في الثاني عشر من أيار 1970، شنّ العدو الصهيوني أحد حروبه العديدة على لبنان، مستهدفاً منطقة العرقوب العريقة في جهادها ضدّ الاستعمار بكل مراحله، وجرت على أرض ذلك الإقليم المجاهد مواجهة بطولية امتدّت من قرية إلى قرية، (شبعا، كفر شوبا، كفر حمام، الهبارية، الماري، وغيرها) واستشهد يومها ثلاثة من أبناء باب الرمل في طرابلس (أحمد هوشر، سمير حمود، محمد ديب الترك) ومعهم فدائي عراقي من الموصل هو صقر البعث، وكان الأربعة مقاتلين في صفوف جبهة التحرير العربية التي كان مسؤولها في شمال لبنان عضو القيادة القطرية في حزب البعث يومها، وأحد مؤسسي تجمع اللجان والروابط الشعبية بعدها، المناضل الكبير القائد الراحل أحمد الصوفي...
كانت تلك المواجهة، مع ما سبقها من مواجهات وتلاها، وكان اؤلئك الشهداء مع من سبقهم إلى الشهادة في المعارك مع العدو الصهيوني ومن تلاهم، عنواناً لمضامين ثلاث هما المقاومة كطريق للمواجهة، والوحدة الوطنية والقومية كتحصين للمقاومة، والعروبة كهوية معناها الأول مواجهة المشروع الصهيو استعماري.
وكنا في كل عام، وحتى اندلاع الحرب اللعينة في لبنان في 13/4/1975، بعد مجزرة باص عين الرمانة (التي استشهد فيها أكثر من 25 شاباً وشابة من رفاق شهداء العرقوب)، نحتفل بذكرى استشهاد أبطال طرابلس في مدينتهم المجاهدة، حيث يتقاطر البعثيون ومعهم الوطنيون من مختلف المشارب والمناطق، إلى طرابلس ليؤكّدوا على أن مقاومة العدو الصهيوني هي واجب كل لبناني، بل كل عربي، وأن الصراع مع العدو له الأولوية في برامج كل الأحزاب والتيارات.
واليوم إذ نستذكر تلك الأيام، واؤلئك الشهداء، بعد 48 عاماً (نصف قرن تقريباً)، فلكي نستذكر أياماً مجيدة في تاريخنا المعاصر وشهداء خالدين في مسيرة المقاومة المستمرة في كل أرض عربية يدنسها الاحتلال أو يستهدفها العدوان، بل لكي نؤكّد أن طرابلس، كما كان يردد دائماً المناضل الكبير الراحل أحمد الصوفي، (ما اقتربت مرة من فلسطين إلاً واعتزت، وما أبعدها البعض عنها مرة إلاّ واهتزت)...
رحم الله كل الشهداء، لاسيّما أبناء الشمال منهم، الذين استشهدوا دفاعاً عن الجنوب
0 تعليق على موضوع : 12 أيار 1970 يوم للمقاومة والوحدة والعروبة في لبنان - معن بشور
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات