بقلم : عبد الرحمن علي الزبيب
يتفشى الفساد وينتشر في وطني مثل الهواء الذي نستنشقة والماء الذي نشربة والضوء الذي نشاهده وتزدحم وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية بانتشار الفساد وتوجيهات عليا بالقضاء على الفساد واتخاذ اجراءات رادعة لتجفيف الفساد وردع الفاسدين بأوامر ايداع لجميع الفاسدون بلا استثناء خلف قضبان السجون لأنه مكانهم الطبيعي ليس للانتقام منهم بل لاعادة تأهيلهم واصلاح انحراف سلوكياتهم وافكارهم ليعودوا للمجتمع مواطنين صالحين وتعود أموال الشعب المنهوبه ولكن ؟؟
يتسائل الشعب أسئلة بسيطه موجهه للأجهزة الرقابية الرسمية وأجهزة القضاء
والقيادات العليا لسلطات الدولة الثلاث ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ).
كم عدد الفاسدون خلف قضبان السجون ؟
كم الأموال الذي تم استردادها من جيوب وخزائن وحسابات الفاسدون ؟
الكلام فقط لايكافح فساد والتصريحات لاتجفف فساد مستشري بل على العكس الكلام بلا عمل والتصريحات بلاأثر ملموس لها آثار عكسية تقتل الأمل والحلم في مكافحة الفساد وتتحول مكافحة الفساد الى حلم جميل يفترسها فساد متوحش وواقع أسود مظلم وحلم لم تكتمل جميع حلقاته وتوقفت فقط عند تصريحات رسمية بمكافحة الفساد واخبار اعلامية باجراءات عاجلة لردع الفاسدين حتى الحلم ينقطع للأسف الشديد يقطعه طاهوش وحش الفساد المفترس ويعود وطني الى المربع الأول في انكار وجود الفساد لتغطية عجزهم عن مواجهته وتوقيفه رغم انه موجود في كل مكان .
نعم الإعتراف بوجود الفساد وتفشيه خطوة جيدة ومتقدمة نحو مكافحة حقيقية لمكافحة الفساد ولكن ؟
التوقف عند محطة الإعتراف وعدم الوصول الى مرحلة العقاب والردع واسترداد الأموال العامة سيشكل ذلك ضغط شعبي كبير وفقدان ثقة الشعب في قيادات الدولة بل قد يطرح البعض بأن قيادات الدولة شريكة مع الفساد او هي الفساد بعينه ربما عجزها عن اتخاذ اجراءات سريعة وعاجلة وحاسمة تقطع يد الفساد وتسرد الاموال العامة الى خزينة الدولة هي السبب في نكسة مكافحة الفساد .
وللأسف الشديد نخشى أن يبرر البعض عدم مكافحة الفساد ويجعل من الفساد مصلحة وطنية بالمساس بها تنهار الدولة ولايعرفون أن مبررات الفساد هي من تدق المسمار في نعش الدولة .
لأن الفساد سيتحول الى وحش كاسر منتقم يحطم الجميع وفي مقدمتها من فتح له قفص العقاب بمبرراته الخاطئة لتهريبه من الحساب .
نحن الآن أمام مفترق طرق إما ان نكون في طريق الفساد ونتوقف عن مكافحته باجراءات ملموسة حقيقية ونتحول الى فاسدين او مطبلين في موكب الفساد أو نسلك الطريق الصحيحة وهي طريق مكافحة الفساد بخطوات جريئة ومتقدمة تقطع الفساد وتقذف بالفاسدين خلف قضبان السجون وتسترد أموال الشعب الى خزينة الشعب بشفافية كاملة وملاحقة الفاسدين الهاربين بمذكرات قضائية وقانونية لاستردادهم وحجز حساباتهم وممتلكاتهم داخل الوطن وخارجة .
يجب ان نخرج من المنطقة الرمادية مكافحة فساد وتبريره وعرقلة اجراءات الحساب والعقاب على الفاسدين .
اما أن ننتقل الى المنطقة البيضاء الخالية من اي فساد والمكافح لجميع أنواع الفساد بلا استثناء ولا تمييز او نستمر في منطقة الفساد السوداء التي تتوسع لتتحول الى ثقب اسود يبتلع في جوفة الجميع وفي مقدمته وطن .
لايوجد منطقة وسطى مابين فساد ولافساد ولاذبذبة بينهما فالباطل واضح والحق اوضح لايمكن إخفاؤه .
منظومة مكافحة الفساد مثل شبكة الصرف الصحي تبدأ من التخلص منها في كرسي الحمام ثم تصريفة الى مواصير الصرف الصحي وصولاً الى البالوعة الكبيرة لتجميع عفن الفساد ثم الشروع في فصل عفن الفساد ليتحول الى سماد يدفن في الارض وماء لسقاية الاشجار .
وهكذا منظومة مكافحة الفساد تبدأ من مسؤلية الاجهزة الامنية والاجهزة الرقابية الرسمية للضبط والتحقيق ثم مرحلة الاحالة الى النيابة العامة لرفع الدعوى العامة وقرارات الاتهام ثم الاحالة للقضاء ليحكم فيهم بعدالة وانصاف ثم المرحلة الاخيرة وهي تنفيذ تلك الاحكام القضائية وقذف الفاسدون حلف قضبان السجون وحجز جميع ممتلكاتهم في الداخل والخارج واعادتها الى خزينة الشعب .
اي توقف للفساد في اي مرحلة من مراحل المكافحة سيؤدي الى انتشار الفساد وطفح قاذوراتها وتوقف مكافحته وتتفشى اكثر وتنتشر رائحتها الكريهة ويصعب تنظيفها وتلوث جميع المحيطين بها وفي مقدمتها اجهزة الرقابة الرسمية واجهزة النيابة العامة والقضاء .
وفي الأخير :
الشعب لن يسكت عن الفاسدين ولن يتسامح مع من يتخاذل في مكافحة الفساد .
من يوقف جهود مكافحة الفساد ويبرر استمرارية الفاسدين في الايغال في أموال الشعب ونهبها هو عدو الشعب الأول وهو الفاسد الحقيقي اما بضعفه وعجزه او بتبرير استمرارية الفساد توقيف عجلة مكافحتة .
من حق الشعب أن يعرف أين تتوقف ملفات الفساد ؟؟
من يحفر أنفاق تهريب الفاسدين من الحساب ؟
من يوقف طاحونة مكافحة الفساد ليستمر الفساد في طحن الشعب وامواله ؟
هل بالامكان اتخاذ قرارات فورية تحيل الفاسدون خلف قضبان السجون وفتح قسم خاص بهم في السجون شديدة الحراسة قسم سجن الفاسدون ؟؟
الحلم جميل جداً ولكن ؟
هل يتحقق هذا الحلم في الواقع او على الاقل تستمر حلقات الحلم ولايوقظنا عنها كابوس الفساد الذي يعبث بواقعنا وينهش حتى احلامنا بكوابيسه البشعة ؟
خطوة واحدة ويتحقق الحلم مذكرة رسمية الى السجن المركزي بايداع جميع الفاسدون خلف قضبان السجون ومرفق بالمذكرة كشف طويل جداً جداً باسماء الفاسدين واسطول سيارات نقل للفاسدين الى القسم المخصص لهم خلف قضبان السجون .
بغير هذا الاجراء يستمر الفساد وتبريره وتهريبه والجميع مسؤول والكل شريكه .
ونؤكد باستمرار تساؤلات الشعب المشروعه لسلطات وقيادات الدولة ونطالب اجابة واضحة لتساؤلنا وهي .
كم فاسدون خلف قضبان السجون ؟!
عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الانسان + النيابة العامة
law771553482@yahoo.com
0 تعليق على موضوع : كم فاسدون خلف قضبان السجون ؟!
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات