تضمن مؤتمر الشباب في نسخته الثامنة عددًا من الرسائل التي وجهها الرئيس السيسي للشعب المصري بمختلف فئاته، كان أهمها ما يخص العملية التعليمية التي شرحها بإحصائيات رسمية تكشف صعوبة النهوض بهذا القطاع الذي يسير في اتجاه واحد منذ أكثر من 60 عامًا، وهو اتجاه التلقين والتحفيظ ثم التفريغ، وهو ما لا يشجع على خلق كوادر إبداعية في المجتمع، ويعد إصلاح التعليم مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، وقد انطلقت عملية الإصلاح بالفعل ولكن ستظهر آثارها بعد عشرات السنين، مع الاتجاه نحو الرقمنة كجزء مهم في هذه العملية.
ولم يهمل الرئيس المعلمين الذين هم أحد الأضلع الرئيسية في المنظومة التعليمية، والتي دائمًا تحتاج لتحسين على كافة النواحي، العلمية والمهنية والتربوية والاقتصادية، ولذلك قال الرئيس: «مهمة المعلمين مقدسة وسيكون تحسين ظروفهم على رأس أولوياتنا عندما تتحسن قدراتنا الاقتصادية».
واحتلت ظاهرة الإرهاب حيزًا مهمًا من رسائل الرئيس في أكثر من جلسة من جلسات المؤتمر، ومن بينها أن الإرهاب صناعة دولية تشرف عليها أجهزة مخابرات في دول عديدة من أجل تنفيذ مصالحها، وأن خطورة الإرهاب تكمن في تجنيد عناصر من الداخل تكون خنجر طعن مسموم في ظهر الدولة المصرية، باعتباره السلاح الأقدر على تدمير مجتمع بكامله.
ولأن الإرهاب صناعة دولية فإن الدول التي تصنعه وتصدره إلينا تعرف أن تكلفة تغذية هذه الظاهرة أقل بكثير من تكلفة القضاء عليها، وأن التقدم التكنولوجي صعب من مهمة الوصول للمسؤول عن انتشار الأفكار الإرهابية، بسبب طبيعة العالم الافتراضي الذي تنتشر خلاله هذه الأفكار بسهولة وسرعة.
وحدد الرئيس سبل المواجهة التي تتمثل في مناعة الدولة الداخلية والتحام الشعب بقيادته ومؤسساته، مؤكدًا أن المصريين ليس لديهم سوى خيارين: إما الاستسلام للإرهاب أو المواجهة والقضاء عليه.
وعكست كلمات الرئيس مدى حرصه على الحفاظ على حجم مصر الكبيرة إقليميًا ودوليًا، لا سيما في ملف محاربة الإرهاب، إذ تحارب وحدها نيابة عن العالم، وأمن المنطقة كلها من أمن مصر، رغم ما تعانيه من ظروف اقتصادية صعبة.
أما سلاح الشائعات والتكيك ضد الدولة المصرية ومؤسساتها فكان من أبرز هذه الرسائل، فتارة يشككون في الإنجازات القومية، التي لا ينكر وجودها إلا جاهل أو جاهد، وتارة يشككون في المؤسسات القائمة بالإشراف على تنفيذ تلك الإنجازات، وتارة أخرى يحاولون الوقيعة بين الشعب وقيادته السياسية، من خلال محاولات هز الثقة التي هي رأس المال الحقيقي لهذه الدولة، وهو ما جعل الرئيس يقولها بصراحة: «بنيت جسر ثقة بيني وبين المصريين لا يمكن هدمه أبدًا ولا تسمحوا لأي شخص أن يشكك في قواتنا المسلحة... ابنكم شريف ومخلص.. واللى بينى وبين الناس أقوى من أى شائعات مروجة».
الرئيس كان شجاعًا وجريئًا في مواجهة الشائعات والرد عليها بكل حسم، لأنه يبني دولة للمصريين جميعًا، دولة حديثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، دولة سيتحدث عنها العالم، نعم، بداخلها قصور رئاسية عصرية، ومدارس متطورة، ومستشفيات حديثة، ومقرات إدارية مزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا، فمصر تستحق، والمصريون يستحقون.
المتابع لردود أفعال وسائل التواصل الاجتماعي ورواده حول مؤتمر الشباب الأخير يدرك حجم المحاولات الفاشلة التي تبذلها اللجان الإلكترونية للإخوان وأنصارهم من أجل تزييف الوعي وقلب الحقائق، لدرجة بلغت حد الكذب المفضوح، ولكن في المقابل كان شباب مصر الواعي لهم بالمرصاد، فردوا على أكاذيبهم وافتراءاتهم بالأفعال لا الأقوال، فنشروا مشروعات الدولة المصرية التي أُنجزت في وقت قياسي، وضمت أكثر من 100 مدرسة ما بين جديدة وبين ما تم ترميمها، وكذلك أكثر من 100 مستشفى في أنحاء الجمهورية وعشرات المصانع، وغيرها الكثير الذي يضيق المجال لذكره، فتحيا مصر بشبابها الواعي.
-----------------------------
*نقلًا عن «الأهرام المسائي»
0 تعليق على موضوع : رسائل الرئيس للمصريين / بقلم : مصطفى حمزة
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات