منذ إتفاقية أوسلو المشؤومة في العام ١٩٩٣ والواقع الفلسطيني يراوح مكانه ، بل يتراجع الى الخلف . اجتهدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينيه على الإقدام على عقد صلح منفرد مع الكيان الصهيوني يتضمن بموجب هذه الاتفاقيه حسب البنود المنشوره بالاعتراف المتبادل ،
أي أن تعترف المنظمه بالكيان الصهيوني بأحقيته في فلسطين ، وأن يعترف الكيان بأن منظمة التحرير ممثلاً للفلسطينيين . لم يتم اعتراف الكيان صراحه بان الاراضي المحتله في العام ٦٧ هي اراضي فلسطينيه يتوجب الانسحاب منها …..
كان من الأجدر لمنظمة التحرير عندما قررت الخضوع والاعتراف والتعاطي مع القرارات الصادره عن الامم المتحده ، ان تضع القرار ١٨١ والصادر في العام ١٩٤٧ محوراً للتفاوض ، إذ ينص هذا القرار على أن تقسم فلسطين إلى دولتين ، دوله للعرب ودوله لليهود ، وبموجبه يعطى للدوله الفلسطينيه حوالي ٤٥٪ من مساحة فلسطين . أما القرار ٢٤٢ فلا يعطي سوى ٢٢٪ من مساحة فلسطين وبدون ذكر للدوله الفلسطينيه .
انا شخصياً لا اعترف ولا اقر اية قرارات من هذا النوع ، واعتبر أن فلسطين من البحر الى النهر للفلسطينيين وعلى الاستعمار الصهيوني الرحيل ، لكن لضرورات المقال تطرقت إلى هذه القرارات .
الواضح منذ البدايه تعثر المنظمه في اتخاذ ارضيه مناسبه لعقد صفقه مع المحتل ، وهذه الصفقه أتت من خلال مفاوضات سريه جرت في أوسلو والالتفاف من خلف الوفد الفلسطيني المفاوض منذ مؤتمر مدريد ١٩٩١ . وحسب ما ذكر فإن الجانب ( الاسرائيلي) ملتزم بالانسحاب من الضفة الغربيه وقطاع غزه في غضون خمس سنوات ( كمرحله انتقاليه ) وتسلم هذه المناطق الى السلطه الفلسطينيه والمنبثقة عن منظمة التحرير ، وتؤجل باقي الملفات مثل القدس والاغوار والحدود والمياه واللاجئين الى المستقبل .
انتهت السنوات الخمس في العام ١٩٩٨ ودفن الكيان الصهيوني اتفاقية أوسلو تحت اقدامه وتنكر لها . في العام ٩٣ كان عدد المستوطنين ١٥٠ ألف مستوطن ، أما الان فالعدد يزيد عن ٨٠٠ ألف مستوطن في الصفه الغربيه .
تغيرت حكومات عديده في دولة الكيان ، وكانت عباره عن مسلسل من التفاوض العبثي وبدون جدوى وتراجع الوضع الفلسطيني الى الوراء مع زيادة الاستيطان . وغير الكيان من لغة التعاطي مع الفلسطينيين من دوله إلى سلام اقتصادي إلى يهودية الدوله وصولاً إلى صفقة القرن والتي تنسف كل مقومات إقامة دويله في جغرافية الضفه الغربيه بعد شطب القدس والاغوار و شرعنة المستوطنات …… الى الخ .
بعد هذا كله لم تدرك قيادة السلطه أن الكيان الصهيوني انقلب على اتفاقية أوسلو وأن لا أمل مع هذا العدو بالتعاطي معه عن طريق المفاوضات والتي توقفت منذ سنوات ايضاً . وما زالت هذه القياده تعيش حالة الوهم وتريد من الفلسطينيين شعباً وفصائل أن يشاركوها احلام هذا الوهم .
اجريت الانتخابات السابقه في العام ٢٠٠٦ وأسفرت عن تشكيل حكومه وبرلمان ، وما هي الا ايام ، اذ قام الاحتلال بجمع نصف أعضاء المجلس التشريعي المنتخب بما فيهم رئيس المجلس في الضفه الغربيه وزج بهم في سجونه بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي . وتم تعطيل نتائج الانتخابات . ماذا استطاعت السلطه عمله ؟ ماذا لو تم اعادة ما جرى في الانتخابات القادمه ، أي أعاد الاحتلال نفس السيناريو . ماذا يمكن أن تعمله السلطه ؟ طبعاً لا يمكنها أن تعمل شىء .
لذلك ان يتلها الشعب بالانتخابات تحت الاحتلال هذا أمر مقيت سيما إذا جاءت نتائج الانتخابات على عكس ما يطمح له الاحتلال .
الحقائق على الأرض أن فلسطين من البحر الى النهر محتله كلياً وأن العدو الصهيوني تنكر لكل الاتفاقيات والوعود التي قطعها على نفسه . ولهذا ففلسطين ليست بحاجه الى رئيس جمهوريه بل الى قائد ثوره ، وليست بحاجه إلى رئيس وزراء ووزراء بل بحاجه إلى مجلس ثوري يشمل كافة فصائل المقاومة .
المطلوب من منظمة التحرير ان تفكك السلطه ويتحمل الكيان الصهيوني مسؤلياته كدولة احتلال ، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني ، واعادة الميثاق الوطني الفلسطيني للعام ٦٤ ، واعتبار فلسطين من البحر الى النهر تحت الاحتلال . وان تطلق يد المقاومه بكافة اشكالها ، وما يؤخذ بالقوه لا يسترد الا بالقوه . وكذلك تفعيل منظمة التحرير وضمها لجميع الفصائل مع تطبيق الديمقراطيه في هياكل وأجهزة المنظمه وعدم هيمنة فصيل على قرارات المنظمه .
والحل يمكن أن يكون سهلاً ، ويتمثل ذلك في عدم ترك الاحتلال ينعم بالسلم والهدوء والاستقرار . فبقاء الكفاح المسلح ضد الاحتلال يجعل حالة عدم الاستقرار والخوف وعدم الشعور بالسلام والطمأنينة لدى مستوطني الكيان ، مما يدفع بمئات الالاف منهم نحو الهجره والعوده الى الدول والمجتمعات التي جاؤوا منها . أما محاولة السلطه في أن تبقي على حالة الهدوء مع العدو وأن تبقى حاجزاً أمام المقاومه ، فهذا يؤدي إلى تجذر حالة الاستعمار . وكذلك ما تطرحه حماس من هدنه تصل الى ثلاثين عاماً ، فإنه يلتقي مع نفس النتيجه بتجذر الاحتلال وتشجيع ملايين من اليهود بالقدوم الى فلسطين .
ليس جريمه أن نخطىء ، فالقيادة الفلسطينيه مكونه من بشر خطاؤون ، الجريمه ان نستمر بهذا الخطأ . كنت اتنمى ان تقوم المنظمه بإجراء دراسه علميه واكاديميه عن تجربة أوسلو وتقييم هذه التجربه بما لها وبما عليها ، ويمكن ان تقوم بها مؤسسة الدراسات الفلسطينيه او اي جهه اكاديميه شفافه .
اما بالنسبه الى حركة فتح فيجب ان تنفض عن نفسها غبار المرحله السابقه ، وتعيد تفعيل قوات العاصفه حتى يعود لها وجهها الوطني .
بالنسبه الى مفهوم السلطه ، ينطبق ذلك على المناطق التي يتم تحريرها من الاحتلال كغزه مثلاً . تنشأ سلطه منبثقه من منظمة التحرير لادارة شؤون المناطق المحرره مثل التعليم والصحه والامن …...الى الخ . وذلك لمساعدة السكان في ادارة امورهم .
لم يتبقى من أوسلو سوى بند التنسيق الأمني والذي يصفه الجانب الفلسطيني ( بالمقدس) . لتصحيح هذا المفهوم فإن التنسيق الأمني يجري بين كيانين مستقلين وبمعنى آخر بين دولتين وذلك لتبادل المجرمين والهاربين من القانون حتى لا تكون احدا هذه الدول ملجأ للمجرمين .
الواقع أنا لا أعول كثيراً على الانتخابات القادمة سيما وأنها تجري تحت مظلة أوسلو والاعتراف بمحتواها وكأن المطلوب منا أن نتكيف مع الاحتلال وقرارات أوسلو . لا مستقبل لسلطه انبثقت من رحم اتفاقيات مذله . يجب علينا ان نتنكر لهذه الاتفاقيات سيما وأنها وصمة عار على جبين الثوره الفلسطينيه وتعادل نكبة فلسطين عام ٤٨ .
والواقع لا استطيع ان افهم لماذا قيادة منظمة التحرير وضعت القرار ٢٤٢ محوراً للمفاوضات بالرغم من أن هذا القرار قابل للتأويل ولا ينص على ذكر اسم فلسطين أو الفلسطينيين او دولة فلسطين . القرار ينص على انسحاب ( إسرائيل ) من أراض احتلت في الخامس من حزيران ٦٧ حسب النص الانجليزي ، او الانسحاب من الأراضي التي احتلت في الخامس من حزيران ٦٧ حسب النص الفرنسي . واعادة هذه المناطق الى الدول التي تم الاعتداء عليها .
كان من الأجدر لمنظمة التحرير عندما قررت الخضوع والاعتراف والتعاطي مع القرارات الصادره عن الامم المتحده ، ان تضع القرار ١٨١ والصادر في العام ١٩٤٧ محوراً للتفاوض ، إذ ينص هذا القرار على أن تقسم فلسطين إلى دولتين ، دوله للعرب ودوله لليهود ، وبموجبه يعطى للدوله الفلسطينيه حوالي ٤٥٪ من مساحة فلسطين . أما القرار ٢٤٢ فلا يعطي سوى ٢٢٪ من مساحة فلسطين وبدون ذكر للدوله الفلسطينيه .
انا شخصياً لا اعترف ولا اقر اية قرارات من هذا النوع ، واعتبر أن فلسطين من البحر الى النهر للفلسطينيين وعلى الاستعمار الصهيوني الرحيل ، لكن لضرورات المقال تطرقت إلى هذه القرارات .
الواضح منذ البدايه تعثر المنظمه في اتخاذ ارضيه مناسبه لعقد صفقه مع المحتل ، وهذه الصفقه أتت من خلال مفاوضات سريه جرت في أوسلو والالتفاف من خلف الوفد الفلسطيني المفاوض منذ مؤتمر مدريد ١٩٩١ . وحسب ما ذكر فإن الجانب ( الاسرائيلي) ملتزم بالانسحاب من الضفة الغربيه وقطاع غزه في غضون خمس سنوات ( كمرحله انتقاليه ) وتسلم هذه المناطق الى السلطه الفلسطينيه والمنبثقة عن منظمة التحرير ، وتؤجل باقي الملفات مثل القدس والاغوار والحدود والمياه واللاجئين الى المستقبل .
انتهت السنوات الخمس في العام ١٩٩٨ ودفن الكيان الصهيوني اتفاقية أوسلو تحت اقدامه وتنكر لها . في العام ٩٣ كان عدد المستوطنين ١٥٠ ألف مستوطن ، أما الان فالعدد يزيد عن ٨٠٠ ألف مستوطن في الصفه الغربيه .
تغيرت حكومات عديده في دولة الكيان ، وكانت عباره عن مسلسل من التفاوض العبثي وبدون جدوى وتراجع الوضع الفلسطيني الى الوراء مع زيادة الاستيطان . وغير الكيان من لغة التعاطي مع الفلسطينيين من دوله إلى سلام اقتصادي إلى يهودية الدوله وصولاً إلى صفقة القرن والتي تنسف كل مقومات إقامة دويله في جغرافية الضفه الغربيه بعد شطب القدس والاغوار و شرعنة المستوطنات …… الى الخ .
بعد هذا كله لم تدرك قيادة السلطه أن الكيان الصهيوني انقلب على اتفاقية أوسلو وأن لا أمل مع هذا العدو بالتعاطي معه عن طريق المفاوضات والتي توقفت منذ سنوات ايضاً . وما زالت هذه القياده تعيش حالة الوهم وتريد من الفلسطينيين شعباً وفصائل أن يشاركوها احلام هذا الوهم .
اجريت الانتخابات السابقه في العام ٢٠٠٦ وأسفرت عن تشكيل حكومه وبرلمان ، وما هي الا ايام ، اذ قام الاحتلال بجمع نصف أعضاء المجلس التشريعي المنتخب بما فيهم رئيس المجلس في الضفه الغربيه وزج بهم في سجونه بتهمة الانتماء الى تنظيم ارهابي . وتم تعطيل نتائج الانتخابات . ماذا استطاعت السلطه عمله ؟ ماذا لو تم اعادة ما جرى في الانتخابات القادمه ، أي أعاد الاحتلال نفس السيناريو . ماذا يمكن أن تعمله السلطه ؟ طبعاً لا يمكنها أن تعمل شىء .
لذلك ان يتلها الشعب بالانتخابات تحت الاحتلال هذا أمر مقيت سيما إذا جاءت نتائج الانتخابات على عكس ما يطمح له الاحتلال .
الحقائق على الأرض أن فلسطين من البحر الى النهر محتله كلياً وأن العدو الصهيوني تنكر لكل الاتفاقيات والوعود التي قطعها على نفسه . ولهذا ففلسطين ليست بحاجه الى رئيس جمهوريه بل الى قائد ثوره ، وليست بحاجه إلى رئيس وزراء ووزراء بل بحاجه إلى مجلس ثوري يشمل كافة فصائل المقاومة .
المطلوب من منظمة التحرير ان تفكك السلطه ويتحمل الكيان الصهيوني مسؤلياته كدولة احتلال ، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني ، واعادة الميثاق الوطني الفلسطيني للعام ٦٤ ، واعتبار فلسطين من البحر الى النهر تحت الاحتلال . وان تطلق يد المقاومه بكافة اشكالها ، وما يؤخذ بالقوه لا يسترد الا بالقوه . وكذلك تفعيل منظمة التحرير وضمها لجميع الفصائل مع تطبيق الديمقراطيه في هياكل وأجهزة المنظمه وعدم هيمنة فصيل على قرارات المنظمه .
والحل يمكن أن يكون سهلاً ، ويتمثل ذلك في عدم ترك الاحتلال ينعم بالسلم والهدوء والاستقرار . فبقاء الكفاح المسلح ضد الاحتلال يجعل حالة عدم الاستقرار والخوف وعدم الشعور بالسلام والطمأنينة لدى مستوطني الكيان ، مما يدفع بمئات الالاف منهم نحو الهجره والعوده الى الدول والمجتمعات التي جاؤوا منها . أما محاولة السلطه في أن تبقي على حالة الهدوء مع العدو وأن تبقى حاجزاً أمام المقاومه ، فهذا يؤدي إلى تجذر حالة الاستعمار . وكذلك ما تطرحه حماس من هدنه تصل الى ثلاثين عاماً ، فإنه يلتقي مع نفس النتيجه بتجذر الاحتلال وتشجيع ملايين من اليهود بالقدوم الى فلسطين .
ليس جريمه أن نخطىء ، فالقيادة الفلسطينيه مكونه من بشر خطاؤون ، الجريمه ان نستمر بهذا الخطأ . كنت اتنمى ان تقوم المنظمه بإجراء دراسه علميه واكاديميه عن تجربة أوسلو وتقييم هذه التجربه بما لها وبما عليها ، ويمكن ان تقوم بها مؤسسة الدراسات الفلسطينيه او اي جهه اكاديميه شفافه .
اما بالنسبه الى حركة فتح فيجب ان تنفض عن نفسها غبار المرحله السابقه ، وتعيد تفعيل قوات العاصفه حتى يعود لها وجهها الوطني .
بالنسبه الى مفهوم السلطه ، ينطبق ذلك على المناطق التي يتم تحريرها من الاحتلال كغزه مثلاً . تنشأ سلطه منبثقه من منظمة التحرير لادارة شؤون المناطق المحرره مثل التعليم والصحه والامن …...الى الخ . وذلك لمساعدة السكان في ادارة امورهم .
لم يتبقى من أوسلو سوى بند التنسيق الأمني والذي يصفه الجانب الفلسطيني ( بالمقدس) . لتصحيح هذا المفهوم فإن التنسيق الأمني يجري بين كيانين مستقلين وبمعنى آخر بين دولتين وذلك لتبادل المجرمين والهاربين من القانون حتى لا تكون احدا هذه الدول ملجأ للمجرمين .
بالنسبه الى السلطه الفلسطينيه فإنها تقوم بتسليم المقاومين للاحتلال ، لكن عندما يقوم المستوطنين بحرق البيوت باصحابها وقطع الطرق وقلع الاشجار وغيرها من الجرائم ، فهل تستطيع ان تقول لنا السلطه كم عدد المستوطنين الذين سجنوا في سجون السلطه ؟ وكم عددٍ المستوطنين الذين حاكمتهم في محاكمها تطبيقاً لاتفاقية التنسيق الامني ؟ إن هذا تنسيقاً من طرف واحد وتوصيفه الحقيقي بالعماله والخيانه وليس بالتنسيق .
الواقع أنا لا أعول كثيراً على الانتخابات القادمة سيما وأنها تجري تحت مظلة أوسلو والاعتراف بمحتواها وكأن المطلوب منا أن نتكيف مع الاحتلال وقرارات أوسلو . لا مستقبل لسلطه انبثقت من رحم اتفاقيات مذله . يجب علينا ان نتنكر لهذه الاتفاقيات سيما وأنها وصمة عار على جبين الثوره الفلسطينيه وتعادل نكبة فلسطين عام ٤٨ .
خليل الهندي
0 تعليق على موضوع : لنصحو جميعاً من الوهم …… على هامش الانتخابات الفلسطينيه
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات