شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

مؤسس الإخوان المسلمين: فكرة أستاذية العالم




الخلافة الوطن الحقيقي للإخوان مع ذلك فهي ليست غايتهم القصوى إنما بلوغ أستاذية العالم وهي آراء استمر الإخوان في ترديدها لتعبئة الشباب حول الجماعة.

خلاصة من بحث عمار علي حسن'أدبيات حسن البنا السياسية'، ضمن الكتاب 129 (سبتمبر/أيلول2017)'الدولة في التنظير العربي والإسلامي...' .الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي

يقول حسن البنا في رسالته إلى المؤتمر الخامس: "إن الإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير في أمرها، والاهتمام بشأنها، والخليفة مناط كثير من الأحكام في دين الله، ولهذا قدم الصحابة (رضوان الله عليهم) النظر في شأنها على النظر في تجهيز النبي (صلى الله عليه وسلم) ودفنه، حتى فرغوا من تلك المهمة، واطمأنوا إلى إنجازها. والأحاديث التي وردت في وجوب نصب الإمام، وبيان أحكام الإمامة وتفصيل ما يتعلق بها، لا تدع مجالاً للشك في أن من واجب المسلمين أن يهتموا بالتفكير في أمر خلافتهم منذ حورت عن منهاجها".

مثل هذا القول، يجعل من "الخلافة" هي الوطن الحقيقي للإخوان، ومع هذا فليست هي الغاية القصوى، إنما بلوغ "أستاذية العالم"، وهي آراء استمر الإخوان في ترديدها لتعبئة الشباب حول الجماعة، مع أن قادتها يدركون أن هذا أمر بعيد المنال، ويطالعون الانتقادات التي وجهت إليهم وبينت أن الخلافة لم تكن فريضة ولا ركنا من أركان الإسلام أو الإيمان، إنما هي نظام حكم اجتهد بعض الصحابة بعد وفاة الرسول في وضعه وتطبيقه، وأنها انتهت في أواخر عهدها إلى نظام سياسي واجتماعي بائس صار عالة على العالم الإسلامي بأسره، وأطلق الأوروبيون عليه "الرجل المريض".

امتدت قضية الهوية إلى مسألة الخصوصية المجتمعية عند البنا وتجسدت في دعوته إلى "مقاومة التبرج والخلاعة وإرشاد السيدات إلى ما يجب أن يكون، والتشديد في ذلك بخاصة على المدرسات والتلميذات والطبيبات والطالبات ومن في حكمهن.. وإعادة النظر في مناهج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثير من مراحل التعليم، ومنع الاختلاط بين الطلبة والطالبات واعتبار خلوة أي رجل بامرأة لا تحل له جريمة يؤاخذان بها"، وكذلك مطالبته بـ"مراقبة دور التمثيل وأفلام السينما والتشديد في اختيار الروايات والأشرطة، وتهذيب الأغاني واختيارها ومراقبتها والتشديد في ذلك" وأيضا مناداته بتطبيق الحسبة و"مؤاخذة من يثبت عليه مخالفة شيء من تعاليم الإسلام أو الاعتداء عليه، كالإفطار في رمضان، وترك الصلاة عمدا، أو سب الدين، وأمثال هذه الشؤون.. وتوجيه الصحافة توجيها صالحا وتشجيع المؤلفين والكاتبين على طرق الموضوعات الإسلامية الشرقية".

الآخر في الوطن

لم يتحدث البنا عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ولا حتى بين أتباع الديانتين الأوليين، ومع هذا كان يحرص على أن يصطحب معه شخصا مسيحيا اسمه (نصيف ميخائيل) في مؤتمراته الشعبية. فإن أتى على ذكر الوحدة الوطنية فكان يقصد بها توحيد صف المسلمين الذين تفرقوا شيعا وأحزابا .

وبالطبع فإن البنا لم يكن فكره السياسي يرتقي إلى الإيمان بفكرة "المواطنة" إنما يقف بالقطع عند حدود الذمية، فلا التصور الذي ينحاز إليه، ولا الزمن الذي عاش فيه كانا يرجحان انتقاله بعيدا عن "عهد الذمية" للآخر الديني، الذي أقصى ما يقدمه له الإخوان هو عبارتهم الشهيرة التي يتلفظون بها دوما حين يسألهم الناس عن حقوق المسيحيين: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، لكن في الممارسة العملية لا يلتزمون بشيء من هذا.

ولا يلغي هذا حرص الجماعة، طيلة تاريخها، على تقريب بعض أشخاص من المسيحيين إليها كنوع من الدعاية السياسية أمام الرأي العام، وليس عن اقتناع بمشاركتهم في إدارة السياسات العليا للبلاد. ففيما يتعلق بالحكم والإدارة فإن البنا نفسه يقول: "لا بأس أن تستعين الحكومة بغير المسلمين عند الضرورة في غير مناصب الولاية العامة، ولا عبرة بالشكل الذي تتخذه ولا بالنوع، ما دام موافقا للقواعد العامة في نظام الحكم الإسلامي".

أما الآخر الغربي فقد نقده البنا من أربعة وجوه: الأول يتعلق بالجانب الديني والحضاري، وهنا وصف الغرب بأنه إباحي وإلحادي ومتهافت على اللذة، وراح يهاجم كل من ينظرون إلى النموذج الثقافي الغربي نظرة تقدير أو انبهار أو حتى نظرة موضوعية تعلي من قيمة الحرية والتعددية. ويمكن في هذا المقام أن نضرب مثلا بالهجوم الذي شنه على طه حسين عقب إصدار كتابه المهم "مستقبل الثقافة في مصر"، حيث يقول له، وكأنه يخاطب كل من يسيرون في الاتجاه نفسه: "ألستم مسلمين، أيها الناس؟ ألا ترضون الإسلام حكما؟ فإذا كنتم ترون هذه الأصول في حياة أوروبا حقائق لا تقبل النقض، فاعلموا أنها لا تتفق مع الإسلام، وأنكم بذلك تصطدمون بإسلامكم.. فكونوا شجعانا في إعلان الخروج عن تعاليم الإسلام حتى لا تخدعوا أنفسكم، وتخدعوا الناس".

كما كان البنا يرفض استعمال مصطلح "الاستعمار" ويطلق عليه "الاستخراب"، لكن على مستوى الممارسات تعاون مع الإنجليز، الذين ساعدوه بمساعدة مالية سخية لحظة انطلاق جماعته، وكان الإخوان يتصدون أحيانا لمظاهرات طلابية وجماهيرية تنادي برحيل الاحتلال الإنجليزي عن مصر.

ولم يقبل البنا من الغرب سوى التكنولوجيا، حيث العلم والكشف والاختراع، لكنه دعا المسلمين إلى عدم الانبهار بهذا، إنما محاولة امتلاك مثيل له، مع الأخذ في الاعتبار أن التقدم التقني الغربي يعاني من غياب عنصر مهم وأساسي وهو "الإيمان".

وبوسعنا في هذا المقام أن نتحدث عن الآخر المسلم، فالبنا وإن كان يدعو إلى التقريب بين المذاهب، فإنه طالما حض أتباعه على أن يجتهدوا كي يكونوا هم ممثلي الإسلام وليست أي جماعة أخرى. وعلى الرغم من أن هناك من بين الإخوان من يقول إنهم "جماعة من المسلمين" وليسوا "جماعة المسلمين" على النقيض من بعض الجماعات الدينية المتطرفة الأخرى، فإن الممارسة العملية للإخوان أظهرت أنهم ينظرون إلى كل من ليس في جماعتهم، حتى لو كان مسلما سنيا ورعا، باعتباره "آخر"، بل إنهم يفرقون داخل الجماعة نفسها بين الأعضاء العاملين والآخرين المنتسبين لها أو المتعاطفين معها. وقد لبست هذه الممارسة لبوس أفكار سيد قطب الذي تحدث عن "الجاهلية المعاصرة" وطالب بـ"العزلة الشعورية" عن "الأغيار" من المسلمين، بل دعا إلى مناهضتهم.

يسعى البنا إلى ما يسميه "أستاذية العالم"، والتي تعني سيطرة الإخوان على السلطان في الأـرض، وتحدث بعض تابعيه عن "دولة الفكرة" التي تقوم على مبدأ "أينما كانت فكرتنا كانت دولتنا"، بينما يقول الإخوان دوما: إن أحد دوافع قيام جماعتهم هو سقوط الخلافة الإسلامية، وبذا تكون استعادتها من أهدافهم الكبرى. ولأنهم يؤمنون بالتدرج فإن مؤسسهم لم يجد غضاضة في الحديث عن الوطنية والقومية ثم الوحدة الإسلامية بوصفها دوائر متلاحقة ومتكاملة، بشرط أن تكون العقيدة الإسلامية أساس الوطنية، وتمتد إلى أي تصور لتنسيق أو تعاون إقليمي وصولا إلى توحد المسلمين قاطبة. فالإسلام في نظر البنا، كما هو عقيدة وعبادة، هو وطن وجنسية. ومن هنا فإن العقيدة أساس الوطنية عند الإخوان، ويبقى المواطن، الذي له الحقوق والواجبات كافة، هو المسلم، أما غير المسلم فتبقى حقوقه الدنيوية منقوصة.





كاتب الموضوع

شبكة الدانة الاعلامية

0 تعليق على موضوع : مؤسس الإخوان المسلمين: فكرة أستاذية العالم

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017