غزة | على رغم إعلان مدير عمليات «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) في غزة، ماتياس شمالي، أن الوضع المالي للوكالة خلال العام الجاري (2019) أفضل من الماضي، بفعل التحركات الكبيرة التي قامت بها «الأونروا» لجمع التبرعات، إلا أن هناك خشية حقيقية من صعوبة تأمين المبلغ في العام المقبل جراء الضغط الأميركي على الدول المانحة، علماً بأن الوكالة استطاعت الحصول على وعود بـ 600 مليون دولار من أصل 1.2 مليار تحتاج إليها موازنتاها، سواء الأساسية أو الطوارئ.

يقول مصدر إعلامي في «الأونروا»، لـ«الأخبار»، إن الإدارة الأميركية تسعى إلى تحويل الدعم العربي والأوروبي المُقدَّم إلى الوكالة لمصلحة «خطة السلام الاقتصادية» التي تقدَّر بـ 50 مليار دولار، وذلك بعد تغيير واشنطن مفهوم اللاجئين الفلسطينيين، ليصير عددهم في نظرها 70 ألفاً من أصل خمسة ملايين، على أن يتم توطين البقية في أماكن وجودهم. هذه الفكرة أكدها مستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، في تصريح أمس، قال فيه إن «خطة السلام قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها، بدلاً من عودتهم إلى أراضٍ أصبحت الآن في دولة إسرائيل»، مضيفاً: «الرئيس دونالد ترامب مستعد للتواصل مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في الوقت المناسب بخصوص الخطة».

حصلت الوكالة على وعود بتأمين 600 مليون دولار من أصل 1.2 مليار


وفق المصدر نفسه، تتفشّى خشية حقيقية داخل أروقة «الأونروا» من العجز عن تأمين الأموال خلال العام المقبل (2020)، في حال فرضت الإدارة الأميركية خطتها على الدول العربية، وهو ما يعني تراجع عواصم عربية عن دعم الوكالة، وبالتالي خفض الميزانية الى أكثر من النصف، الأمر الذي يهدد القدرة على دفع الرواتب، وحتى الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية إلى اللاجئين. حتى في ما يتعلق بالعام الدراسي المقبل، فعلى رغم توفير الأموال (110 ملايين دولار) خلال مؤتمر نيويورك الأخير، فإن مدارس الوكالة مهددة بالإغلاق بعد شهر، فيما تحتاج إدارة الوكالة الى أكثر من 60 مليوناً من أجل الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية إلى الأسر الفقيرة في غزة من دون انقطاع حتى نهاية العام الجاري، وفق شمالي.
في شأن آخر، وضمن تفاهمات التهدئة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، سلم الأخير، أمس، الدفعة الأولى من قوارب الصيد المحتجزة لديه للصيادين الفلسطينيين، والتي تشمل 20 قارباً. وفي الوقت نفسه، ردت حركة «الجهاد الإسلامي» على تصريحات لرئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، هدد فيها بشنّ عملية واسعة على القطاع، بالقول إن «الشعب الفلسطيني سيقف مدافعاً عن نفسه بكل قوة إذا نفذت إسرائيل تهديداتها بمهاجمة غزة... التهديدات لم تتوقف على رغم أن الفلسطينيين لم يسعوا إلى مواجهة شاملة خلال الفترة الماضية مع أنهم الضحية».
إلى ذلك، ادعى «جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي» (الشاباك)، أمس، إحباط محاولة نقل «حماس» خبير متفجرات من غزة إلى الضفة المحتلة، كان يريد «تجهيز مختبر لصناعة المتفجرات بهدف تنفيذ هجمات»، مشيراً إلى أن فادي الصباح (35 عاماً) حاول دخول فلسطين المحتلة بتصريح طبي، لكنه اعتُقل وبحوزته تعليمات إرشادية أخفاها داخل ملابسه.