عندما غزتنا شبكات التواصل الاجتماعي اعتقد الكثير أنها فرصة للتعبير عن الرأي والتحرّر من حارس البوابة (الرقابة) ومن سيطرة شخصيات معينة على وسائل الإعلام التقليديّة وربما لأسباب شخصيّة تمنع أحدهم من الكتابة أو الظهور الإعلامي، فبذلك أصبحت متنفساً لكل من يمتلك موهبة أو لديه فكر أو حتى هواية، ولم نتوقع أن نواجه هذا الطوفان من الانفتاح المعلوماتي الذي وصل عند البعض إلى الانحلال الأخلاقي بكل أشكاله!
أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي الفرصة للكثير للتواصل مع الجمهور وعرض أفكارهم ومنتجاتهم، وأحدث التسوّق الإلكتروني ضجة بين المستهلكين الذين أصبحوا يتأثرون بالمنتجات التي يعرضها النشطاء على السوشيال ميديا (البلوقرز- الفاشينستات) وأصبحوا يؤثرون في الذوق العام ويوجهون الجمهور لأفكار تخدم أجندتهم وأجندة من يدعمهم، وتغيّر حال الكثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي للأفضل وأصبحوا أغنياء وبعضهم اعترف بذلك، ناهيك عن تنوّع المجالات التي نتصفحها عن طريق متابعتنا لشخصيات متنوّعة في الفن والسياسة والأدب والطب والسياحة والتفاهة، نعم فهناك شخصيات وظيفتها نشر التفاهة وتسطيح الرأي العام وبثّ الثقافة الاستهلاكيّة وللأسف أن لا قانون يردعهم ولا مبدأ فهم يعلنون عن المنتجات نظير مقابل ناهيك عن جودة المنتج، كما أن المُعلن يختار الطريقة التي يعلن فيها دون ضوابط كتلك التي في وسائل الإعلام التقليديّة التي تحكمها أخلاقيات الإعلام والصحافة، لذلك شاعت الفوضى في الطرح والشكل والمضمون وكل شيء، وتمادى البعض في انحلال الأخلاق، وقد نقبل ذلك من الشخصيات غير العربيّة الإسلاميّة، بل وصلت للأسف للخليجيّة، فشاهدنا التمادي في الملابس وفي عرض الحياة الخاصّة واللحظات الحميميّة، كما أظهرت شبكات التواصل الاجتماعي أخلاق البعض من خلال الأسلوب والمحتوى الذي يقدّمه صاحب الحساب، فمرّت علينا شخصيات لا تخجل من التلفظ بألفاظ غير أخلاقية وتدخل في الأعراض وتتطاول على الرموز وغيرها، بل شاهدنا حروباً لفظية بين المستخدمين بمعنى أن (كلاً منهما ينشر غسيل الثاني) بسبب الغيرة أو ربما تصفية حسابات قديمة، كما أن بعض الحسابات شجعت على ظهور الشخصيات غير السويّة التي قد تؤثر على المراهقين ويتحوّلون إلى شخصيات شاذة لما يظهرونه من تفاصيل حياتهم، وبذلك يكون معظم محتوى ما يقدّم في السوشيال ميديا هابطاً وغير أخلاقي ويشجع على ثقافة دخيلة واستهلاكية وغير مسؤولة، لأنه لا ضوابط تحدّه ولا أخلاقيات ولا قانون، خاصة لأولئك الذين يستخدمون الشبكات دون أي خلفية إعلاميّة ويجهلون القوانين التي قد يخترقونها ويعرّضون أنفسهم للمساءلة القانونية لاستخدامهم السوشيال ميديا في مواضيع ومواقع لا يجب أن يصوّروها أو يتحدّثوا عنها على الملأ.
نعيش فوضى لا حدود لها وكل يوم تزداد لعدم وجود حدود وهناك في الخفاء من يسعى لأن يتحلل المجتمع العربي والخليجي تحديداً ويعيش الفتن والانقسامات وينشغل بالأمور التافهة ويبتعد عن التمسّك بدينه وبعاداته وتقاليده وقضاياه الأصيلة والعربيّة!
Amalabdulmalik333@gmail.com
amalabdulmalik@
نعيش فوضى لا حدود لها وكل يوم تزداد لعدم وجود حدود وهناك في الخفاء من يسعى لأن يتحلل المجتمع العربي والخليجي تحديداً ويعيش الفتن والانقسامات وينشغل بالأمور التافهة ويبتعد عن التمسّك بدينه وبعاداته وتقاليده وقضاياه الأصيلة والعربيّة!
Amalabdulmalik333@gmail.com
amalabdulmalik@
0 تعليق على موضوع : إيقاعات .. فوضى التواصل الاجتماعي
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات