شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

الجزيرة ومنصة إعلامية "يمينية".. اقتناع أم اختراق؟


تفاجئنا بخبر الأسبوع الماضي كشفت عنه مجلة "بوليتيكو" عن إطلاق شبكة الجزيرة القطرية منصة إعلامية تستهدف المحافظين الأميركيين، وقد أطلقت الجزيرة على المنصة الجديدة اسم رايتلي (Rightly) وأسندت قيادتها للصحفي السابق في قناة "فوكس نيوز" سكوت نورفيل. 

لكن المستغرب ما الذي يجعل قناة الجزيرة تتجه لمخاطبة اليمين الأمريكي وهي معروفة بتوجهها المؤيد لليبراليين، هل هو اقتناع مفاجئ أم اختراق؟

إن من أهم أسباب تحالف شبكة الجزيرة القطرية مع الأحزاب الليبرالية مثل الحزب الديمقراطي والذي يعتبر الآن مسيطر عليه من قبل اليسار أنهم يرون في مجموعات الإسلام السياسي التي تدعمها قطر مثل الإخوان المسلمين ترياقا مناسبا للجماعات القتالية المتطرفة مثل داعش والقاعدة.

فالليبراليون يعتبرون جماعات الإسلام السياسي تمثل الإسلام المعتدل التي يمكن أن تروض الجماعات الإرهابية القتالية. ومن ناحية أخرى، تجد الأحزاب المحافظة أن جماعات الإسلام السياسي هي بوابة للتطرف ودعمها يعني دعم الجماعات الإرهابية القتالية مثل داعش والقاعدة لأنهم جميعا ينتمون إلى نفس الأيديولوجية المتطرفة. كل هذه الاختلافات بين اليمين واليسار تنعكس في وسائل إعلامهم، إذا مالذي يجعل قناة الجزيرة تتجه لمخاطبة اليمين الأميركي وهو مختلف مع توجهها؟

في الواقع، إن توجه قطر وإعلامها لليمين الأميركي ليس بجديد، فهي تدرك أن اليمين الأميركي مختلف مع توجهها لكن هذا لم يمنعها من التقرب إليه بشتى الطرق. فقد وطدت علاقاتها مع كتاب محافظين ليميلوا ويدعموا توجهها في وسائل الإعلام الأميركية المحافظة المختلفة مثل واشنطن تايمز، ذا هل، ويكلي ستاندرد، وناشونال ريفيو. ولم تكتفِ قطر بتوطيد علاقاتها مع الإنجيليين اليمينيين بل كذلك مع المنظمات اليهودية الأميركية المحافظة مثل المنظمة الصهيونية الأميركية، منذ عام 2017. فهي تقوم بكل ذلك من أجل تزويد هذه الصحف بقصص الأعمال الناجحة في قطر.

لكن هل فعلا المسألة كلها تقريب وجهات نظر بين القنوات القطرية والأميركية المحافظة أم هناك نية لاختراق هذه القنوات؟ فلو تتبعنا للذي يحدث لبعض القنوات الإعلامية المحافظة الأميركية لوجدنا هناك اختلافا في خطها التحريري فمثلا قناة "فوكس نيوز" لم تعد القناة المفضلة لجمهور الرئيس السابق دونالد ترامب والبعض ألغاها من الشبكة الإخبارية لأنها غيرت خطها الإخباري وقد انتقد الكثير من إعلاميها البارزين مثل كريس والاس بسبب تحيزه ضد ترامب. هذا قد يفسر انخفاض مشاهدتها من قبل المحافظين بشكل حاد ولأول مرة منذ عقدين من الزمن تتراجع خلف CNN و MSNBC وأيضا هذا قد يوضح استغلال قطر لهذا التغيير في مسار بعض القنوات المحافظة الأمريكية لاختراقها بنفس الطريقة التي تمت لوسائل الإعلام الأميركية الرئيسية الليبرالية والتي أصبحت يسارية التوجه.

إن تضارب الأنباء والأقاويل حول إطلاق المشروع الإعلامي الجديد رايتلي لقناة الجزيرة أدى إلى تركيز انتباه وزارة العدل الأميركية للنظر إلى دوافع الشركة الإعلامية بالدوحة أنها محتمل أن تكون بوقا لمصالح أجنبية لذلك يتم الضغط بأن تسجل قناة الجزيرة القطرية كوكيل أجنبي. وقد ذكر جيرارد فيليتي، كبير المستشارين في مشروع Lawfare، "أن هذه المنصة الإعلامية الجديدة ليست أكثر من أحدث محاولة من قبل قطر لتخريب القانون الأمريكي وتنظيم عملية تأثير غير شفافة وخبيثة للتأثير على السياسة والمجتمع الأميركي". بالإضافة إلى الدعاوى القضائية ضد القناة مثل التمييز بين الجنسين ومعاداة السامية، لذلك طلب الوكيل الأجنبي لوزارة العدل من الجزيرة التسجيل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب في غضون 30 يوماً، والذي يدعو إلى التساؤل لماذا ترفض الجزيرة التسجيل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب إذا كانت ما تقدمه مجرد تقريب وجهات نظر؟

لكن بصفة عامة وبغض النظر عن كل ما يقال عن إعلام قطر ودوافعه في التقارب أو اختراق الإعلام الأميركي، فمحاولة بناء علاقات مع إعلام مغاير في التحرير الإخباري والاتجاه السياسي يمكن أن يعتبر أمرا جيدا يحسب لصالح قطر وقد يقع تحت بنود الدبلوماسية العامة، لكن أين الدول العربية المناهضة لجماعات الإسلام السياسي المؤدلجة من هذا كله ولما تضيع عليها فرصة التحالف مع إعلام أمريكي محافظ متطابق معها سياسيا وإعلاميا؟

فهذه الخطوة الغير مسبوقة من قطر بالتقارب مع جمهور اليمين الأميركي كان المتوقع أن تقوم بها الدول المناهضة لسياسة اليسار وقطر الداعمة لجماعات الإسلام السياسي، لكنها لم تقم بها. إن من أهم أسباب نجاح أي عمل إعلامي أن يكون سباقا في الأفكار المبتكرة والجديدة وبعد ذلك أي مؤسسة إعلامية تأتي بالعمل نفسه ستكون مجرد تابع وستفتقر إلى التأثير أو أنها تحتاج إلى بذل الكثير من الجهد لتقنع الجمهور بأنها مختلفة وفريدة من نوعها.

كاتب الموضوع

شبكة الدانة الاعلامية

0 تعليق على موضوع : الجزيرة ومنصة إعلامية "يمينية".. اقتناع أم اختراق؟

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017