هل الغواصة الجديدة كالمقاتلة كوثر؟

الخبز والبيض والبطاطا تهم الإيراني أكثر من غواصة تطلق صواريخ عابرة.

اقتصاد غارق يحتاج إلى غواصات


قد لا يكون خبر وضع إيران لما وصفته بـ"غواصة قادرة على إطلاق صواريخ عابرة"، في الخدمة مهما ومثيرا بقدر التأكد من حقيقة ذلك والتيقن منه، خصوصا وإن لإيران وخلال العهد الحالي العديد من التجارب التي بالاضافة الى إن بعضها كانت فاشلة كتجربتي إطلاق قمرين صناعيين أو ذو طابع "فضائحي" كتجربة إرسال قرد للفضاء أو المقاتلة كوثر التي لم تكن سوى F5 الاميركية ولكن بتحويرات بسيطة. 

الاوضاع الصعبة جدا التي يعاني منها النظام الذي خلف الحكم الملكي وبعد 40 عاما من حكم غلب عليه الطابع القمعي وكان موضع قلق وتوجس من جانب بلدان المنطقة والعالم، يضعه في موقف لايحسد عليه أمام الشعب الايراني الذي يبدو واضحا بأنه ساخط على كل شيء بعدما صار على قناعة تامة بأنه إنتقل من نظام سئ الى الأسوء ومن فاسد الى الافسد، ولم يعد يكتفي بإلتزام الصمت والتجاهل ازاء الاوضاع الرديئة ولاسيما سوء الاوضاع المعيشية وإنما يقوم بتحركات إحتجاجية تتسم في خطها العام بغضب واضح، وإن إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، قابلة للتكرار وبصورة أقوى، ويبدو إن هذه الاختراعات التي صار البعض منها موضع تندر وسخرية من جانب الشعب الايراني، يهدف النظام من ورائها لإشغال الرأي العام الايراني بها وتهدئته، ولكن لسان حال الشعب الايراني يتساءل دائما: لماذا لا تبدعون في مجال تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية؟ ولماذا لا تبدعون في المجالات الصناعية والزراعية بما يغير من الاوضاع المتردية وليس الزعم بإرسال قرد للفضاء أو التجربتين الفاشلتين لإرسال قمرين صناعيين الى الفضاء؟

تدشين هذه الغواصة التي لا يعرف لحد الان مدى مصداقية نجاحها، قد تزامن مع تصريح غير مسبوق للرئيس الايراني إعترف فيه بقوة التأثيرات السلبية للعقوبات الاميركية على الاقتصاد الايراني وإن حكومته لا تستطيع مواجهة العقوبات والنتائج والتداعيات الناجمة عنها من دون دعم، الى جانب إنه قد تزامن أيضا مع تصاعد حدة المواجهات بين الجناحين الرئيسيين في الحكم، وهو ما يٶكد بأن الاوضاع في إيران تسير بإتجاه ليس كالذي يحلم به ويتمناه القادة والمسٶولون الايرانيون.

ليس ما يقلق إيران العقوبات الاميركية والتجاذبات مع واشنطن بقد ماتشعر بالقلق العميق من المفاجئات التي تخبئها الاقدار فيما يتعلق بالشعب الايراني، خصوصا بعد أن صارت قصص وحكايات الإثراء غير المشروع للكثير من القادة والمسٶولين الايرانيين وأبنائهم بمثابة الحديث والموضوع السائد بين أوساط الشعب الايراني، ولذلك فإن الشعب لن تشغله هذه الغواصة وغيرها من إختراعات تعلن عنها طهران بين الفترة والاخرى بقدر مايهمه سعر قرصة الخبز وطبق البيض والتدافع للحصول على البطاطا المرمية في النفايات وما إليه!

السبت 2019/02/23