شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

سيد مقتدى أنت اليوم خارج الحلبة // فاروق يوسف



فاروق يوسف

سيد مقتدى أنت اليوم خارج الحلبةلن يصدق مقتدى الصدر أنه لم يعد رقما صعبا في المعادلة السياسية.


الصدر الابن استنفد رصيد الصدر الأب


الجمعة 2019/10/04
لطالما تبجح مقتدى الصدر بشعبيته ووطنيته وتبنيه أحلام الفقراء. كل ذلك صار في ليلة وضحاها من الماضي.

فرجل الدين الشيعي الشاب سبقته الأحداث حين امتلأت شوارع المدن العراقية وساحاتها بالمحتجين الشباب من غير أن يكون له صوت يُسمع.

كانت صورته وهو يتوسط خامنئي وسليماني في طهران قد خيبت آمال الكثير من أتباعه والمعجبين به. لقد صدمهم أن يظهر باعتباره إيراني الولاء.

يومها فقد الكثير من هالته.

وفي واقع الأمر فإن الصدر لا يختلف عن سواه من أقطاب العملية السياسية في العراق. فهو موجود بإرادة قائمة على تسوية أميركية ــ إيرانية. وهو فاسد لأنه يمول تياره من أموال الدولة العراقية. كما أنه طائفي لأنه يقود ميليشيا سبق لها وأن ارتكبت مجازر في حق العراقيين.

إذا ما كان الشيوعيون قد ارتضوا بناء على موقف انتهازي أن يكون الصدر زعيما لهم فإن ذلك لا يعني أن الرجل قد كف عن خداع الفقراء بعمامته وصار داعية لقيام دولة مدنية.

ما لم يقله الشيوعيون أن الصدر يعتبر قيام دولة مدنية نوعا من الكفر.

لقد تحدث طويلا عن الكفاءات التي يمكن أن تدير الدولة. لكننا ينبغي أن نكون حذرين في تفسير المعنى الذي يقصده.

فالظرف الذي جعله زعيما لابد أن ينتج كفاءات من نوعه. وهو ما يعني أن الحثالة لا يمكن أن ترشح إلا حثالة من نوعها. فالصدر لا يمكن أن يعلو على واقعه الثقافي الرث. لذلك كان النواب والوزراء الذين اختارهم من تياره لا يختلفون في انحطاطهم وتخلفهم وتدني معرفتهم وفسادهم عن نواب ووزراء الكتل السياسية الأخرى.

اليوم يجد الصدر نفسه معزولا.

الشباب الذين خرجوا محتجين في مختلف المدن العراقية لم يكتفوا برفع شعارات تتعلق بالخدمات الأساسية التي صارت في حكم الميؤوس منها بل إنهم رفعوا شعارات تطالب بتغيير النظام السياسي واسقاط نظام المحاصصة الطائفية التي استفاد منها الصدر وأشباهه وحصلوا من خلالها على شرعية سلطتهم الزائفة.

ولأنه قصير النظر في رؤيته للتاريخ كما هو حال سياسيي العراق الجديد فقد توقع الصدر أن تكون الاحتجاجات محدودة وستنتهي "لأنها لم تحظ بمباركته". غير أن ما لم يكن يتوقعه أن تنضم المدن التي كان يعتبرها محميات لشرعيته إلى الانتفاضة الشعبية التي تميزت بتلقائيتها.

لقد خسر الصدر رهانا، كان يشكل جزءا من قوته في مواجهة القوى الشيعية الأخرى. عبر عن محدودية ذكائه يوم أعلن عن إيرانيته. لذلك فإنه لن يستعيد مكانته حتى بالنسبة لأتباعه الفقراء الذين صاروا يدركون أن دولتهم الثرية تخدعهم من خلال خطبة الجمعة التي يلقيها ممثل المرجع الأعلى السيستاني.

فبعد أن وصل مقتدى الصدر بنفسه بـ"وطنيته" إلى الحضيض ها هم الشباب المحتجون يفضحون بأصواتهم الهادرة كذبة شعبيته. فالرجل لا يملك مشروعا وطنيا حقيقا للتغيير. كان في السابق يمارس دورا كيديا ضد خصومه الشيعة من أجل كسب ود إيران.

وإذا ما كان الصدر يحاول الآن استدراك ما فاته فإنه لن يتمكن من النجاة بنفسه من مركب العملية السياسية الغارق. ذلك لأنه كان واحدا من صناع ذلك المركب وكان واحدا من أكبر المستفيدين منه.

لقد انتجت امبراطوريته عددا من كبار الفاسدين الذين لن يتمكن سؤال من نوع "من أين لك هذا؟" من اللحاق بهم والتحقق من ثرواتهم. ذلك لأنهم كانوا قبل الارتباط بحركة الصدر مجرد شحاذين يعتاشون على المعونة التي يوفرها نظام الإعانة الاجتماعية في دول اللجوء.

لن يصدق مقتدى الصدر أنه لم يعد رقما صعبا في المعادلة السياسية. فما لم يتمكن من إنجازه خصومه السياسيون استطاع الشباب المحتجون من الوصول إليه بتلقائية لا يمكن توقعها.

سيد مقتدى أنت اليوم خارج الحلبة.

كاتب الموضوع

alnafisa alzaher

0 تعليق على موضوع : سيد مقتدى أنت اليوم خارج الحلبة // فاروق يوسف

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017