في إيران حكم ناكر الولاية الإعدام وتسمى بالحَرابة لأن طاعة الولي الفقيه أو يسمونها في العراق الحاكم الشرعي طاعة الإمام المهدي وطاعة المهدي طاعة النبي وطاعة النبي هي طاعة الله.
خطورة التقليد الديني في السياسة
أذكر إني قرأت كتابا مهما في صددد ولاية الفقيه، وعنوانه «نظريات الحكم في الفقه الشيعي»، وعدّد المؤلف فيه تسع نظريات (وهذا فقط في الفقه الشيعي)، أكثرها تشددا هي نظرية ولاية الفقيه التي هي أكثر تشددا من نظرية الخميني (ونظرية محمد باقر الصدر في ولاية الفقيه دون نظرية الخميني تشددا)، إذ يرى أصحاب تلك النظرية المتشددة إن كل المسلمين من غير المجتهدين في الفقه هم قُصَّر وغير مؤهلين لتولي شؤونهم الشخصية، حالهم حال الأطفال والمجانين، معتمدين على الآية «ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم»، والتي نزلت لشرعنة زواج النبي بزينب بنت جحش زوجة ابنه المتبنى زيد، ويوسّعون هذه الصلاحية لتشمل الفقيه. وأتذكر هنا في الثمانينات زرت في قم كاظم الحائري مع شخص كان من المغالين فيه، لا أدري قناعة أم تملقا، ومساءً عندما أردنا تناول العشاء سوية.
سأل هذا الشخص محمد كاظم الحائري(فقيه حزب الدعوة ساباقاً وصاحب فتوى تحريم انتخاب العلماني دعما لنوري المالكي)، ما إذا نبعث على كباب أم دجاج من السوق، فرد الحائري "كيفكم"، أي كما تشاؤون، فردّ عليه ذلك الشخص "سيدنا أنتم أولى بالمؤمنين من أنفسهم" تطبيقا للآية «الرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، والذي تابع ما سمي بالحركة الخضراء عام 2009 في إيران، ربما سمع آنذاك كيف تكلم خطيب جمعة طهران المتشدد بشكل مقرف أحمد خاتمي (طبعا هذا ليس محمد خاتمي)، فأدان الاحتجاجات واعتبر المحتجين محاربين لله ورسوله بمعارضتهم للولي الفقيه.
هذا في إيران حكمه الإعدام وتسمى الجريمة بـ(الحَرابة)، لأن طاعة الولي الفقيه، أو يسمونها في العراق الحاكم الشرعي هي طاعة الإمام المهدي وطاعة المهدي طاعة النبي وطاعة النبي هي طاعة الله، ومعصية الفقيه كذلك لكن بالعكس. وأما أكثر النظريات التسع التي عددها في كتابه المشار إليه مؤلفه محسن كديور (تلفظ: مُهسِن كَديڤَر) هي نظرية محمد مهدي شمس الدين في الدولة المدنية. السيستاني ذُكِر لي عام 2005 من مقربين منه أنه يؤمن بولاية الفقيه، ولكن الكلام في درجة الولاية التي يؤمن بها. وعند التئام الجمعية الوطنية عام 2005 وانعقاد أول اجتماع لأعضاء الجمعية من (الائتلاف العراقي الموحد) أداره همام حمودي، فقال في حينها ليوضح مدى ولاية المرجعية علينا: لو أمرتنا المرجعية بحل الجمعية الوطنية سنحلها. فتساؤلات عزيزنا رشيد الخيون في محلها.
ضياء الشكرجي
تعقيباً على مقال رشيد الخيون "ولاية فقيه.. فلماذا ينتخب العراقيون"
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=97239
0 تعليق على موضوع : الولي الفقيه.. طاعته ومعصيته شأن إلهي! - بقلم : ضياء الشكرجي
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات