الثالث: وهو مقاومة ،،الشرعيه،، المدعومه من التحالف العربي ومشروعها المتمثل في ،،اليمن الاتحادي،، واعتبار ذلك أولويه قصوى لان نجاح هذا المشروع يعني نهايه للجميع ،للجنوب وللشمال ،فالهدف تمزيق الكل الى دويلات متعدده متناحره ومتصارعه جهوياً ومذهبياً وطائفياً ونجاح مشروع كهذا كارثه للجميع ،لذلك يجب التقاط دعوة السيد عبدالملك الحوثي التي اطلقها امس الأول والدخول في حوار مباشر معهم اذا كان في ذلك مصلحه جنوبيه ،مع تغيير الاولويات واعتبار هزيمة مشروع ،،الشرعيه،، هو الاولويه وبعد ذلك ننتظر مايحدث ونحاور كل الاطراف لحل قضيتنا ،علماً ان الحوثيين وحلفائهم لايختلفون عن الشرعيه نهائياً، فكليهما خرجا من مشكاةً واحده وكليهما لايعترفان للجنوبيين بإي شيئ ،والحوثيين وحلفائهم ارسلوا ثلاثه اشخاص ضمن وفدهم الذي كان سيشارك في حوار جنيف معتبرين هولاء الاشخاص يمثلون الحراك الجنوبي الحقيقي ،اي ان نظرتهم للقضيه الجنوبيه لاتختلف عن نظرة خصومهم في الشرعيه ،،فالشرعيه،، والانقلابيين،، وجهيين لعمله واحده ولافرق بين هذا وذاك.
من يرى ان هناك خيارات اخرى لدى الجنوبيين، ينورنا ويوافينا بها لعلى وعسى تصل جميعها لاصحاب القرار للاطلاع عليها والاستفاده منها وهذا مانأمله ونتمناه
والله من وراء القصد
م.مقبل ناجي مسعد




0 تعليق على موضوع : الجنوب الى اين ...؟ بقلم : م.مقبل ناجي مسعد
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات