ملاحظات على وسائل الاعلام الرقمي ,,
وسائل الاعلام الجديدة رائعة عظيمة مؤثرة .. جرأة اكبر .. حرارة اكبر ,, سرعة اكبر ,, اثارة اكبر ,, ولكن محتوى اقل ,, مضمون سطحي ,, اعلام رأي وليس اعلام معلومات موثقة ومعارف واسعة ,,
فكيف الحل ..؟
هل يمكن ان يكون استخجامها افضل ؟
د. ريما البدري
التكنولوجية الرقمية خلقت الكثير من الحرارة في التعامل مع الاعلام ولكن التركيز انخفض بشدة.
حيث من السهل جدا أن تغرد ، ان تعلق .. ان تشارك منشور او معلومة ,, ويمكن استخدام كل اساليب التعبير عن الراي سواء المنطقي والعقلاني والمهذب او المبالغة والصراخ والاتهام والتكفير وصولا الى الشتائم والالفاظ السوقية
وهذه واحدة من ابرز المشاكل الأساسية في الصحافة الرقمية خصوصا المتعلقة بالنواحي السياسية .
فواقع الحال يقول انه يمكننا القفز على كل تغريدة والإفراط في الرد على كل تغريدة ، والتحقق من صحة كل تغريدة. ونسخ اي تغريدة دون التاكد من صحتها ..وهذا افقد الكثير جدا مما هو متداول من التركيز والعمق والدقة والصحة ,,
و هذا الاسلوب هو الشائع جدا عند عموم الجمهور (الناس العاديين) .. لكنه يختلف عند الاعلاميين المحترفين ,,
المواطن الاعلامي ,, احد انجازات الاعلام الرقمي
في العديد من الدراسات المتعلقة بالاعلام الجديد اشارات عديدة الى انه كانت هناك فترة من التاريخ ساد فيها التفكير والتساؤل "هل ساتي زمن يكون فيه المواطن اعلاميا وانه سيأتي عصر تكون فيهه الصحافة للمواطن ؟ "
وجاء في احدى الدراسات ان قال أحدهم لاخر "ما رأيك في صحافة المواطن؟"
فاستبعد الشخص الاخر هذا الاحتمال وقال ، لا أعرف ، "ما رأيكم في الجراحين المواطنين؟ "
ولكن ها هوزمن صحافة المواطن قد جاء فعلا ,, ومكنت التكولوجية الرقمية من ايجاد صحافة المواطن .. واصبح اي مواطن لديه حساب في تويتر بامكانه ان يغرد مثله مثل الرئيس ترامب او اي رئيس او وزير او مفكر او اعلامي ,, وكذلك الامر في فيس بوك,,
وهذا مهم جدا بالنسبة للجماهير .. حيث اصبح الاعلام عمل جماعي ، سواء في الاصدار او التلقي .. واصح كل من شاء ان يطرح سؤالا للعقل الجمعي البشري دون تحديد للحدود او المسافات .. واصبح بالامكان الكتابة عن الولادات والوفيات والزواج ولطلاق والجريمة واصبح ممكنا الكتابة والسؤال عن اي قضية اقتصادية او سياسية او فكرية او فنية ... وسؤال الناس عن تجاربهم
بالاضافة الى كتابة الرأي الناقد او المؤيد في كل الاتجاهات والمجالات
بل اصبح بامكان اي شخص ان يحصل على مجتمعات مذهلة يمكنه بناءها من خلال Facebook و Twitter من شأنها أن تساعده في إعداد تقارير قس مختلف المجالات بطرق لم يكن بإمكان الاعلامي المحترف سابقا اتماها دون بذل مجهودات ضخمة
ازمة الصحفي والاعلامي التقليدي
يقول بعص المتخصصين بالاعلام الرقمي انه بسبب وجود الكثير من التطورات التي دخلت على العمل الاعلامي ، مما جعل العملية سريعة للغاية ، اصبح الاعلامي يعيش في مأزق اسمه مأزف الوقت .. حيث بات يتمنى أن يكون لدىهم مزيدا من الوقت للتفكير في ما يكتبه قبل نشره ، ان يكون لجيه بعض الوقت للتحقق من صحة المعلومات الواردة في القصة الاعلامية ... بعض الوقت لاتمام عملية التحريرلتكون الرسالة محكمة الجودة .
لكن الواقع يقول ان كل شيء يسير في عجلة .. لم يعد ممكناا التروي في التغطية الاخبارية ، فالسباق هائل والناس تلس على الانرنت تتلقف الاخبار ومن يون اسرع يكون هو الاولى .
وهذا يطرح تساؤلات منها هل افتقدت المؤسسات الاعلامية التقليدية القدرة على وضع جدول أعمال لا يمكن اختراقه وضربه وتجاوزه .. لنشر ما هو المهم وما هو الاكثر اهمية وما هو الذي لا يستحق الاهتمام ؟
وهل ستؤدي السرعة الهائلة الى ان يفقد الناس القدرة على إيجاد المنابر الاعلامية التي تحظى باهتامهم وتقديرهم وتعتبر المصدر الرئيسي لعلوماتهم كما كانت عليه الحال خلال القرنين الماضيين ؟
الجواب يقول انتهى زمن المؤسسة الاعلامية الرائدة في ظل هذه البيئة التنافسية الهائلة في عصر الاعلام الرقمي ..
والسؤال لم يعد احد يتحدث عن السيطرة بل السؤال عند الجميع هل ممكن ان احصل على حصة ؟سوف نرى جواب ذلك في ما يلي من نشرات ,,.
نعم هناك سلبيات ولكن الايجابيات عظيمة ---------------------------لو حاولنا تقصي عمليات النقد والملاحظات السلبية على الاعلام الجديد ,, لشاهدنا كمية غير محدودة من الناقدين والناقمين وعددا كبيرا من الملاحظات السلبية ,,
واكثر الجهات التي توجه نقدا سلبيا لوسائل الاعلام الجديدة هي المؤسسات الحكومية الرسمية ,,, وايضا العاملين واصحاب مؤسسات الاعلام التقليدية
وهذا طبيعي .. لان الاعلام الرقمي سحب منهم قطاعا واسعا جدا من الجماهير والقراء بل ان كثير منها على وشك الافلاس
كما ان الحكومات تعتبر ان الموانين بدأوا يتجرأوا على الحكومة
لكن في المقابل ,,, نجد ان الاعلام الرقمي رغم وجود العديد من السلبيات والتي ذكرنا بعضها في البوست السابق ومن اهمها عدم القدرة على التأكد من صحة المعلومات الى جانب الطابع الذي يتسم بالدكتاتورية في الحوارات والتعليقات الا انها سمحت ولاول مرة في التاريخ للمواطن ان يتأك بنفسه من فرز الزبد من الاء كما يقال والتمييز بين المعلومات الخاطئة او غير الدقيقة او المزورة وبين المعلومات الدقيقة دون توجيه او وصاية
وهذا جعل المؤسسات الاعلامية التقليدية اكثر اعتدالا ,, لادراكها ان الناس اصبحت اكثر وعيا واكثر قدرة على التمييز
صحيح ان هناك ازدياد لبعض جوانب التطرف السياسي في ما ينشر على الوسائل الرقمية .. ويمكن تلمس ازدياد غضب الناس .. وان مواقفهم اكثر حدة .. بل ان بعضهم يهدد بالعنف ..
ورغم الطابع السلبي لهذه الظواهر الا انها في جوهرها ظاهرة ايجابية تفيد بان مشاركة الجماهير بالقضايا الوطنية عموما اصبح اكبر واكثر كما ونوعا
وفي نفس الوقت هناك أغلبية من الناس يرفضوا القبح - ولا يهتمون بالتغريدات المتطرفة ، ولا بالتغريدات الساذجة .
بالاضافة الى ذلك فان الراي او التعليق عليه او نسخه واعادة نشره اصبح يصل الى اعداد هائلة من الجماهير ..مما ادى الى تغييرات جوهرية في الاعلام السياسي ونزل كبار المسؤولين مباشرة الى الجماهير وصعدت الجماهير مباشرة الى اعلى المستويات في الدولة
كيف يستفيد الوطنيين من الاعلام الرقمي ..؟
من المؤكد ان كل من لديه ادنى اهتمام بالاعلام يدرك بسهولة ان الجميع يريد أن يكون في المقام الأول. الجميع يريد أن يعرف المعلومات أولا. الجميع يريد أن يكون متقدما على في النشر على الاخرين وهذا لا يقتصر على الاعلاميين التقليديين بل على الجمهور ايضا
الجميع يريد ان يصل الى مستهلكي الاخبار اسرع .. بل ان مستهلكي الاخبار (الجماهير) يريدوا أن يكونوا متقدمين على الجميع. ويريدوا امتلاك ميزة في معرفة ما هو على وشك الحدوث.
ولكن هذا يحتاج الى مهارات محو الأمية الإعلامية على نطاق واسع ,,
ومما لا شك فيه ان المعلومات الهائلة على محركات البحث وخصوصا جوجل تمكن اي شخص جاد من الحصول على مهارات ممتازة وبزمن قياسي ربما اسرع من الدارسين بالجامعات
وهنا يفترض التوقف عند محاسبة الاحزاب السياسة الوطنية والتقدمية العربية على وجه الخصوص والافراد الوطنيين والتقدميين العرب ,, وسؤالهم لماذا لا تدخلوا هذا السباق .. ؟
لماذا انتم مهملون لهذه الوسائط الاعلامية التي جعلتكم ولاول مر بالتاريخ لا تقلوا شانا وقدرة عن المؤسسات الاعلامية العريقة وعن الاعلاميين التقلييين الكبار ؟
أعتقد أن من السهولة جدا امتلاك معرفة كيفية تداول الأخبار ومعرفة ما هي القصة الحقيقية. وما هي الاساسات التي تستند عليها المعلومة الصحيحة ،
ويفترض معرفة الجماهير التي يجب ان تصلها الاخبار والمعلومات ,,
وهكذا تتمكن الاحزاب التقدمية العربية من التاصل مع الجماهير ويكون لها تاثرها وحضورها

“جودة” الصحافة
لعشرات السنوات، ظل الاتفاق على تعريف “جودة” الصحافة متفق عليه إلى حد كبير بين العاملين فى المهنة على اختلاف مشاربهم وأماكنهم ووسائلهم الإعلامية، ولكن التغييرات الهائلة التى يشهدها الإعلام فى السنوات الأخيرة، خاصة مع التطورات فى مجالات النشر ودخول المنصات الرقمية طرفا فى المعادلة، جعل بعض الخبراء يعيدون تقييم الموقف وطرح الأسئلة حول التعريفات المستقرة، ومن هذه الأطروحات ما يقدمه “شارلى بيكت” الأستاذ فى قسم الإعلام والاتصالات بكلية لندن للاقتصاد، ومدير فريق التفكير Think Tank للصحافة بالجامعة، والذى يطرح مجموعة من الأفكار حول جودة الصحافة فى العصر الرقمى تستحق الدراسة والمناقشة والحوار، وربما تمثل فى حد ذاتها إطارا نظريا لخارطة طريق يقود لحل بعض المشاكل التى تواجهها صناعة الإعلام.
ما ذا تعني جودة الصحافة في العصرالرقمي .
تقوم مبادرات التعرف على مصداقية الصحافة مثل “مشروع الثقة” Trust Project بتطوير “إشارات” أو “مؤشرات للثقة” بهدف الترويج لـ”معايير الشفافية التى تساعد المستخدم على تقييم جودة ومصداقية الصحافة بسهولة”، وفى الوقت نفسه، تتحسن آليات مؤسسات الأخبار نفسها لمساعدة عملائها للعثور على المحتوى “ذى الجودة” الذى يقومون بإنتاجه من خلال وسائل خاصة للتفاعل مع المستهلك مثل النشرة البريدية الالكترونية “النيوزلتر”، والتطبيقات التى يمكن تخصيصها لتناسب كل مستخدم على حدة.
ولذا فمن يتخيل ان الامور فوضى وانها ساحة مفتوحة للتلاعب هو مخطيء الى حد كبير .. دون ان يعني ذلك انه لا يوجد من يلاعب ويسرح ويمرح وخرتع ويؤلف اخبارا على مزاجه ,,
ولكن الفرق كبر جدا بين الان وما كان عليه قبل 5 سنوات .
==============
قبل نصف قرن من الزمان كان لا يقوى على ملكية وسيلة اعلامية الا الحكومات او اصحاب الملايين ..
اما اليوم فان بضعة دولارات كفيلة بامتلاك وسيلة اعلامية ,, ولهذا يتوقع خروج اصحاب الملايين من عالم الاعلام لانه لم يعد يجد نفعا لهم .
وهذا يتيح المجال واسعا للنخب السياسية والثقافية ان تمتلك وسائلها للوصول الى الجماهير بغزارة معلومات وثقافة واكثر سرعة
فهل من مبادر ؟؟
=========================
لعشرات السنوات، ظل الاتفاق على تعريف “جودة” الصحافة متفق عليه إلى حد كبير بين العاملين فى المهنة على اختلاف مشاربهم وأماكنهم ووسائلهم الإعلامية، ولكن التغييرات الهائلة التى يشهدها الإعلام فى السنوات الأخيرة، خاصة مع التطورات فى مجالات النشر ودخول المنصات الرقمية طرفا فى المعادلة، جعل بعض الخبراء يعيدون تقييم الموقف وطرح الأسئلة حول التعريفات المستقرة، ومن هذه الأطروحات ما يقدمه “شارلى بيكت” الأستاذ فى قسم الإعلام والاتصالات بكلية لندن للاقتصاد، ومدير فريق التفكير Think Tank للصحافة بالجامعة، والذى يطرح مجموعة من الأفكار حول جودة الصحافة فى العصر الرقمى تستحق الدراسة والمناقشة والحوار، وربما تمثل فى حد ذاتها إطارا نظريا لخارطة طريق يقود لحل بعض المشاكل التى تواجهها صناعة الإعلام.
ما ذا تعني جودة الصحافة في العصرالرقمي .
تقوم مبادرات التعرف على مصداقية الصحافة مثل “مشروع الثقة” Trust Project بتطوير “إشارات” أو “مؤشرات للثقة” بهدف الترويج لـ”معايير الشفافية التى تساعد المستخدم على تقييم جودة ومصداقية الصحافة بسهولة”، وفى الوقت نفسه، تتحسن آليات مؤسسات الأخبار نفسها لمساعدة عملائها للعثور على المحتوى “ذى الجودة” الذى يقومون بإنتاجه من خلال وسائل خاصة للتفاعل مع المستهلك مثل النشرة البريدية الالكترونية “النيوزلتر”، والتطبيقات التى يمكن تخصيصها لتناسب كل مستخدم على حدة.
ولذا فمن يتخيل ان الامور فوضى وانها ساحة مفتوحة للتلاعب هو مخطيء الى حد كبير .. دون ان يعني ذلك انه لا يوجد من يلاعب ويسرح ويمرح وخرتع ويؤلف اخبارا على مزاجه ,,
ولكن الفرق كبر جدا بين الان وما كان عليه قبل 5 سنوات .
==============
قبل نصف قرن من الزمان كان لا يقوى على ملكية وسيلة اعلامية الا الحكومات او اصحاب الملايين ..
اما اليوم فان بضعة دولارات كفيلة بامتلاك وسيلة اعلامية ,, ولهذا يتوقع خروج اصحاب الملايين من عالم الاعلام لانه لم يعد يجد نفعا لهم .
وهذا يتيح المجال واسعا للنخب السياسية والثقافية ان تمتلك وسائلها للوصول الى الجماهير بغزارة معلومات وثقافة واكثر سرعة
فهل من مبادر ؟؟
=========================
دور فيسبوك وتويتر في خدمة الاعلام
ان فيسبوك وتويتر أحدثتا فرقاً هائلاً وتحسناً هائلاً في العمل الاعلامي ، حيث اصبح الاعلاميون قادرون على التواصل مع الجماهير على مدار الساعة . واصبوا قادرين على المشاركة بطرق جديدة. ويمكنهم الاستماع إلى الجمهور بطرق جديدة.
والجميع يقر بان تويتر وفيس بوك وفرا مزايا ضخمة وفوائد ضخمة من حيث القدرة على الاستماع الى الناس ومشاركتهم في مختلف القضايا.
وهذا ساعد الاعلام الرقمي على التوسع بالانتشار بشكل غير مسبوق .. وبالتالي ازداد تاثيرالاعلام ودوره في الحياة العامة .
في تقرير صادر عن الامم المتحدة امس جاء ان 51 % من سكان العالم اي اكثر من 3.5 مليار نسمة يستخدموا شبكة الانترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية ، والهواتف الذكية ، لتلقي أخبارهم اليومية عن السياسة في بلدانهم وفي العالم
وهذا امر غير مسبوق في التاريخ .
ان فيسبوك وتويتر أحدثتا فرقاً هائلاً وتحسناً هائلاً في العمل الاعلامي ، حيث اصبح الاعلاميون قادرون على التواصل مع الجماهير على مدار الساعة . واصبوا قادرين على المشاركة بطرق جديدة. ويمكنهم الاستماع إلى الجمهور بطرق جديدة.
والجميع يقر بان تويتر وفيس بوك وفرا مزايا ضخمة وفوائد ضخمة من حيث القدرة على الاستماع الى الناس ومشاركتهم في مختلف القضايا.
وهذا ساعد الاعلام الرقمي على التوسع بالانتشار بشكل غير مسبوق .. وبالتالي ازداد تاثيرالاعلام ودوره في الحياة العامة .
في تقرير صادر عن الامم المتحدة امس جاء ان 51 % من سكان العالم اي اكثر من 3.5 مليار نسمة يستخدموا شبكة الانترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية ، والهواتف الذكية ، لتلقي أخبارهم اليومية عن السياسة في بلدانهم وفي العالم
وهذا امر غير مسبوق في التاريخ .
0 تعليق على موضوع : ما هو الاعلام الجديد فى العصر الرقمى؟
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات