بقلم : محمد جبر الريفي
من السياسات السلبية الخاطئة التي مارستها الحركة الوطنية الفلسطينية في تاريخها النضالي الطويل ضد الاستعمار البريطاني والغزو ة الصهيونية وما زالت تمارسه ضد الكيان الصهيوني هو اعتمادها على العامل الخارجي (مساعي التسوية ) في صياغة برنامجها السياسي وهو ما أدى إلى المراهنة دائما على الظرف الموضوعي وإهمال العامل الذاتي عند رسم السياسات ..في الماضي رأهنت الحركة الوطنية على الزعامات الإقطاعية والبرجوازية العربية ممثلة بأنظمة سياسية لم تستكمل بعد استقلالها الكامل فبقت هذه الانظمة تعيش في دائرة التخلف والهيمنة الاستعمارية الغربية فانقادت الحركة الوطنية الفلسطينية لتوصياتها وبذلك أجهضت بأوامر من هذه الانظمة ثورة 36 الفلسطينية الكبرى ...
وحدث كل ذلك بسبب اعتماد النضال الوطني على العامل الموضوعي أي الخارجي وكان ذلك على حساب العامل الذاتي أي الداخلي الذي يعيش الآن في ظله الوضع الفلسطيني في حالة انقسام بغيض ...وبعد علي الحركة الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها الوطنية والقومية والدينية واليسارية أن تولي اهتماما اكبر بالعامل الذاتي الوطني وترسم سياستها وبرامجها على أساسه لأن العامل الموضوعي أي الخارجي هو عامل متغير غير ثابت وهو الآن للأسف لا يسير وفق المصالح العربية بقدر ما يعبر عن أجندة خارجية مرتبطة بمصالح إقليمية ودولية وبذلك أصبح في هذه الفترة لا يخدم القضايا الوطنية العربية بسبب هجمة الثقافة التكفيرية التي شوهت لدى المجتمع الدولي نضال حركات التحرر لذلك نقول :كفى مراهنة شعبنا وفصائلنا على قوي خارجية والاشادة بها والاعتماد عليها وكأنها هي التي ستحقق لنا أهدافنا الوطنية كلها سواء أكانت هذه الدول إقليمية أو دولية أو حتى عربية فلا مصر ولا إيران ولا تركيا ولا روسيا ولا غير هذه الدول في العالم أجمع تستطيع أن تدعم نضالنا الوطني مالم يتم تصحيح وضعنا الداخلي ...
0 تعليق على موضوع : اهمية الاهتمام بالعامل الذاتي الداخلي في النضال الوطني
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات