الصحافة اليوم ـ
بقلم :جيهان بن عزيزة
أثار عدد الورقات البيضاء إبان إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية والتي ناهز عددها نحو 26403 ورقة استغرابا وحيرة لدى الرأي العام. إذ أنها عبرت عن موقف ألا وهو عدم رضا الناخبين عن الطبقة السياسية وعن زيف برامجهم الانتخابية وانقطاع رابط الثقة بينهم وبين الناخبين.
ولئن تحولت الورقة الانتخابية البيضاء إلى مظهر قانوني كنوع من المقاطعة إلا أنها تضمن للناخب حقه الانتخابي لكنها لا تغير نتائج الانتخابات وهو ما يعتبره مختصون في الشأن السياسي ظاهرة غير صحية للديمقراطية الناشئة اشد تأثيرا على العملية الديمقراطية.
وفيما بلغ عدد الأوراق الملغاة وفق نتائج الانتخابات التشريعية الأولية 2019 التي أعلنت عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 49704 ورقة وهو عدد كبير كان يمكن أن يحدث تغييرا في نتائج الانتخابات التي أفرزت فوز عدد من المترشحين تحوم حولهم شبهات تهريب وفساد نالت للأسف أصوات الناخبين وحصدت مقاعد في مجلس نواب الشعب لفترة نيابية تمتد لخمس سنوات.
وبحسب القانون الانتخابي فان الورقة الملغاة هي كل ورقة تصويت لا تعبر بشكل واضح عن إرادة الناخب أو تتضمن ما يتعارض مع المبادئ المنصوص عليها بالقانون، أما الورقة البيضاء فهي كل ورقة تصويت لا تتضمن أي علامة مهما كان نوعها وتحتسب ضمن الأصوات المصرح بها ولا تحتسب ضمن الحاصل الانتخابي.
وتعود عملية إلغاء أوراق الانتخاب التي لا يمكن احتسابها في النتائج لعدة أسباب منها إمّا تكون حاملة لتصويت لأكثر من مترشح أو وقع تمزيقها أو أنها غير واضحة أو تحمل رسوما.
ومهما تكون الأسباب التي تدفع إلى إلغاء الورقات الانتخابية فان الحاصل أن الأحزاب والقائمات المترشحة للانتخابات التشريعية تتحمل جزءا كبيرا من ردة فعل الناخبين الذين لم يجدوا في برامجهم الانتخابية ما يتأملونه أو يدفعهم إلى اختيارهم أو أنهم عن قصد عاقبوا أحزابا نتيجة تكرار أخطائهم واسطوانة خطابهم السياسي الذي لم يعط أي نتائج ايجابية تذكر في ظل حملة انتخابية شعواء تبادل فيها المترشحون التهم وكشفت فيها عوراتهم وما كان مستورا عن التونسيين بعدما تضاربت مصالحهم وبات صديق الأمس عدو اليوم وما خفي كان أعظم.
اليوم ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية في دورها الثاني والتي ستجرى الأحد المقبل الموافق لـ13 أكتوبر الحالي في وقت تتصاعد فيه وتيرة السباب والشتائم وبث الأخبار الزائفة على صفحات التواصل الاجتماعي مدفوعة الأجر ما يبث الشك والريبة في نفوس الناخبين دون توجيه موضوعي وايجابي للمترشحين الاثنين للدور الثاني سنجد أنفسنا ربما أو قطعا أمام ورقات أخرى مهولة بيضاء أو ملغاة وحينها لن ينفع الندم على مستقبل البلاد صار على «كف عفريت» ولا مجال للاستغراب ولا للحيرة سيما وان الدور الأول للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها والذي جرى قبل ما يفوق الثلاثة أسابيع افرز نحو 24الف ورقة بيضاء وما يناهز الـ68 ألف ورقة ملغاة لم يتم احتسابها في النتائج.




0 تعليق على موضوع : مقاطعة أم عقاب لبرامج انتخابية زائفة؟!
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات