لا تزال مسيرة العودة التي انطلقت يوم الجمعة الماضي تثير اهتمام مختلف الأوساط المحلية والإقليمية والدولية لأنها كانت عظيمة من حيث الحشود والمشاركة الشعبية ومن حيث الالتزام بسلميتها، وأيضاً من حيث شدة رد الفعل الإسرائيلي الوحشي والقمعي لهذا الفعل الشعبي السلمي والذي أوقع ثمانية عشر شهيداً وأكثر من ألف ومئتي جريح ومصاب، ما دفع بجهات كثيرة لاستنكار هذا العدوان الإسرائيلي غير المبرر وهذا القتل المبيت والمعلن عنه بأوامر واضحة للقناصة لقتل وإصابة أعداد كبيرة من المشاركين في المسيرة في إطار محاولة يائسة لردع الفلسطينيين عن الاستمرار في نضالهم من أجل حقوقهم.
لقد أظهرت المسيرة العظيمة مجموعة من الحقائق التي تصلح دروساً للاستفادة منها لمن يرغب في التعلم من الفعل الجماهيري الذي غالباً ما يفاجئ القيادات المحلية وكل الجهات الخارجية التي حسبت لفترة أن الفلسطينيين استكانوا للواقع المأساوي الذي يعيشونه. وأول هذه الحقائق وأهمها أن القضية الوطنية الفلسطينية بالرغم من الصعوبات والعقبات التي تواجهها لا تزال حية وتنبض في عقول وقلوب أبناء الشعب الفلسطيني مهما حاول الإسرائيليون ومن خلفهم الأميركيون، وبالذات إدارة الرئيس دونالد ترامب الأكثر تبنياً للموقف الإسرائيلي والأكثر عداء لحقوق الشعب الفلسطيني، أن يغيروا ويبدلوا في مرجعيات العملية السياسية ومحاولة شطب الحقوق الفلسطينية وخاصة الحق في أرض الوطن المحتل بما فيها القدس وكامل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد جاء موقف الجماهير الغزية التي خرجت بعشرات الألوف لتعبر عن حقوق الشعب في العودة وتقرير المصير والاستقلال الناجز لتصفع كل المراهنين على تغيير الواقع الذي تسعى إليه إسرائيل، والذي يراد منه دفع الفلسطينيين لليأس وقبول ما يعرض عليهم من حلول لا تلبي الحد الأدني المتفق والمجمع عليه فلسطينياً وعربياً ودولياً.
والحقيقة الثانية هي انحياز الشعب للوحدة الوطنية ورفض الانقسام، فبعد تعثر المصالحة التي تلقت ضربة قاصمة بمحاولة تفجير موكب رئيس الحكومة بدا وكأن اليأس هو سيد الموقف وأن الناس سيتعاملون مع واقع الانقسام وربما تكريسه كوضع غير قابل للتغيير. وهنا كانت المسيرة التي شارك فيها الجميع من فصائل وتيارات ومجموعات مختلفة من حيث الانتماء والتي عبرت عن أرقى أشكال الوحدة لتوجه كذلك صفعة لكل من يريد ديمومة الانقسام ويبحث عن مبرر لاستمراره. وربما يكون الدرس الأبرز للمسيرة هو أن الشعب قال كلمته في عدم التسليم بالانقسام ونبذ الفكرة وربما أيضاً يتخذ موقفاً ضد من يتحملون المسؤولية في الانقسام.
أما الحقيقة الثالثة، فهي أهمية النضال الشعبي السلمي الواسع والذي يحظى بمشاركة جماهيرية كبيرة كما حصل في المسيرة، فهذا النضال هو الذي يحرج إسرائيل ويضعها في الزاوية ويجعل من أي رد فعل إسرائيلي عنيف ودموي مثار تنديد وانتقاد واسع على الحلبة الدولية. وبمجرد الإعلان عن المسيرة دخلت الأوساط الإسرائيلية في حالة ارتباك شديد حول الوسيلة التي يمكن فيها التصدي للزحف الشعبي.
وهناك حقيقة رابعة تتعلق بإحراج المواقف العربية والدولية التي اضطرت لإدانة القمع الإسرائيلي والمطالبة بتحقيق دولي في عمليات إطلاق النار بصورة كثيفة ضد المتظاهرين العزل الذين يعبرون عن حقوقهم المصادرة. ولا ريب أن حجم الدماء الفلسطينية التي سالت في مواجهة غير متكافئة بين جموع تمارس حقها في النضال بصورة سلمية وآلة قمع متطورة ودموية هو الذي حرك ردود الفعل الإقليمية والدولية المنددة بالعدوان الإسرائيلي. ومرة أخرى اعادت غزة المظلومة القضية الفلسطينية إلى أجندة الاهتمام الدولي، كما ألقت الضوء مجدداً على المأساة التي يعيشها القطاع المحاصر.
ويمكن اعتبار ما حصل في إسرائيل نفسها من اختلاف حول طريقة معالجة الأحداث ورد فعل جيش الاحتلال على المتظاهرين، والصدام الذي حصل بين اليمين واليسار على هذه الخلفية، أمراً جيداً ويفتح الجدل حول ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية من المسلمات وخاصة مسألة تجاهل الحاجة لحل سلمي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، واعتبار أن ما تقوم به الحكومة والدعم الأميركي غير المسبوق بمثابة إسدال للستار على كل إرث العملية السياسية والمواقف والمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة.
لقد أعادت مسيرة العودة الاعتبار للنضال الوطني الشعبي السلمي المؤثر، وهو ما يجب تطويره إلى حركة شعبية دائمة في كل المناطق الفلسطينية في الضفة المحتلة وغزة وفي كل مكان يتواجد فيه الشعب الفلسطيني، ومن المهم كذلك توحيد طاقات الشعب الفلسطيني وتوحيد أدواته السياسية والتمثيلية وإعادة توحيد الوطن والمؤسسة. فكل حديث يمجد المسيرة والفعل الشعبي العظيم ولا يسارع إلى استخلاص العبر والدروس وأهمها درس الوحدة هو مجرد نفاق وكذب وتلاعب بدم الشهداء.
والحقيقة الثانية هي انحياز الشعب للوحدة الوطنية ورفض الانقسام، فبعد تعثر المصالحة التي تلقت ضربة قاصمة بمحاولة تفجير موكب رئيس الحكومة بدا وكأن اليأس هو سيد الموقف وأن الناس سيتعاملون مع واقع الانقسام وربما تكريسه كوضع غير قابل للتغيير. وهنا كانت المسيرة التي شارك فيها الجميع من فصائل وتيارات ومجموعات مختلفة من حيث الانتماء والتي عبرت عن أرقى أشكال الوحدة لتوجه كذلك صفعة لكل من يريد ديمومة الانقسام ويبحث عن مبرر لاستمراره. وربما يكون الدرس الأبرز للمسيرة هو أن الشعب قال كلمته في عدم التسليم بالانقسام ونبذ الفكرة وربما أيضاً يتخذ موقفاً ضد من يتحملون المسؤولية في الانقسام.
أما الحقيقة الثالثة، فهي أهمية النضال الشعبي السلمي الواسع والذي يحظى بمشاركة جماهيرية كبيرة كما حصل في المسيرة، فهذا النضال هو الذي يحرج إسرائيل ويضعها في الزاوية ويجعل من أي رد فعل إسرائيلي عنيف ودموي مثار تنديد وانتقاد واسع على الحلبة الدولية. وبمجرد الإعلان عن المسيرة دخلت الأوساط الإسرائيلية في حالة ارتباك شديد حول الوسيلة التي يمكن فيها التصدي للزحف الشعبي.
وعمليات إطلاق النار بصورة كثيفة وقتل وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين يؤكد دموية وإجرام الحكومة الإسرائيلية القائمة وأيضاً يعبر عن مأزقها وارتباكها في التعامل مع هذه الحالة. ولا شك أن إسرائيل ترغب في تحويل المسيرة الشعبية الحاشدة إلى اشتباك مسلح يحررها من التعامل مع الجماهير المسالمة وغير المسلحة. وفي كل مرة ينجح الفلسطينيون في عمل شعبي سلمي تلجأ إسرائيل إلى القمع العنيف علها تستطيع جر الفلسطينيين إلى مواجهة مسلحة تستطيع فيها الانتصار وايقاع خسائر كبيرة في صفوف الفلسطينيين وتبرير هذه الخسائر بالعنف الفلسطيني.
وهناك حقيقة رابعة تتعلق بإحراج المواقف العربية والدولية التي اضطرت لإدانة القمع الإسرائيلي والمطالبة بتحقيق دولي في عمليات إطلاق النار بصورة كثيفة ضد المتظاهرين العزل الذين يعبرون عن حقوقهم المصادرة. ولا ريب أن حجم الدماء الفلسطينية التي سالت في مواجهة غير متكافئة بين جموع تمارس حقها في النضال بصورة سلمية وآلة قمع متطورة ودموية هو الذي حرك ردود الفعل الإقليمية والدولية المنددة بالعدوان الإسرائيلي. ومرة أخرى اعادت غزة المظلومة القضية الفلسطينية إلى أجندة الاهتمام الدولي، كما ألقت الضوء مجدداً على المأساة التي يعيشها القطاع المحاصر.
ويمكن اعتبار ما حصل في إسرائيل نفسها من اختلاف حول طريقة معالجة الأحداث ورد فعل جيش الاحتلال على المتظاهرين، والصدام الذي حصل بين اليمين واليسار على هذه الخلفية، أمراً جيداً ويفتح الجدل حول ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية من المسلمات وخاصة مسألة تجاهل الحاجة لحل سلمي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، واعتبار أن ما تقوم به الحكومة والدعم الأميركي غير المسبوق بمثابة إسدال للستار على كل إرث العملية السياسية والمواقف والمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة.
لقد أعادت مسيرة العودة الاعتبار للنضال الوطني الشعبي السلمي المؤثر، وهو ما يجب تطويره إلى حركة شعبية دائمة في كل المناطق الفلسطينية في الضفة المحتلة وغزة وفي كل مكان يتواجد فيه الشعب الفلسطيني، ومن المهم كذلك توحيد طاقات الشعب الفلسطيني وتوحيد أدواته السياسية والتمثيلية وإعادة توحيد الوطن والمؤسسة. فكل حديث يمجد المسيرة والفعل الشعبي العظيم ولا يسارع إلى استخلاص العبر والدروس وأهمها درس الوحدة هو مجرد نفاق وكذب وتلاعب بدم الشهداء.
0 تعليق على موضوع : مسيرة العودة: حقائق ودروس صافعة - أشرف العجرمي
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات