.. قد يقول قائل ان هذه المباراة للفوز بالاصوات هي حديثة العهد ظهرت مع ظهور النظام الديمقراطي .. اما في النظم الاستبدادية وفي ظل حكم الطغاة فلا توجد منافسة ولا مباراة على الاصوات ..
وقول هؤلاء ليس دقيقا بل يمكن القول انه خاطئا .. المباراة السياسية للفوز باصوات قديمة قدم الازل .. الذي اختلف هو فقط نوع الاصوات التي تجري المنافسة لكسبهم ففي قصور الطغاة تكون هناك ايضا مباراة سياسية للفوز بالاصوات .. لكن عدد الاصوات حينها يكون قليل جدا وقاصر على المجموعة المؤثرة في القصر او القصور كما في عصور الاقطاع .. الصراع السياسي لكسب اصوات الامراء لتثبيت امبر اطور على العرش.
وهناك الاف الامثلة على صراعات جرت في القصور وحول القصور للفوز بتزكية الاصوات.
وما يجري في عصرنا " العصر الديمقراطي" ما هو الا فقط اتساع نطاق الاصوات وزاد العدد ليشمل الشعب كله ..
وسواء اصوات من في القصور او اصوات الشعب فالقاعدة واحدة .. والهدف واحد وهو الحصول على التأييد للوصول للسلطة .. الامور هي ذاتها لم تختلف الا من حيث الشكل والوسيلة ..
فبما يتعلق بالوسيلة استخدمت في السابق اشكال عدة من الترغيب ومن صلات القرابة والترابط القبلي ومن استخدام الدين ورجال الدين .. وايضا التهديد والضغط و احيانا بحد السيف وقتل المنافس او المنافسين ..
وفي عالم الديمقراطية الحالية يوجد ذات الشيء باشكال وطرق واساليب اختلفت عن السابق لكنها من نفس الجوهر " تقدمت الاساليب نظرا لتفدم المجتمعات اقتصاديا حيث انه كلما تطور نمط الانتاج الاقتصادي تطورت المجتمعات وتطورت فيمها وقوانينها واخلاقها التي تمنع القهر وتمنع الضغط وتمنع الترغيب كذلك وتحرص على النزاهة ما امكنها ذلك .."
لكن الصراع على الاصوات باق وهو الجوهر وهو الميدان الرئيسي للوصول للسلطة والصراع على الاصوات في المجتمع الديمقراطي يستخدم اسلوب الرغيب الوعود اكثر من اسلوب الوعيد والتهديد .. ويطلق العنان للبرامج الواعدة بتقديم مكاسب للشعب .. وكلما كان البرنامج اكثر اقناعا للجمهور كلما مالوا نحوه وايدوا صاحبه ان فردا او حزبا ..
اذن الصراع السياسي "المباراة السياسية " في المجتمع الديمقراطي الحالي هي مباراة برامج تحمل وعودا للجمهور بحل مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية عموما . لكن ماذا عن المجتمعات المتخلفة كمجتمعاتنا العربية هل المباراة السياسية هي بين برامج سياسية تحمل حلولا لمشاكل المجتمع ؟؟
الجواب لا ..
--------------------------
0 تعليق على موضوع : الاصوات غاية الحكام قديما وحديثا - ابراهيم رجب
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات