الاعلام الا لكتروني والديمقراطية والجماهير // بقلم : ابراهيم رجب

أصبح الإعلام الإلكتروني محور الحياة المعاصرة له أهميه كبيرة باحتواء قضايا الفكر والثقافة وبات يطلق عليها (ثقافة التكنولوجيا) أو (ثقافة الميديا)، وأصبح مستخدموا الانترنت في العالم في تزايد مستمر في ظل ثورة الانفوميديا والتي تتجسد في الدمج بين وسائل الإعلام والاتصال فالقنوات التلفزيونية أمكن لها أن تبث برامجها عبر الانترنت .  

ويعد الاعلام الالكتروني إمتداد متطور للاعلام التقليدي ، لكنه يتميّز بسرعة نقل الخبر والتأثير على المتلقي .
إن تاثيره يفوق كثيرا تاثير الوسائل المسموعة ، والمطبوعة لخاصية السرعه ، وحداثة المعلومات.

اضافة الى ذلك فأن الاعلام الالكتروني يتمتع بمساحة واسعة في حرية التعبير والفكر ، والتنوع في المواضيع (ثقافيه - سياسيه - علميه - رياضيه - فنيه - اجتماعيه ..الخ)....

ولكن ومع كل هذه الميزات فان الاعلام الالكتروني يهدد حقوق وحرية المواطن ويعزز من سطوة السلطة لأن أصحاب السلطة بما يمتلكوه من قدرات كبرى يسيطروا على هذا الاعلام ويسعون للحفاظ على السيطرة من خلال بناء أنظمة تخدمهم وليس الجماهير.

وفي نفس الوقت فان عدد قليل جدًا من عامة الناس يمتلكون المعرفة الكافية للاجهزة والتطبيقات والبرامج الالكترونية الرقمية للقيام بدور معارضة فعالة للسلطة عبر الانترنت

ومن المعروف ان أجندات الشركات والحكومة لا تخدم الأهداف والنتائج التي تعزز الديمقراطية وتوفر الفر ص للمشاركة  الجماهيلارية . إنهم يخدمون أهداف من هم في السلطة. ويمارسوا المراقبة على الشبكات الرقمية مما يعزز نظامًا طبقيًا غير ديمقراطي يتحكم بالجماهير .

الأمية الرقمية

كما إن افتقار المواطنين إلى الخبرة الرقمية وإهمالهم لها ينتج عنه جمهور يفتقر للوعي المطلوب ، مما يضعف الديمقراطية ونسيج المجتمع. وتسود الا مية الرقمية

قضية الثقة:

إن صعود التضليل يقوض ثقة الجمهور في العديد من المؤسسات الحكومية كما ان تشويه الواقع الذي عبر سيطرة السلطة على التكنولوجيا يسحق ثقة الجمهور المهتزة بالفعل في مؤسسات الديمقراطية في الدولة .

إضعاف الصحافة

يبدو أنه لا يوجد حل للمشاكل الناجمة عن صعود قوى السيطرة المحرضة على التحكم بوسائل التواصل الاجتماعي وتراجع الصحافة المستقلة الموثوقة. وان الاستجابة ببطء شديد للمحاولات الجماهيرية ،

و قد يكون من الصعب التغلب على سرعة ونطاق وتأثير تقنيات التلاعب بوسائل التكنولوجيا مع تسارع وتيرة التغيير.
ومع ذلك سوف تظل الآمال بايجاد وابتكار الحلول أمر لا مفر منه ، وقد بدأ التغيير فعلا يحدث على مستوى الأفراد والأنظمة الاجتماعية. وتطور الأفراد وزيادة وعي المواطنين ، وتحسينات محو الأمية الرقمية والمشاركة الأفضل في النشاط السياسي الديمقراطي .

كما ان تكييف النظم والتغييرات في تصميم النظم البشرية وتحسين الروح بين التقنيين ستساعد الديمقراطية.

فالتاريخ برهن على ان السلوكيات الإنسانية العميقة الجذور دوالناس الملهمين أظهروا أنه يمكنهم التغلب على العقبات ومشكلات الواقع وهذا ما ادى الى تطور البشرية ، فتوفر القيادة وتحريض الناشطين سيحدثان التغيير.

كما ان العمل من أجل التقدم والتطور ستساعد الحكومات والقادة والناشطون على توجيه السياسات والعمليات الديمقراطية لتحقيق نتائج ديمقراطية أفضل.