المغنّية أو الفنّانة سعيدة فكرّها : ملايين المُشاهدات ليست معيارا للنّجاح… و فنّانة أمريكيّة (لم تذكر لنا اسمها) حصدت ملايين المُشاهدات بفيديو كليب عاري..
أوّلا في ميدان الفنّ و خصوصا الموسيقى, لابدّ من التذكير بأن المعيار يبقى نسبيا بالنّسبة للمُستهلك.., و لا يحقّ لأيّ فنّان نكرة أن يحتج على إقبال الجمهور على شكل فنّي أو عزوفه عن آخر.., و الحالة الوحيدة التي يتخذ فيها هذا المقياس صفة الإطلاقيّة, هي بين أيدي النّقاد ذوي الاختصاص في المجال الجاري الحديث عنه أو أحد تفرّعاته…
لكنّ هذه الإطلاقيّة أيضا ليست محلّ تعميم.., و كمثال بسيط يُمكن التذكير بمسيرة الأسطورة Jimmy Hendrix , حيث كان هناك شبه إجماع من طرف النقّاد و ذوي الاختصاص على عشوائيّة و عبثيّة عزفه و أدائه, و انتشر آنذاك توصيف له هو Le Guitariste sauvage ,
لكن سرعان ما بدأ أهل الاختصاص يكتشفون و يفهمون فنّه بالرّجوع لمخطوطات قديمة أسّست للعزف الوتريّ بأكمله!!, و صدفة تطابق عزف الأسطورة مع تلك المقامات و النظريّات الموسيقيّة… و بعيدا عن الفنّ, و قريبا من السّياسة, السّعيدة في كرّها, و تقريبا سنة 2011 في خضمّ الأحداث المعلومة, قد أجّرت حنجرتها و تاريخها المتواضع أصلا و أشياء أخرى لمُنتج جديد, هو منير الماجيدي قوّاد الفنّ المخزني, و عرّاب مهرجانات “العكر علخنونة” و “قولو العام زين” و هزّوا بينا لعْلام.., و هذا ما انعكس على انتاجها الفنّي الذي صار مُسيّسا و لصالح النّظام.., كمثل أغنيتها في أوج الحراك المغربي “شدّي حزامك يا أمّة”, و التي لا يُمكن أن يكون كاتبها إلا قوّادا رديئا من كتبة المخابرات العُلْويّة المُرتبطة مع “الشّاري” الجديد لمؤخّرة سعيدة…, حيث يمكننا استخراج مضامين و إيحاءات تُحيل مباشرة على خطاب الطّواغيت السّاقطين منهم و المتدحرجين ببطئ.., كجلمة “نبذ كلّ أشكال التّدمير” أي الثورة و العُنف الثّوري,
زيادة على العُنوان و الحزام و علاقته بالشّيخات.., و الحقل الدّلالي “جمع كرّك”, و “شدّ الصّف”, و الوحدة ووو…و أخيرا خرجت علينا بهذا القيء السّلطوي, و كأنها “فقيهة” مخزنيّة, تحاول توجيه النّاس و التحكّم بأذواقهم…و ممارسة الوصاية عليها (الأذواق) بكلّ وقاحة, مُتناسيّة أن كلّ من سمع لبكائيّاتها في يوم من الأيّام, و أنا منهم,
لم يفعل ذلك إلا لتمرير لُفافة حشيش في يوم صيفيّ قائظ…إنّه مرض السّلطة الذي يجعل من المُصاب به “دركيّا” في مجال تخصصه و غير تخصصه,.., و كأنّ قحبة المخزن صدّقت أنّها نجمة عالميّة, بمجرّد أن شاركت نفس الاستوديو مع بعض الهواة في أمريكا…, مُتناسية أنّ من تستغل جسدها في تصوير “كليب غنائي”, أشرف ممّن تهبُ مؤخّرتها للعبيد و القواويد و جلاّدي شعب بأكمله للعبث بها سرّا, و تُعطي لنفسها لقب “الفنّانة المُلتزمة”؟؟!! و تؤجّر اسمها و صوتها للتّبراح بخطاب السّلطة, و عبيد السّلطة, و رأس المال وضامن الاستقرار… أخيرا يمكن للفاشلة السّعيدة بمؤخّرتها, و بزبائن مؤخّرتها الجدد, يمكنها أن تتصفح اليوتوب, لتجد صور القدّيسة janis joplin عارية… أقسم بكلّ شيء في الوجود, أنّ فضلاتها أشرف منك و من أسيادك و من القوّاد الذي تطبّلين له و يرعى دعارتك الفنيّة, كما الشأن بالنسبة لباقي الدّعارات في بلد العهر و الدّعارات
0 تعليق على موضوع : على الهامش : “دعارة الجسد و دعارة الضّمير” // بقلم : حسام تيمور
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات