شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

قلّة الوعي الإنتخابي.. تقصير مفوضية الانتخابات أو الإعلام؟ – زينب فخري




من الواضح أنَّ هناك قلَّة وعي انتخابي في المجتمع العراقي، بل جهل مطبق بالكثير من القوانين والتعليمات التي صدرت بشأن الحملات الانتخابية.

وكان يفترض بمفوضية الانتخابات بشكل خاصّ والإعلام بشكل عام التحرك بشكل واسع للتثقيف الانتخابي والإشارة إلى القوانين والتعليمات والتوجيهات الصادرة بهذا الشأن ولاسيما أن العراق سيشهد ثلاثة انتخابات: الانتخابات البرلمانية في 12 أيار وانتخابات مجالس المحافظات والانتخابات العامة في كردستان التي لم يحدد تاريخها بعد.

والأنكى من ذلك نادراً ما يراجع المرشحون أو المهتمون بالانتخابات موقع المفوضية للإطلاع على آخر المستجدات بهذا الشأن.

دعاية حزبية

وكلامنا بالتأكيد ليس بخصوص الأخبار المتعلقة بالانتخابات وبالدعاية الحزبية والتي سُميت مؤخراً بالأخبار غير المرغوب فيها في العراق، أي بعبارة أخرى: الأخبار التي تملأ المجال العام بالضوضاء ولكن لا تضيف شيئاً ذا صلة بتوعية الناخبين أو النقاش السياسي.

ويقول الدكتور وليد الزيدي الخبير في مجال الانتخابات والمدير السابق لقسم العمليات في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الورشة التي نظمتها أكاديمية الإعلام الألمانية في بيروت عن دور الإعلام في انتخابات عام 2018 ي العراق إنَّ الناخب العراقي وبعد 14 عاماً على إجراء أوَّل انتخابات منذ التغيير الذي جرى في عام 2003 يجد نفسه اليوم في حيرة كبيرة ازاء انتخابات مهمة ومصيرية بالنسبة للعراق ومستقبله.

ولا تأتي حيرة الناخب في اختيار حزب أو مرشح ليصوت له بل بسبب شبه غموض وعدم شفافية في آلية الانتخاب التي شملت على خيارات وبدائل عدَّة يجهلها الناخب لضعف التوعية والتثقيف الانتخابيين، فضلاً عن انتقائية أغلب وسائل الإعلام العراقية لجوانب معينة من التوعية الانتخابية وحجب نوع آخر أكثر أهمية.

وفيما يتعلق باستخدام آلية العد والفرز الالكتروني الجديدة، نجدها غير واضحة بما فيه الكفاية بالنسبة للناخب العراقي مع وجود تخوف ومحاذير في العمل بها، وفي نفس السياق فإنَّ آلية استخدام البطاقة الالكترونية وجهاز التسجيل والتحقق الالكتروني هي الأخرى بحاجة إلى توعية وتثقيف على مستوىً عالٍ، فهي تتضمن عدَّة حالات منها: ناخب لديه بطاقة ناخب منذ عام 2014 ولم يحّدثها، وآخر حدثها ولكنه لم يستبدلها بالجديدة – التي تحتوي على صورته وبقية البيانات البايومترية – وثالث حدّثها واستلمها.

وكلّ حالة بحاجة إلى توضيح للناخب ولغيره في كيفية التعامل معها؛ لأنَّ الحالتين الأولى والثالثة يحقّ فيهما للناخب بالحضور إلى مركز الاقتراع والتصويت، أما الثانية فتمنعه من التصويت بسبب عدم استبداله للبطاقة المحدّثة. كيف ستصل هذه الرسالة إلى الناخب الأمي أو الفلاح أو العامل البسيط وغيرهم؟

فئات الناخبين

أمَّا الناخب المهجر/ النازح فحدِّث ولا حرج، فهو أكثر من ضلَّ طريقه باتجاه التصويت في الانتخابات القادمة، فهناك خمسة فئات من الناخبين المهجرين، ولكلّ فئة آلية تصويت تختلف عن مثيلاتها، كيف يستدل عليهن هذا الناخب الذي قسم منهم ما زال يعيش في الخيام أو ناخب آخر نازح عاد إلى دياره فوجد داره مهدمة وبناية مركز الاقتراع الذي اعتاد أن يصوت فيه مدمرا. من يقدم له التوعية والتثقيف بشأن كيفية تصويته؟

ويضيف الدكتور الزيدي أنَّ الأمر الآخر الذي هو أيضاً بحاجة إلى توعية: موعد إعلان نتائج الانتخابات. فلازال الحديث يجري عن أنَّها ستُعلن في يوم الاقتراع نفسه، في حين أن ما سيعلن من نتائج هو أصوات الأحزاب السياسية فقط دون المرشحين لحوالي 54000 ألف محطة اقتراع عامّ، ولا تشمل حوالي 2500 محطة تصويت خاصّ منها (أصوات القوات الأمنية، والمهجرين والنازحين، والمعتقلين في المواقف والمرضى في المستشفيات).

وعدا ذلك فإنَّ نتائج محطات الاقتراع التي قدمت بشأنها شكاوى وطعون أو المعزولة بسبب شكوك فيها في مراكز العدّ والفرز الرئيسة في المحافظات هي الأخرى لن تظهر نتائجها في اليوم الأوَّل للاقتراع، وهذه الأخيرة تحتاج إلى مدَّة لا تقل عن عشرة أيام للنظر فيها من قبل المفوضية والبت بشأنها فضلاً عن نظر الهيئة التمييزية للانتخابات فيها وقراراتها بشأنها، وأخيراً مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات التي تحتاج إلى عشرة أيام أخرى بعد إيداع النتائج لديها من المفوضية، وهو يعني أنَّ نسبة قد تصل إلى 90 بالمئة من أصوات الأحزاب السياسية فقط سوف تعلن بشكلٍ أولي في نهاية يوم الاقتراع أو في اليوم التالي، أما إعلان النتائج الرسمية فستغرق بين 10-15 يوماً من يوم الاقتراع، في حين تحتاج المصادقة النهائية إلى 20-25 يوماً بعد يوم الاقتراع.

هذه المدد مهمة جداً للإعلان عنها بكلِّ وضوح وشفافية وتوعية الجميع بشأنها سواء كانوا ناخبين أو مرشحين، بل وحتى على مستوى الأحزاب السياسية؛ لأن هؤلاء جميعاً يتوقعون إعلان النتائج كاملة (على مستوى الأحزاب والمرشحين) لجميع أنواع التصويتات يوم 12 أو 13 آيار القادم على أبعد تقدير، وهو ما لن يحدث، لذا التوعية والتثقيف أمر لا بدّ منه!


كاتب الموضوع

فوزية النورس

0 تعليق على موضوع : قلّة الوعي الإنتخابي.. تقصير مفوضية الانتخابات أو الإعلام؟ – زينب فخري

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017