لماذا باتوا يكرهون الفلسطينيين؟
بقلم : نادا عيلبوني
!تتصاعد في وسائل التواصل الاجتماعي ،كما في بعض المنابر الاعلامية ، نبرة عداء واضحة اتجاه الفلسطينيين وقضيتهم، لدرجة وصل فيها البعض ، ومنهم اعلاميون معروفون ،اعلان تعاطفه الصريح مع اسرائيل ، واعتبار ما تقوم به من جرائم بحق الفلسطينيين، دفاعا عن النفس وحق من حقوقها، بينما قام البعض الاخر بالدفاع عن حق اسرائيل في فلسطين واعتبار الفلسطينيين محتلين!
دعونا نخرج قليلا من باب ردود الفعل العاطفية ، وتلك النرجسية الفلسطينية التي تمنعنا من رؤية الواقع ، وتمنعنا من رؤية الاخر ، لنرى اذا ما كنا نتحمل مسؤولية ذلك العداء المتصاعد والمعلن!
دعونا نخرج قليلا من باب ردود الفعل العاطفية ، وتلك النرجسية الفلسطينية التي تمنعنا من رؤية الواقع ، وتمنعنا من رؤية الاخر ، لنرى اذا ما كنا نتحمل مسؤولية ذلك العداء المتصاعد والمعلن!
في اعتقادي، ان سبب تلك الروح العدائية الجديدة سببها الخطاب السياسي الفلسطيني الذي يعتبر اصحابه ان قضيتهم اهم من كل قضايا المنطقة وقضايا شعوبها !
تجليات هذا الخطاب، ظهرت وتظهر بوضوح في تصريحات السياسيين الفلسطينيين كل يوم ، كما تتجلى في سلوك كل التنظيمات الفلسطينية التي وقفت جميعها، دون استثناء، ضد ثورات شعوب المنطقة، واعتبرت مطالبها بالحرية والكرامة مؤامرة على الفلسطينيين وقضيتهم ، ووقفت دون اي حياءمع الانظمة التي بطشت بتلك الشعوب واعتبرت بطشها هذا دفاعا عن فلسطين وقضيتها،(سوريا مثالا)!
تلك النرجسية الفلسطينية ،التي يضع اصحابها انفسهم ، فوق الجميع ، وفوق الامهم ، وفوق مصالحهم ،وتستهين بمعاناة الشعوب وعذاباتها، لا بد وان تقابل بنكران مماثل، فالاعتراف، اي اعتراف، لا بد وان يكون متبادلا كي يستقيم، فعندما تنكرني وتنكر عذاباتي وتثني على مسببها ، فإنك تضطرني بالمقابل الى أنكرك وانكر قضيتك!
الامر الثاني باعتقادي لظاهرة العداء للفلسطينيين وقضيتهم ، هو شعور شعوب المنطقة ان الانظمة العربية استغلت تلك القضية بالذات للجمها وقهرها واعتبار اية معارضة مشروعة لها ، هو خدمة لاسرائيل ومؤامرة يجب القضاء عليها، الامر الذي اخر كثيرا مسيرة تلك الشعوب وسيرها نحو التنمية والحداثة، وفاقم هذا الامر ان الفلسطينيين صادقوا ويصادقون على تلك الادعاءات في خطابهم السياسي اليومي ، برغم انكشاف تلك الادعاءات ، وبرغم ما تعرض له الفلسطينيون من مذابح على يد تلك الانظمة بالذات تحت ستار الدفاع عن القضية الفلسطينية!
الشيء الاخر الذي ساهم في تأجيج هذا العداء، تعرض بعض شعوب المنطقة من قبل انظمتها ، للتشريد والقتل الذي فاق وتفوق في بعض صوره ومشاهده كل ما تعرض له الفلسطينيون على يد الاحتلال الاسرائيلي، بحيث باتت صور عذابات الفلسطينيين شيء لا يكاد يذكر امام ما تعرضوا ويتعرضون له من فتك وقتل وتشريد على يد انظمتهم ، ومع ذلك جرى ، ويجري الاستخفاف بهم وبعذاباتهم من قبل الفلسطينيين وقياداتهم السياسية!
ما يجب ان يدركه الفلسطينيون ، وقبل ان يتحولوا الى منبوذين والى يهود المنطقة ،هو ان الاستمرار على هذا النحو من النرجسية ،كما الاستمرار في ذلك التعالي والاستخفاف بعذابات ومطالب تلك الشعوب ، واتهامها اذا ما ثارت بالتآمر على القضية الفلسطينية ، والتآمر على اوطانها ،وكذلك الانحياز الدائم الى جانب الانظمة القمعية المجرمة ، لا بد وان يولد الكراهية والاحقاد ، ولنا ان نختار في اي الطريقين نسير
0 تعليق على موضوع : ماذا باتوا يكرهون الفلسطينيين؟ بقلم : نادا عيلبوني
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات