الاعلام العربي مقصر في تطوير ثقافة المجتع
كتب : ابراهيم رجب
بداية من نافل القول ان الجميع يتفق أن للإعلام دوراً كبيراً في تعزيز ونشر الثقافة في المجتع، وان البشر تداولوا الاخبار منذ وجدوا حتى قبل ان يعرفوا النطق والكلام وذلك عبر الاشارات والحركات .. وكانت الاخبار تنتقل لاهميتها بحياة الانسان بشكل مباشر سواء من الناحية الامنية او الغذائية .
وتعتبر وسائل الإعلام من أهمِّ منتجات العقل البشري وتعدَّدت إيجابيَّات الإعلام، وفضائله على الفرد والمجتمع ، حتَّى أصبح من الصعب الحياة والتواصل المجتمعي بدونه، وبات يقع عليه العبء الأكبر في نشر الثقافة والآداب داخل المجتمع، حيث أن وسائل الإعلام من أكثر وسائل الاتصال وتعريف الجمهور بالحقائق والمعلومات وتوضيح المفاهيم .
ويقوم الاعلام على الخبر وتداول الاخبار التي تطورت الحاجة لها مع تطور الانسان فاصبحت الاخبار تشبع الحاجة إلى المعرفة أو حب الاستطلاع وصار لا يستغني عنها، واصبح انتشارها وسهولة تدالها يعتبر من الظواهر الاجتماعية التي تنشأ مع نشأة المجتمع وتتطور مع تطوره .
ويعتبر الخبر الان القاعدة الرئئيسية للاعلام ، بل يتم تداول عبارة " الاعلام الاخباري" لوصف الاعلام بشكل عام ، سواء تعلق الامر بالتلفزة او بالصحافة الالكترونية او الصحافة الورقية
ومفهوم الخبر يختلف من عصر إلى عصر و في الدول المتقدمة يختلف عنه في الدول النامية، ومفهوم الخبر في الدول الليبرالية مختلف عنه في الدول الاشتراكية.
ويرى خبراء غربيون في الإعلام أنه من الصعب تعريف الخبر، لأن ما هو خبر اليوم ربما لا يكون خبراً غداً، ويؤكدون على أنه ليس هناك تعريفاً جامعاً مانعاً للخبر، وليس من المحتمل ذلك.
وهناك بعض الاعتبارات يحددها خبراء الإعلام وينبغي أن تحكم أي مفهوم الخبر الاعلامي من اهمها :
اولا : أن يكون المفهوم محدداً أو مختصراً ويسهل فهمه،
ثانياً : أن يتجنب استخدام ألفاظ عامة،
ثالثاً : أن يقتصر على المعنى الحرفي للفظ الخبر،
رابعاً : أن يساعد على دراسة الأخبار بطريقة واقعية.
وفي العموم نشط كثير من المعنين بتعريف الخبر وبعضهم رصد 50 تعريفا واخرون رصدوا ما بين 10 الى 20 تعريفا
ومن يتتبع ما تتناقله اجهزة الاعلام العربية عموما سوف يجد ان البرامج والموضوعات الثقافية نادرة سواء في الصحف المحلية التقليدية، او في وسائل الاعلام المسموعة والمرئية.
و السبب الرئيسي لذلك هو عدم اهتمام المواطنين بالمواد الثقافية، إضافة إلى فقر المردود المادي من ناحية الإعلانات ودعم البرامج الثقافية.
وضعف جودة المادة الثقافية وافتقارها للشكل الجذاب، وعدم تسويقها كما ينبغي وضعف الكادر الاعلامي .
الى جانب ذلك هناك عامل هام يتمثل بتقصير المؤسسات والهيئات الثقافية المدنية والحكومية في التعاون مع وسائل الإعلام في تعزيز ونشر الثقافة وتطوير قدرات قدرات الكوادر الاعلامية
ويبقى الأهم الا وهو تقصير وسائل الإعلام ذاتها في نشر الخبر الثقافي والموضوعات الثقافية . وهامشية دورها في المساهمة في التنمية الثقافية والمشاركة مع المؤسسات في نشر ودعم المنتج الثقافي.
وشهد القرن العشرون تطوُّرًا هائلاً في وسائل الإعلام الجماهيريِّ؛ مثل: الكتاب، والصحافة، والإذاعة، والتِّلفاز، والحاسوب، ويعيش الناس منذ سبعينيَّات القرن العشرين ثورةَ الاتِّصال الجماهيري.
لقد حققت كليات وأقسام الإعلام في الجامعات الكثير على صعيد تعليم الإعلام من حيث الكم والنوع، وظهرت خبرات كبيرة في ميدان الإعلام، متاحة عملياً في الوقت الحاضر، ولكنّ هذه الخبرات غير مستخدمة بدرجة كافية، سواء في الجامعات، أو مراكز البحوث، أو في مؤسسات الاستشارات، والمؤسسات الإعلامية، وعلاوة على ذلك فإن المهنيين الإعلاميين العرب لا يملكون التسهيلات التي تتيح لهم تقديم خدمات متطورة ومميزة .
ويرافق هذا الحال غياب استراتيجية وطنية للإعلام الثقافي الإبداعي، تحدد دور الإعلام في نشر الثقافة الإبداعية، وتبين التوجهات العامة للعمل في هذا المجال وعدم وجود تقافة علمية إعلامية، وغياب المعلومات العلمية والفنية والمهنية
0 تعليق على موضوع : الاعلام العربي مقصر في تطوير ثقافة المجتع
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات