كتب د.خضر محجز* :
*********
سارقو المساعدات غاضبون مني...
الله يلعن أبوكم واحد يقول للثاني...!
**********
يبدو أنني أغضب كل الشعب الفلسطيني:
حتى الفتحاويون يغضبون مني بشقيهم:
العباسيون لأنني أنتقد قطع الرواتب...
والدحلانيون لأنني أنتقد تحويل أهل غزة إلى صوماليين...
وكلا الطرفين يستشهد بقبح فعل الآخر، على كونه أقل قبحاً..!
أما الحمساويون فلا يقبلون مني الصلاة على رسول الله باعتباره ملكا حصريا لهم...
حتى تبعين الشؤون المدنية ما طلعوليش تصريح للمشاركة في الوطني...
لا أحد يبحث عن الجمال هنا...
كلهم يتسابقون في درجات القبح ...
لم يتبق معي إلا الأغلبية الصامتة، إن كانت توجد أغلبية صامتة...!
آخر ما حرر، أن الدحلانيين يرغبون أن أشكرهم على صوملة غزة...!
لن أصدق أن دحلان أرسل من الإمارات لشعب الصومال، وجبة فردية مكونة من صحن أرز وكبشة بازيلاء تحت الكاميرات...!
بل أنا أشك أن ثمة من سرق ما أرسله دحلان...!
****************
لقد أغضبتُ المغرفةَ إذ شتمتُ الطباخ:
لو أن كل (محسن) غير كريم، وزع على بيوت الفقراء المقطوعة رواتبهم 100 شيكل ـ سراً أو علناً دون تصوير ـ لكل أسرة، لكان يمكن لذلك أن يسمى مساعدة من محسن، يمكننا أن نمنحه فلسطينية جنسية فخرية، ترشو ضميره عن جريمة انتمائة لأمة نائمة.
لكن أن يرغب كل صغير، في البصق في وجه سيدة السيدات، فيوصي كلابه هنا بأن تمتهن كرامة السادة، فلا يمكن أن تقبله غزة.
ذلك أنك إن كنت فلسطينياً من ظهر فلسطيني ورضعت من أم فلسطينية، وتنتمي للتراب الوطني، وتعشق تاريخ رجال ونساء فلسطين، فلن تتمكن من رؤية هذا المشهد في الصورة، دون أن ينخلع قلبك من بين جنبيك، وتلعن كل من تسبب بهذا..
يمكن أن يأتيك دعم مالي من أحدهم، يشترط أن تصور الجوعى، قبل أن تلقي إليهم بالفتات الذي يرسله إليك، فإن قبلت ذلك، فاعلم أنك تمهد له طريقاً لأن يجمع بها أموالاً من جهات يهتم بأن ينهب منها باسم غزة.
لا بأس عليك إن قبلت ذلك ألا تكون فلسطينياً من غزة، ولا حتى من يهودها الذين رحلوا مبكراً إلى (ملبس) و(ريشون) و(نتسيونة) ـ لأنني عرفت منهم من هو أكثر فلسطينية منك ـ
لا بأس عليك إن لم تكن فلسطينياً ولا مسلماً ـ ولا حتى كلباً مر من غزة في عز ثورتها ـ أن تقبل هذه (المساعدات) من سيدك، ثم تطبخ كيسي أرز أو ثلاثة (من مخلفات الكوبونات الفاسدة) مع القليل من كيلوات البازيلاء الصينية المثلجة، ثم تطلب من أهل غزة أن يصطفوا في الطوابير، لتمنحهم قليلاً من الأرز وحبات البازيلاء، وكثيراً من الشتائم والصور.
بحسبة بسيطة، يمكن لك أن تقدم وجبات ـ كالتي رأيتها في بئر النعجة عندي ـ لا تكلف الواحدة منها أكثر من شيكل واحد.
شيكل واحدة لوجبة فاسدة قليلة يتيمة لكل شخص تصوره..!
لنفترض أنك وزعت ألف وجبة ـ وما رأيته أنا كان أقل من ذلك بكثير ـ بألف شيكل، فهل تراني سأصدق أنك حصلت، من سيدك، على ألف شيكل فقط، مقابل كل هذه الصور و(الَهَلُمَّة)..!
ورغم ذلك تغضب..! كأن أمثالك يأبهون لشيء اسمه الشرف..!
ورغم ذلك تقارن (إحسانك) بجريمة من قطعوا رواتب الناس في رام الله! فهل وصلت بك الوقاحة أن ترى نفسك ـ بهذه الوجبة ـ تقدم بديلاً عن تلك الوقاحة؟
ورغم ذلك تشعر بالمهانة، كأن أقفية أمثالك لم تتعود الصفع، على التليفون من سيدك، لدى كل فضيحة مشابهة!
سبحان الله! أنت مجرد مغرفة، فهل تغضب المغرفة إن شتمتُ الطباخ..؟؟!!
****************************
ألا لعنة الله من فوق سبع سماوات على كل من يشترط من مانحي السوء تصوير صوماليي غزة...
ألا لعنة الله من فوق سبع طباق على كل من يأمر بصوملة أهل غزة...
ألا لعنة الله من كل السماوات على من يصور الناس تتلقف كبشة أرز من سارق في غزة.
ألا لعنة الله على من أوصل الناس أن يقبلوا من كلاب أن تنبحهم لتصورهم في غزة.
ألا لعنة الله على كل حزب وجماعة وتيار وزعيم ورئيس ووزير يوصل غزة إلى هذا المستوى.
اللهم إني أبرأ إليك من كل متسبب بهذا بطريق غير مباشر...
وأبرأ إليك من كل من استغل هذا بطريق مباشر...
وأبرأ إليك من كل من يعتذر عن هذا رغبة في سرقة شيء معلوم...!
غزة سيدة المناضلين يا أولاد الكلب ...!
تفوه على وجوهكم وعلى كاميراتكم وعلى من يمنحكم هذه الصلاحيات...
لا إله إلا الله ربي ورب كل شيء...
إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ* مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
*****************
اللهم بما أوصلوا سيدة السيدات إلى هذا، ارزق ولاة أمورنا ذلاً لا يحول.
ومسكنة تجعلهم يلعقون الأقدام...
وألماً يجعل صراخهم يصل إلى قعر الجحيم...
والعنهم والعن أبناءهم في أصلابهم...
والعن من يدافع عنهم لعناً كبيراً...
اللهم ارحم غزة رغم انف كارهيها...
فقد كثر كارهوها لعنهم الله...!
*********************
*********************
*د.خضر عطية محجز- مخيم جباليا-قطاع غزة
قائد مؤسس في جماعة الاخوان المسلمين بغزة (سابقا )
قائد مؤسس في حركة حماس بغزة (سابقا)
كاتب وأديب وروائي ومفكر وطني إسلامي
أستاذ جامعي مشارك بغزة.




0 تعليق على موضوع : كتب د.خضر محجز* : سارقو المساعدات غاضبون مني...
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات