ما هي اسس السياسة الخارجية الامريكية

د. ندى الغاد 

السياسة الخارجية الأمريكية اليوم، تقوم على تسلسل هرمي واضح لأولويات الولايات المتحدة داخل النظام الدولي وفي كل منطقة على مستوى العالم على حدٍّ سواءأو على الأقل تلك التي تقع تحت إشراف النظام مباشرةً
(. وفي كلا المجالين )على الصعيدين الدولي والإقليمي تحديداً
وتتضمن هذه السياسة ضرورة التمييز بين الأولويات الأولية والثانوية، وينبغي ألا تَنتَزِع المصالح الثانوية في مجال واحد أو أن تكون لها الأسبقية على حساب المصالح الأولية في المجال الآخر.
وقد تكون إحدى الأولويات الأولية في النظام الدولي متمثلةً في تجنب الإذلال المباشر لقوة عظمى أخرى في موطنها. كما قد تكون هذه الأولوية ذات أهمية قصوى ولم تكن لتكون تابعة إلا إذا تعارضت مع مصلحة أمريكية أولية (دولياً أو في منطقة معينة). ومثلا من شأن التوتّرات مع الصين حول الحكم الذاتى لتايوان أن تضع الأولويات
الأمريكية الأولية فى آسيا مقابل الأولويات الأولية للحفاظ على ترابط النظام الدوليّ، وفى هذه الحالة يجب أن تكون الأسبقية للأولويات الأمريكية الأولية.
وهناك استثناءات قاعرة تفرضها وقائع قاهرة .

الراي العام

السياسة الداخلية والرأي العام أمراً حيوياً في الولايات المتحدة و يحتل صدارة الاهتمامات وهذا لأن القادة في الدول الديمقراطية يستسلمون لإغراء الضغوط الداخلية
ومن المُسلَم به أنه إذا تبين أن رئيساً أمريكياً يتعاون مع مستبدين وحشيين أو يذعن لهم سيجعله هذا يبدو سيئاً من منظور الأمريكيون كأولويات ثانوية،
وعلى الرغم من أن القادة المُنتخَبين ديموقراطياً لا يسعهم تجاهل الرأي العام، فإن هؤلاء القادة أيضاً ينبغي ألا يصبحوا أبداً عبيداً لهذا الرأي إذا كانوا يتطلعون إلى بناء نظامٍ دُوَلِيٍّ واستدامته على أساسٍ من التشاور والإجماع بين القوى العظمى
وعوضاً عن ذلك، يجب أن يعترف القادة بأن الرأي العام سيبالغ دائماً تقريباً في تقدير المكاسب ويُقلل من شأن الحل الوسط وبناء علاقات طويلة الأمد مع النُخب الأجنبية وقد مثَّل هذا مُشكلةً للولايات المتحدة من قَبل عدة مرات
وتنص استراتيجيات السياسة الخارجية على القادة الأمريكيين الراغبين في السعي لرؤية مُتضافِرة للنظام الدولي اليوم أن يعوا ضرورة الشروع إما في حملةٍ عامةٍ مُستدامَةٍ لكسب وِدِّ الجماهير لمواقف السياسات اللازمة لتحقيق رؤية كهذه أو إيجاد طريقة لحماية الجمهور الأمريكي والمداولات الداخلية المُتضافِرة من بعضها البعض.

التعاون

و ينبغي للرئيس أن يثق بأن الإخفاق في تفادي حدوث فوضى أو كارثة مستقبلية لمجرد عدم رغبته في العمل مع منافسين محتملين سيجلعه يبدو أكثر سوءاً على المدى الطويل ويتعين على صانعي السياسات الأمريكيين الذين يلتزمون باستراتيجية تعاونٍ مُستدامٍ بين القوى العظمى أن يعوا أنهم سيعانون حتماً من بعض التكاليف السياسية الداخلية، وهو ثمنٌ ينبغي أن يكون القادة مستعدين لدفعه من أجل حوكمةٍ مُتضافِرةٍ للقوة العظمى.
وعلى صانعي السياسة الأمريكيين الالتزام باستراتيجية أساسية تتسم بالتعقّل من خلال ضبط النفس الدبلوماسي . ويشمل ذلك ضبط النفس في منح القوى الصاعدة مزيداً من الاعتبار بما يتناسب مع قوتها المادية المتزايدة؛ وضبط النفس من حيث الاقتناع بالمعايير الإجرائية بدلاً من التي هي موضوعية كأساس لتعاون قوى عظمى؛ وضبط النفس في الاعتراف بعدم اعتبار كل المصالح الأمريكية أولوية أولية،

وأن إلحاق الأولويات الثانوية بترابط القوى العظمى غالباً ما يكون بمثابة استراتيجية طويلة الأمد جديرة بالاهتمام؛ وضبط النفس في التخلي عن الانتصارات السياسية قصيرة الأمد في الداخل لتحقيق الغرض الأوسع نطاقاً المُتَمثِل في حوكمة قوى عظمى فعّالة للنظام الدولي. بما يحقق استقرارا وتوفير اجواء سلام لاطول مدى
---------------------------
ملخص تقرير لمعهد السياسة الدولية - للدراسات والابحاث - واشنطن