نشرت وكالة الأنباء الفرنسية صورة لوزير الصحة الدنماركى ماجنيس هونيكه، وهو يمسك فى إحدى يديه جهاز الموبايل الخاص به، بينما اليد الأخرى تشير إلى الجهاز!
فما القصة فى هذه الصورة التى وجدت طريقها إلى النشر فى صدر الصفحات الأولى لعدد من الصحف حول العالم؟!
القصة هى فى تطبيق خاص على الموبايل وقف وزير صحة الدنمارك يعرضه على العالم.. هذا التطبيق صار يُعرف بجواز مرور كورونا، وهو مسمى جديد لم يكن له وجود قبل أن نعرف هذا الضيف الثقيل المسمى كورونا الذى هاجم العالم بداية السنة الماضية!
ورغم أن الوكالة الفرنسية لم تشرح ما هو بالضبط هذا الجواز الجديد، إلا أن المرء يمكن أن يخمن تفاصيله أو مضمونه على الأقل، وفى إمكان كل واحد منا أن يتخيل أن هذا الجواز أقرب ما يكون إلى تطبيق من نوع ما على موبايلك يفيد ما إذا كنت قد تلقيت اللقاح أم لا؟!
وموضوع كهذا ليس جديدًا على كل حال، فمنذ بدء الفيروس وبالتحديد منذ قالت عنه منظمة الصحة العالمية إنه تحول إلى وباء فى ١١ مارس من العام الماضى.. منذ ذلك التاريخ لا يتوقف الحديث عن أن من بين المستجدات التى سنعرفها ضمن تداعيات الوباء، أن حركة السفر بين الدول سوف تقوم على أساس هذا الجواز الجديد، وأن الذين لم يحصلوا على اللقاح سوف يجدون صعوبة فى التنقل من دولة إلى دولة!
وكانت منظمات عديدة لحقوق الانسان قد راحت تعترض على ذلك، وتقول إن ربط الحق فى الحركة والسفر بحصول الإنسان على اللقاح ينطوى على اعتداء صارخ على حق أصيل من حقوق الإنسان، ولكن اعتراضات مثل هذه المنظمات ذهبت أدراج الرياح ولم تجد آذانًا صاغية تسمعها، ثم جئنا إلى وقت خرج فيه علينا وزير الصحة فى الدنمارك ٢٨ مايو الماضى ليعلن أن جواز مرور كورونا قد صار حقيقة، وأنه كوزير صحة يقف بنفسه ليعلن النبأ على أهل الأرض!
وبالطبع.. فإن القصة على بعضها ليست مريحة، لأن اللقاح إذا كان متاحًا أمام الجميع، فليس من حق أحد أن يجبر أى شخص على الحصول عليه!.. ولابد أن ربط السفر بذلك هو نوع من التغول الذى لا يجوز على حقوق الإنسان فى عصر ما بعد كورونا!
وبما أن فكرة الجواز قد صارت حقيقة، فمن المتوقع أن تنشط منظمات حقوق الإنسان فى الفترة المقبلة، وأن يشهد الموضوع شدًا وجذبًا غير مسبوقين
0 تعليق على موضوع : الوعى سلاح فتاك ضد الشائعات
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات