تراخي المجتمع في مواجهة ظاهرة التحرش يخلق اجيالا من ضعاف النفزس من ممارسي التحرش أو من المدافعين عنه أو من لائمي النساء.
هل أبكي؟ أم أصرخ؟ ماذا عساي أفعل أمام مشهد اغتصاب جماعي لشابة مغربية أمام العيان في الحافلة، وهل أكتب تدوينة أستنكر وأظهر أني أتعاطف مع شابة وأرفض الاغتصاب. أسئلة عدة تبادرت الى ذهني بعد حاثة الاغتصاب.
لقد أعادني صراخ الشابة المغتصبة الى سنوات المعاناة مع ’طوبيس المغربي’ خلال فترة الدراسة بالجامعة، تذكرت أنه كان لكل فتاة ذكريات مع تحرش وأنها مضطرة للصمت عوضا عن الاحتجاج. تذكرت مشاهد الظلم تتكرر كل يوم أمام أعيننا لشابات وأمهات وعجائز يتعرضن للتحرش الجنسي، كانت أحيانا بعض الفتيات يخترن الصراخ ويتهمن المتحرش أمام الجميع، لكن الغريب بأنهن يسمعن تلك العبارة المعروفة، ’كوني تحشمي على عراضك...راه انت لغادي تفضحي’.
علمتنا الحافلة المغربية أن نشاهد الاغتصاب والتحرش والعنف ولكن علينا أن نصمت ونختار البكاء وننزل من الحافلة ونحن حانيات الرؤوس فذنبنا الوحيد أننا اناث في مجتمع متخلف، لم يعتد بعد المكبوت على رؤيتنا نركب الى جانبه في الحافلة، لكن الى متى تغتصب الشابات ويتحرش بهن بصوت وصورة أمام صمت الجميع.
من المسؤول اذن عن تنامي مثل هذه السلوكيات؟ وعن بروز جيل من الضباع المغربي ليست لديه أحلام ولا هوية يعاني من تشرذم ويتلذذ في التعنيف والإساءة للآخرين، من المسؤول عن انتشار ثقافة التوحش بين المراهقين المغاربة، ولماذا لم يكلفوا أنفسهم عناء فهم ودراسة سيكولوجية المراهق المغربي؟ ولماذا لا تلتفت الدولة الى هذا الجيل الذي أضحى اليوم يشكل خطرا على صحة المجتمع، ومن المستفيد اذن؟
كيف ستعيش الضحية بعد الحادثة ونحن مجتمع لا نكتفي برؤية الظلم والصمت بل نلوم الضحايا ونجتهد في تفسيرات، "لو أنها بقيت في البيت لما تعرضت للاغتصاب...لو أنها ارتدت ملابس محتشمة لما اغتصبت...لو لو.." تعبنا من سماع تفسيراتكم ودفاعاتكم عن المغتصبين.
طبعا فماذا تنتظر من شعب يتعاطف مع المغتصب ويسانده في قضيته ويبرر له فعلته، خاصة وأن البعض يتسامح مع مشاهد التحرش والاغتصاب ويجدها مظهرا من مظاهر الاحتفاء بالفحولة والرجولة وأنه من حقه ممارستها. نعم لدينا نوع بشري في المغرب سواء رجال أو نساء لا يترددون في انحاء اللائمة على المغتصبة.
لذلك تفضل بعض المغتصبات في المغرب الصمت وطي صفحة اغتصابها، لأنها اذا فضحت المغتصب ستفتح على نفسها باب جهنم على الأرض ولن تسلم من اعين المغتصبين الجدد فهي أضحت بذلك مستباحة للجميع.
أدعوك يا من تتسامح مع المغتصب أن تسأل نفسك هل أنت انسان وتستحق العيش بيننا. فانا لا أجد لنوعك البشري اسم. تخيل أن أحدا يغتصبك أمام الجميع يمزق ملابسك بوحشية ليلبي غريزته، ومن بعد فان الجميع سيلومك وعليك أن لا تصرخ. فلو كنت رجلا ابن عائلة لسترت محاسنك وبذلك لن يغتصبك أحد.
ميدل ايست أونلاين
الهام الطالبي
بقلم: الهام الطالبي
0 تعليق على موضوع : جيل الضباع بالمغرب يغتصب مختلة عقلية في الحافلة - بقلم: الهام الطالبي
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات